الفصل السابع

214 23 0
                                    

الفصل السابع
"وكأن الجمال خلق لأجلك... فابتسمي "
......
كل ما حدث لي كان مشوشًا، لقد مر كل شيء بسرعة قصوى، لم اعي لشيء سوى
بقائي في تلك الغرفة، بذلك المنزل الذي لا أعلم أين يقع، نظرت حولي لم أجد احد
كنت بمفردي، لا علم لي بما سيحدث، سحب الإرهاق وعيي لأغرق في نوم، تمنيت أن لا أستيقظ ثانية.
في الصباح الباكر، إستيقظت على صوت بالخارج، ظللت بضع ثواني حتى استوعب أين أنا وما حدث لي في الليله السابقة، حملت جسدي وانا أخرج من الغرفة لرؤية سبب ذلك الصوت، كان يحمل اطباق ويضعها على طاولة صغيرة على الأرض، نظر لي بإبتسامة، قولت سريعًا :
- انا اسفة، معرفش نمت إزاي لوقت متاخر .
خشيت أن يظن أني كسوله، كما إني شعرت بالذنب لجعله يحضر هو الطعام.
إقترب مني فعدت إلى الخلف تلقائيًا، فقال بهدوء وهو يمسك يدي :
-إمبارح مكنش سهل علينا كلنا، وبعدين إنتي مراتي، ومفيهاش حاجة لما نساعد بعض .
كلامة ذكرني بما حدث بالأمس مجددًا، لقد اجبر ان يتزوجني، شعرت بعيناي تحرقني والدموع تسيل وذلك جعله يتفاجئ، قولت :
-عارفة إنك لقيت نفسك مدبس في جوازة، بس أنا هفضل شاكره ليك طول عمري .
أردت المغادرة، لا أرغب بالبكاء في وجودة ولكن عندما أوشكت على ذلك، قال :
-مين قالك كدا؟، انت متعرفيش حاجة، فلو سمحتي متقوليش كلام أنا مقولهوش .
تفاجأت من حديثه، ولم أجد ما أقول، فأردف :
- أنا مش أول مرة أشوفك زي مكانت أول مرة تشوفيني، أنا كان بيحصل بينا صدف كتير، ومواقف اكتر، بس إنتي عمرك بصيتي عليا، أنا كنت جنبك لما فكرتي أن مفيش حد جنبك، وكنت معاكي لما فكرتي نفسك وحيدة، أنا معرفش حتى اتعلقت بيكي كده ليه، او حتى إزاي، أنا فجاه بقيت متعلق بيكي، بقيتي الحاجة إلي بتخليني أصحى مبسوط، عشان عارف إني هشوفك، يمكن متصدقيش دا بس أنا طول حياتي ال خمسة وعشرين متعلقتش ولا حبيت حد زيك .
قشعريرة مرت بجسدي، ومع إرتفاع نبضات قلبي، لم أعد أشعر بشيء، مشاعرة الصادقة وصلت لي ولامست قلبي، وكانها تربت عليه أن يهدأ، هل هكذا أحببني؟، لم يحبني أحد من قبل، سالت دموعي تلك المرة سعيدة، لقد كنت محبوبة من شخص على الأقل، إلتفت له بهدوء وانا أنظر لتلك المشاعر التي تلمع في عينيه، ثم قولت لا أعلم ما جاء في بالي، ولكن وجدت لساني يقول :
-أنت عندك خمسة وعشرين سنه؟، أنت أصغر مني .
اظنه جفل لدقيقة، لم يتوقع حديثي، ولكنه إبتسم وهو يقترب أكثر ويقول:
- أكيد مش هتوصل أنك تعتبريني أبنك ! .
إبتسمت بخجل، وكذلك فعل قبل أن يقول:
-أنت عندك كام سنة؟، أنا حابب اعرف كل حاجة عنك، بتحبي إيه بتكرهي إيه كل حاجة .
سحبني وهو يسعدني على الجلوس على الأريكة وهو ما زال يمسك يدي، بدأت بالتاقلم عليه مع حديثنا، اخبرني كل شيء حوله، وانا فعلت، وحمدت الله بيني وبين نفسي، لقد اهداني زوج حنون بحق .
.................
مشهد الظل
لم أستطيع النوم طيلة الليل، لقد تشاركت سقف واحد مع حبيبتي، بل عند الصباح سأنظر إلى وجها، لقد اصبحت زوجتي، شعرت بحلاوة تلك الكلمة فكررتها مرار وتكرار، وما زالت بنفس الحلاوة، لم أنم سوى قرب الفجر، وعندما إستيقظت، نهضت سريعًا لارتدي ملابسي، ونزلت لشراء الطعام، أحضرت ما لذ وطاب، وكل ما ظننت أنها من الممكن أن تحبه، وجدت العم فتحي يفتح محل عمله وهو يقول :
-مبروك يا عريس، في حد يسيب عروسته يوم الصبحية وينزل ؟!.
رغم تفاجئي من علمه بأمر زواجي ولكن يبدو أن الخبر إنتشر، دخلت إلى المحل وانا أنظر لأنواع الحلويات التي أمامي، لقد إحترت ماذا سأشتري، جاءت طفلة صغيرة وهي تطلب الشراء، إقتربت منها وسألتها عن أسمها ثم قولت :
- بتحبي إيه من الأنواع دي؟ .
نظرت إلى الرف بحماس ثم قالت عن الأنواع المفضلة وهي تشرح بحماس لما هي هكذا، وشعورها عند أكلها، وبالحقيقة حديثها جعل لعابي يسيل، تلك الفتاة يجب أن تعمل في الإعلانات، أخذت جميع الأنواع، ثم اخذت نوعين المفضلين لديها وقمت بشرائهم وإعطائها أياهم، إبتسمت بسعادة وهي تقول :
- ومش عاوز شبسي كمان ؟ .
قهقهت على حديثها ثم نفيت برأسي، نظرت إلى فتحي الذي يبدو وكانه يقول لي "لقد سلب لقلبك "
ودعته وذهبت سريعًا، خشيت ان تستيقظ، حضرت الطعام وابقيت الحلويات في حقيبة اظني سأضعهم في غرفتها بعدما تستيقظ، وانا أنقل الأطباق وجدتها تقف خلفي ومع حديثها، شعرت بقلبي ينزف، كل السعادة التي كانت توجد بداخلي جرحت بكلامها، تظنني تزوجتها بالإجبار ولا تعلم، كم صليت لله بأن تكون لي، كيف كنت أتجول حولها دون إرادتي، لأحميها، لا تعلم تأثيرها على قلبي، الذي يتألم لألمها، ويبكي لبكائها، لم أشعر بنفسي سوى وأنا أنهض قبل ان تذهب وأخبرها، على قد ما استطيع التعبير به عما بداخلي، ولم استطيع التعبير جيدًا فلا حديث سيستطيع ان يعبر عما أشعر به، ثم فجأتني بحديثها عن السن، ألم ترى نفسها بالمرأه من قبل، كانت تبدو كالطفلة بجواري، وكأنها إبنتي، وهي كذلك بالفعل، حاولت أن أتقرب منها وأجعلها تتعود علي، وهذا ما شعرت به يحدث عندما تحدثنا بكل شيء، هل أستطيع إخبارها كم تبدو جميلة وهي تتحدث؟، سأفعل ولكن عندما تنهي حديثها .

رضيت بك أملي (كاملة)Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ