ملاك الأكاذيب

مهووس

إعتذر بييت عن بقية اليوم الدراسي لأن الحصة التي كانت في صف فيغاس الجديد كانت أسوء حصة له منذ بداية عمله في المدرسة .

لم يستطيع التركيز لم يستطيع التوقف عن إرتكاب الأخطاء ، و لم يستطيع التوقف عن سرقة النظرات له .

كلما رفع عينيه للفتى كان يجده يحدق به بابتسامة تخبره بكم هو غبي و أحمق و معلم فاشل.

كان أصعب موقف منذ وفاة بايبل قد تعرض له..لم يستطيع أن يقاوم الذهاب له و إحتضانه ،ان يقبله و أن يخبره بأنه إشتاق له .

لذا هو فتح باب الفصل و خرج منه قبل أن يسمع صوت الجرس يعطيه حريته للهرب ، للإبتعاد ..للذهاب أبعد ما يكون كما لو أنه لن يعود بالغد .

تحدث الطلاب بتعجب
" ما هذا لماذا يتصرف المعلم بييت بغرابة ؟"

أومئ طالب أخر
" نعم انه غريب جدا اليوم"

ضحكت فتاة بسخرية
" لقد كان متوتر و يتلعثم و كأنه يرى شبح في الصف "

إلتفت فيغاس بابتسامة لطيفة لكوهارت الذي قام بالإمساك بيده لم يهتم أبدآ للمعلم الغريب .

.........

كان يجلس في مقهى جديد ينتظر أصدقائه بتوتر يغلب عليه بعد أن قام بسرقة صورة الفتى من ملفه في المدرسة .

قلبه يتآكل ندماً على فعلته الغير قانونية و الغير مسؤولة و لكن بئساً لهذا هو لا يهتم .

حاول أن يهدأ و لكن قلبه لم يكن يهدأ أو يعتاد على فكرة رجوعه.

طوال تلك السنوات لم يستطيع نسيان وعد بايبل بأنه سيولد من جديد و يبحث عنه .

انه لا يهتم لو قام بييت بنسيانه فسوف يبحث عنه و يجعله يقع في حبه مرة أخرى كما لو أن الأمر بهذه البساطة .

لن يكذب هو لم يكن يعيش حياته بشكل جيد لقد كان يقوم بتضييع الوقت لتنتهى تلك الحياة و يتقابلون في واحدة جديدة .

لقد كان يظن أنه ستكون هناك قصة أخرى ،بشخصيات أخرى ، في زمن أخر .

و لكن يبدو أن حبيبه لم يستطيع الانتظار أكثر.

تأوه بصدمة عندما سقطت قطرات باردة على بنطاله
" اللعنة أنا..غبي "

قام بمسح القطرات الباردة فلقد قام بطلب قهوة مثلجة لعلها تهدئه ريثما أصدقائه يحضرون بعد أن أرسل لهم رسالة طوارئ .

كان بايس هو من إخترع رسالة الطوارئ تلك بينهم بسبب إكتئاب بييت المزمن و الذي لا يمكن معالجته لأنه لا يزال يشعر بالذنب على حد قول أخر طبيب نفسي ذهب له .