إقتباس

7.5K 248 99
                                    

تنظر من نافذة السيارة تراقب الطريق في شرود، هبطت من عينيها عبرة و تتذكر كلام المحامي الذي كانت لديه منذ قليل...

في داخل مكتب محامي شهير و المتخصص في الأحوال الشخصية، تجلس أمام مكتبه تنصت إلي حديثه بإهتمام و هو يخبرها:
"بصي يا مدام دنيا، دلوقتي عشان تقدري ترفعي دعوة طلاق لازم يكون بشروط زي لو كان زوجك بيعتدي عليكِ بالضرب و السب ديماً فده اسمه طلاق للضرر، أو زوج حضرتك بخيل و مش بيصرف عليكِ و لا علي الأولاد و فيه كمان في قانون الطلاق الجديد، بيقول من حقك كزوجة تانية أو جديدة برفع قضية طلاق في حالة لو ما تعرفيش إن زوجك متجوز واحدة قبلك و ما زالت علي ذمته، فمن حقك تطلبي الطلاق".

كانت يديها تتشابك معاً في توتر، كانت تنظر إلي أسفل، و عندما أنتهي الأخر من حديثه، رفعت وجهها و نظرت إليه بحزن قائلة:
" أنا حضرتك متجوزة منه بقي لي ٨ سنين و معرفش إن مراته الأولي لسه علي ذمته، أنا كنت عارفة إنه متجوز بس كنت فاكراه طلقها  ".

أومأ لها بجدية مُعقباً:
"تمام، بس هل فيه إثبات، عقد جوازه من زوجته الأولي؟".

هزت رأسها بعدم معرفة و أجابت:
"معرفش، أصلها مش مصرية".

عاد بظهره إلي الوراء و أخبرها بكل ثقة:
"موضوع العقد سيبيه عليا، حضرتك بس هاتحضري لي الأوراق اللي هطلبها منك عشان نبتدي الإجراءات بشكل رسمي، أولها هاتعملي لي توكيل، و عايز نسخة ضوئية من قسيمة الجواز و نسخ زيها من شهادات ولادكم".

فتحت حقيبتها و أخرجت منها ملفاً ورقياً، ابتلعت لعابها من التوتر الذي تشعر به، فتلك الخطوة المقبلة عليها ليست هينة، تعلم إنها تفتح باب من أبواب الجحيم، كلما تذكرت تهديدات زوجها، استجمعت قواها و لم تستسلم إلي مخاوفها، وضعت الملف فوق المكتب و قالت:
"أنا كنت عاملة حسابي".

تناول الملف و ألقي نظرة علي الأوراق:
"تمام أوي".

أخرج ورقة من الدرج الذي أمامه و تناول قلماً و أعطى كلاهما لها قائلاً:
"أتفضلي بقي أملي لي الورقة دي".

أخذت الورقة و القلم بيد ترتجف من التوتر، تركتهما علي المنضدة أمامها لتخرج بطاقة الهوية خاصتها من حقيبتها، أمسكت بالقلم و حاولت أن تبدأ بملىء البيانات، لكن تلك الرجفة جعلتها لم تستطع كتابة حرفاً واحد و وقع من يدها القلم، نهض الأخر و مد يده إليها قائلاً:
"عنك يا مدام، هاتي البطاقة، ليه التوتر ده كله! ".

أعطته الورقة و البطاقة، ألقي نظرة علي ظهر البطاقة لمعرفة اسم الزوج
«كنان صفوت العمري»، توقف بصدمة أمام هذا الإسم و أصبح مكفهر الوجه، نهض و أخبرها:
"أستأذنك دقيقتين و راجع لحضرتك تاني".

أومأت له بشبه ابتسامة:
"اتفضل".

ذهب و تركها بمفردها تنظر من حولها إلي الأثاث و الجدران، و اللوحة التي تزين الجدار خلف المكتب يتوسطها رسمة لميزان العدل، لم تشعر بالدقائق التي مرت، انتبهت إلي عودته من الخارج، لكنه جلس علي الكرسي المقابل لها، كان يشعر بالحرج و التوتر أيضاً و يخبرها:
"مدام دنيا، أنا بعتذر لحضرتك و أسف جداً مش هقدر أقبل القضية".

تسمرت و غرت فاها لتستوعب ما يخبرها به، نهضت و تستند علي حافة المكتب، سألته:
"أنت تعرفه؟".

أخفض بصره و نظر إلي أسفل قائلاً:
" أنا مش عارف أقول لحضرتك إيه بس الموضوع...

و كأن عادت إليها قوتها من جديد، حدقت إليه بإمتعاض و ازدراء، اختطفت البطاقة من يده:
"من غير ما تقول، واضحة زي الشمس، لما قريت اسمه روحت تتصل عليه عشان تتأكد إنه هو و لا لاء، عموماً اللي خلقك خلق ألف محامي غيرك".

غادرت المكتب علي الفور و لم تترك فرصة إليه للدفاع عن نفسه و لو بحرفٍ واحد.

و في الوقت الحالي، انتبهت إلي السائق الذي يقول لها:
"وصلنا يا مدام".

أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال لتعطيه الأجرة ثم ترجلت أمام البناء

و بعدما وصلت قامت بفتح الباب بالمفتاح الذي لديها، وجدت جدتها تجلس في الردهة و تبكي، ركضت نحوها بخوف و قلق:
"حبيبتي يا تيتا مالك فيه إيه؟".

أجابت من بين بكائها بحزن شديد:
"ابن صاحب البيت جه قالي إننا لازم نسيب الشقة،لأنه باع البيت كله لواحد، و الراجل اللي اشتراه منه جاب قرار من الحي بهد البيت".

اتسعت عيناها في حالة صدمة من ما قد أخترق سمعها للتو، و من دون الحاجة إلي التفكير العميق تجاه هذا الأمر فهي علي دراية بمن هو وراء ذلك، و قد صدق حدسها بالفعل عندما صدح تنبيه رسالة واردة في هاتفها، أخرجته من الحقيبة فوجدته المرسل إليها، ابتلعت ريقها الذي كان بطعم العلقم ثم بدأت تقرأ الرسالة الذي تتضمن الآتي

«شكلك مكنتيش مصدقاني لما قولت لك حبايبي كتير، من ضمنهم المحامي اللي روحتي له المكتب اللي في المعادي، و أي محامي غيره هيرفض قضية الطلاق اللي عايزة ترفعيها عليا مجرد ما هيعرف مين جوزك، و معلومة تانية أضيفها لك أنا المالك الجديد للبيت و اللي عرفت بنفوذي أجيب له قرار إزالة، حبيت أعرفك بس إنك مهما عملتي هخليكِ تعرفي ترجعي لحد عندي غصب عنك»
ــــــــــــــــــــــــ
إقتباس من الفصل الرابع عشر و اللي مش هقول نزل أمتي بالظبط عشان ما يحصلش معايا حاجة زي كل مرة و أتأخر عن الميعاد اللي بقول عليه، خليها مفاجأة يمكن بكرة أو بعده، المهم بإذن الله مش هتأخر😅

لينك الرواية علي الفيس👇🏻👇🏻
https://www.facebook.com/groups/1551561498347802/permalink/1783366395167310/

و علي الواتباد👇🏻👇🏻
https://www.wattpad.com/story/302099525?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=WalaaRefat&wp_originator=1PBZAqSKFSXmiW9MHymU%2FB%2B78hDnaVIS0nThC8njAp8ni%2FDOAsDQfRhyVd7%2FuNsFJQ7xe2RB%2F38uQt92lPFS8X8lfNKRLKuB9b3ldtzOVIKmHglc12WJkz%2BWeLEny28M

و علي قناة روايات لولي علي التليجرام👇🏻👇🏻
https://t.me/loly_writer

me/loly_writer

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
غابة الذئاب& غرام الذئاب  «الجزء الثالث و الرابع من سلسلة صراع الذئاب» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن