الفصل الثالث والعشرون

12.7K 395 89
                                    

※الفصل الثالث والعشرون※
🐺 غابة الذئاب «ما بعد العهد» 🐺
"الجزء الثالث من رواية صراع الذئاب"
بقلم: ولاء رفعت علي

أهتدي فؤادي بعشقك الذي يأسرني أينما أذهب، قد أظلم بصري ولم أكن سوي في عتمة مظلمة؛ فقلبك سراجي الذي ينير دربي وبدونه لا عودة لي، يا مَنْ أحتليتِ كياني و وجداني ضُمني بين ذراعيك حتي أشعر بالدفء من جديد فأنت شمس ربيعي والدماء التي تتدفق في شرياني. 

تتشابك الأنامل في قبضة واحدة، وذراعه الأخري تحاوط كتفيها، فالوضع أشبه بالعناق، يأمن وجودها جواره وكأنها ستذهب أو ربما لم يصدق بعد مرور تلك الأيام العصيبة سيحظي أخيراً بالعودة إليها، كم هو مشتاق وقلبه يخفق بالحنين، ينظر لها كل فينة والفينة، يبتسم إليها كالفتي الذي يفقه معني الحب من جديد.
تسمع دقات قلبه فرفعت وجهها ونظرت إليه تسأله:
"دقات قلبك سريعة أوي كدة ليه؟"

حدق صوب رماديتيها وأجاب بلهفة عاشق:
"هتعرفي بعدين"

لم تفترق الابتسامة عن شفتيها، فهي الآن تنعم بوجودها وعودتها إلي عرشها مرة أخري، ملكة علي عرش قلب الملك والذي علمها ما هو العشق علي يديه.
عاد بالنظر إلي الطريق بينما هي تقرب أنفها من ثيابه وصدره، تغمض عينيها وتستنشق رائحته بقوة، مدت يدها الأخري وطوقت جذعه فنظر إليها بطرف عينيه وأخبرها بنبرة صوته الأجش العذب:
"عرفتي بقي إن ملكيش مكان غير هنا"
وأشار إليها نحو صدره، كانت قد فتحت عينيها فأجابت:
"و هو نفس مكانك عندي، و لا خلاص؟" 

عقد ما بين حاجبيه فسألها:
"تقصدي إيه بخلاص؟"

رمقته بابتسامة لعوب وقالت:
"ده أنت بتفهمها وهي طايرة، إيه اللي حصلك يا كينج؟"

ترك يدها وأمسك بطرف ذقنها قائلاً:
"و من غير ما تتكلمي، من بصة واحدة في عيونك بفهم أنتِ عايزة تقولي إيه، و عموماً أنا ليا عندك طلب صغير، ياريت نأجل أي عتاب أو لوم بعدين، وأوعدك هنتكلم و نحكي ونبوح بكل اللي في قلوبنا، بس كل حاجة في وقتها، اتفقنا؟"

هزت رأسها بالموافقة، فكان رده طبع إختطاف قُبلة سريعة وغمز إليها بعينه.
※※※
وهناك في مكان ليس بقريب، أمام منزل كبير توقفت السيارة وسرعان قام الحارس بالضغط علي الزر فانفتحت البوابة بآلية، بدأت السيارة بالتحرك عبر البوابة وسارت في ممر علي جانبيه حديقة من الحشائش الصغيرة الخضراء والورود، تكاد تميز ألوانها من إضاءة المصابيح المنتشرة في الإرجاء.

توقف أمام المنزل مباشرة وكان في إنتظاره كبير الحراسة خاصته، يفتح باب السيارة بترحاب قائلاً:
"أهلاً وسهلاً يا مصعب بيه"

أجاب الأخر بابتسامة:
"تسلم يا مجدى"

مد يده إليها قبل أن يترجل من السيارة وقال لها:
"اتفضلي يا ملاكي"

غابة الذئاب& غرام الذئاب  «الجزء الثالث و الرابع من سلسلة صراع الذئاب» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن