الفصل الثامن

215 24 0
                                    

الفصل الثامن
" بعض العلاقات تهدم والبعض يبنيها، يمكن أن تتعرف على شخص يطور من شخصيك
إلى الأفضل، وأخر يخرج من المرء أسوء ما به "
...........
مر شهر على زواجي من عمر، لقد اشعرني بكل لحظة قضيتها مع بالسعادة، علمت منه أنه لم يكمل مرحلة التعليم الثانوية، فلقد توفى والديه، وأنقطع عن والتعليم، قمت بتشجيعه على التقدم مرة أخرى، وما زلت اتذكر الحديث الذي دار بيننا .
-يعني إنتي عوزاني أكمل تعليمي ؟ .
إبتسمت له وقولت بأمل أن يوافق :
- ليه لا يا عمر، لما الشهادة تكون معاك هتفرق كتير ليك، إيه رايك تتخص في الميكانيكا ، حتى مش هتحتاج تذاكر لأنك كده كده عارف إلي فيها .
نظر لي بشرود وكأنه يفكر بشيء، ثم قال بحزن :
-إنتي شيفاني أقل منك، عشان إنتي معاكي كليه وانا لا ؟ .
نهضت برهبة، لا أريده أن ينظر لها هكذا لذلك، إقتربت منه وانا أنظر إلى عينيه بتركيز، لأجعلة يستمع لكل جملة سأقولها :
-عمر أنا حبيتك زي مأنت، عمر الجدع الشهم، عمري ما بصيت إنت معاك إيه او معاكش، أنا لو بقولك تكمل يبقي عشانك، صدقني أنت عندك موهبة حلوة اوي حرام انك تضيعها، مش عوزاك تفكر إني بعمل كده عشان تليق عليا، عمر أنا إلي بحس إني أقل إني أكون معاك، كل إلي أنا عوزاه هو أنت، أنت وبس وأي حاجة تانية مش مهم .
وبالفعل قرر عمر وقتها أن يكمل يكمل تلك السنة الدراسية، ولذلك قرر الإنتظار لبداية العام الدراسي لتقديم أوراقة، كما انه سمح لي بالعمل، ولم يعترض عليه، وما زلنا نتقابل صدف بالطريق، ولكن تلك المرة ونحن نعرف بعض، لقد أصبح عمر جزء من روحي، ولكن ما كان ينقض علينا حياتنا، هم فراق عائلتي، لم يسمح أبي برؤيتي، ولا أن أرى أمي وأختي، حاول عمر أن يتحدث معه ولكن دون فائدة .
كنت أسير اليوم بالطريق العودة إلى المنزل ولكن ذلك الإرهاق الذي أصبح يلاحقني، أصابني، وألم قلبي أشتد، لم يؤلمني قلبي منذ مدة، شعرت بدوار يصيب رأسي، والعالم يلتف من حولي، نظرت أمامي وجدت عمر يقف بعيد وهو يشير لي بسعادة، وقبل أن أفعل شيء إنهار جسدي أرضًا وفقدت الوعي .
....................
مشهد الظل
أجمل جزء من يومي، هو ذلك الذي يذكرني عندما كنت اقابلها صدفة، وكأن الله يعطيني إشارة بانها قدري، وقفت في الطريق بإنتظارها، فهذا معاد عودتها من العمل، كيف من الممكن أن يصبح المرء أكثر سعادة، كل يوم، أملي الجميلة، رأيتها من بعيد ف لوحت لها بيدي وانا أبتسم بسعادة، سرعان ما ظهر القلق على وجهي، وانا أراها تسقط أرضًا و إجتمع الناس حولها قمت بدفعهم بشدة وأنا أركض بها إلى المستشفى، عرض علي أحدهم أن يأخذنا بسيارته فوفقت، وها أنا أنتظر الطبيبة أن تطمئني عليها، نظرت لإنعاكس وجهي في المرأة، كان وجهي شاحب من خوفي عليها، خرجت الطبية واسرعت لها قالت لي بهدوء :
- متقلقش المدام كويسة، دا بس إرهاق الحمل، المهم دلوقتي هو الراحة .
نظرت لها بدهشة، قبل أن اقول :
-حامل، مراتي أنا حامل، أمل حامل، الحمد لله يارب، طب وهي عاملة إيه فاقت ولا لا ؟.
نظرت لي بشرود ثم قالت :
- هي هتفوق دلوقتي، لو عاوز تدخلها اتفضل، أنا طلبت شوية تحاليل ومستنين النتيجة .
دلفت إلى الداخل لأجد أمل بوجهها الشاحب، أمسكت يدها، وأنا اقبلها، إقتربت منها قائلًا :
- هتكوني أجمل أم في الدنيا .
بعد دقائق أفاقت أمل وسعدت عندما علمت بالخبر، ولكن ظهر وجه الطبيبة المتهجم التي قالت بتوجس :
- مدام أمل محتاجين تعملي إشاعات .
قولت بقلق :
-في حاجة يا دكتورة ؟ .
اجابت بهدوء :
-متخفش أنا عوزة اتأكد من حاجة بس  .
وإن ظنت انها هكذا تهدأني، فهي مخطئة فحديثها جعل الخوف يتوغل بداخلي، شعرت بيد أمل على يدي فنظرت لها بخوف، بعدما فعلنا ما طلب منا كنا نجلس أمام الطبية، التي قالت لأمل :
-إنتي بتحسي بإرهاق وتعب بسهولة؟ .
اومئت أمل بهدوء، لتردف الطبية:
-قلبك عامل إيه، بيوجعك ؟ .
كنت مع كل سؤال أنظر إلى أمل وهي تجيبها بكل ألم شعرت به سابقًا وأنا لم يكن لي علم به، قالت الطبيبة وهي تنظر لنا بشفقة:
-أنا بعتذر عن الخبر، بس المدام بتعاني من إعتلال في عضلة القلب، وللأسف الحمل في حالتك بيكون خطر على حياتك.
كنت احدق بالطبيبة، لا استوعب ما قالت، هل قالت خطر على حياتك؟، حاولت إخراج الكلمات وأنا أقول :
- والحل ؟ .
قالت الطبيبة بشفقة وهي تنظر بعيدًا:
-في الحالات دي الإجهاض هو الحل .
أغمضت عيني، أتجنب النظر إلى أمل، ولكن حديثها جعلني انظر لها :
-أنا مش هموت إبني، أنا هكمل في الحمل .
قولت لها بخوف :
- أمل إنتي مسمعتيش، بتقولك الحمل خطر عليكي، إنتي عوزة تسبيني ؟ .
قالت الطبيبة :
-قدمكم إسبوع تخدو في قراركم النهائي، بس أحب اعرفكم إن لو إخترتوا  تحتفظوا بالطفل، دا ممكن بسببه نفقد حياة الأم، وممكن حياة الإثنين .
.................

رضيت بك أملي (كاملة)Where stories live. Discover now