الفصل السادس

212 27 0
                                    

الفصل السادس
" وجود شخص واحد يهتم لامرك، هو مبرر منطقي لأن تبقي ثابتًا رغم كل الإهتزازات حولك "
.......
ظللت أبكي في غرفتي، فهذا ما عدت أفعله منذ أن إنقلبت حياتي، لا أعلم حتى ماذا حدث، رفعت راسي لاعلى وأنا أناجي ربي، وقولت بكل حسرة وجع بداخلي:
- يارب أنا مش قدرة أستحمل، خدني عندك، أنا مش عوزة أعيش .
عدت أبكي مجددًا، إنفتح باب غرفتي، فاجد أمي تقف أمام الباب، إقتربت مني وهي تقول:
- أبوكي بيقولك إجهزي الرجالة جيين وهيخدوا رأيك، أظن أنتي عرفة هتعملي إيه ؟ .
وعندما كادت تتحرك، اوقفتها قائلة :
-أنا عرفت كل حاجة، انتي اقعدتيني من الشغل، عشان اقبل إني أتجوز، الخناقة إلي حصلت في الشارع كانت مجرد حجة، عشان بابا يفتح موضوع الجواز، وميستناش رأي حتى، بس إلي عوزة اعرفه إنتي إزاي أمي .
نظر لي بهدوء قبل أن تقترب مني وهي تقول :
- يا عبيطة كل دا عشان مصلحتك، المعلم إسماعيل هيعيشك عيشه حلوة، وانتي فكرك لو رفضيه إحنا هنكون كويسين، انتي هتكوني مبسوطة وانتي شيفانا بنتعذب، اعقلي كده وبلاش مشاكل .
غادرت، لأنظر لاسفل أفكر بما قالته، ليس أنها اقنعتني، ولكن ماذا سأستفاد من محاربتي لهم، بالنهاية سأتزوج من شخص لا ارغب به، لا أحبه، أي كان هذا، بذلت قصاري جهدي لأنهض لإرتداء ملابسي، وإنتظرت قدوم الجميع للأخذ برأي، الذي لم يكن لي يد به من البداية، بعد دقائق سمعت صوت بعض الرجال، لأعلم بأنهم أتوا، جاءت والدتي وهي تنظر لي، خرجت خلفها ووقفت أمام شيخ علي، الذي قال :
- إزاي أحوالك يا بنتي؟ .
اومئت له بهدوء وكأني أخبره أني بخير، لم يكن لي طاقة للحديث حتى، جاء والدي الذي ربت على قدم إسماعيل، سألني الشيخ بهدوء :
- إنتي عرفة إحنا هنا ليه ؟ .
اومئت مره أخرى، ليردف :
- ورايك إيه، موافقة على جوازك من المعلم ولا من عمر ؟ .
لم أرفع رأسي حتى رؤيتة الرجلين المقصودين، ساد الصمت في المكان بإنتظار ردي بفارغ الصبر، سمعت زمجرة أبي الذي كان يحذرني بأن أعصي أمره، لذلك قولت :
- أنا موافقة على عمر .
وهنا قفز شخص والذي كان عمر بالفعل، فلقد قبل صديقة للتو، يبدوا وكأنه ربح اليناصيب، حاول أبي التهجم علي، ولكن ما حدث بعد ذلك لم اعي به شيء، شعرت وكأن هناك دوامة تسحبني بشدة بداخلها .
...........
مشهد الظل 
سحبت صديقي معي وذهبت لمنزل الشيخ علي، الذي تفاجئ من زيارتي له، قولت له بصدمة :
- أنت نسيت ولا إيه يا شيخنا، دانا بايت قدام بيتك من إمبارح ؟!.
قهقه الشيخ بلطف وهو يقول وهو يربت على كتفي:
-يا بني اصبر مستعجل على إيه كل دا، وبعدين كل تأخيرة وفيها خيره .
إعترضت بمرح وقولت :
- لا ونبي مليش في إنفصام الشعب، انا عايز جملة خير البر عاجلة.
اومئ الشيخ وهو يدعونا للدلوف وقال :
- طب تعالوا اشربوا شاي .
قولت بيأس :
- منروح نشربة هناك .
عاد إلى الضحك وقال :
-معتقدتش انهم هيقدمولنا شاي .
نفخت بغيظ وأنا اعلم أن والدها لن يرحب بي بكل الأحوال، جلسنا حتى إستعد الشيخ و ذهبنا لمنزل أملي، كنت ابتهل لله أن ينهي الأمور على خير وتكون أمل من نصيبي، وبعد وصولنا، وجلوسنا بإنتظار رأي العروس، الذي قبل أن تاتي جاء والدها ومعه إسماعيل، وشخصين اخرين، علمت من زي أحدهم أنه مأذون، توجست بداخلي، فهل يريد والدها تزويجها من إسماعيل، لم اعد ابقي بهدوئي، فأصبحت كمن يجلس على نار
إقترب مني صديقي وهو يخبرني:
-اهدى يا بني، الناس يقولو إيه ؟ .
قولت بقهرة:
-أنت مش شايف، ابوها جايب الماذون، يعني ناوي يكتب النهاردة، واكيد مش بيعزني اوي كده فجيبه ليا .
صمت صديقي وبدأ يشعر بالقلق، وها حانت اللحظة، ظهرت أمل كملاك جريح، كانت تنظر بتشتت لكل شيء، ثم نظرت أرضًا وهنا تحدث الشيخ :
- ورايك إيه، موافقة على جوازك من المعلم ولا من عمر ؟ .
وبعد صمت شعرت به كأنه دهور، قالت :
-موافقة على عمر .
لم اشعر بنفسي سوى وانا اقبل صديقي واصيح بسعادة، ولكن ما اوقف سعادتي هو صياح والدها :
- يا بنت ال**** ، يبقي كلام الناس صح، هضيعينا عشان غبائك .
ثم تحرك ينوي البطش بها، وهنا قفزت بينهم، ولم أشعر سوى بصفعته على وجهي، ظل وجهي ملتف إلى الى اليسار، نظرت له بغضب وأعلم ان منظري اصبح مخيف من رجوعه إلى الخلف، ونظرات التوجس على وجهه، ولكني بتأكيد لن اضربه واحطم عظامه كما اريد، فهو الان حمايا، عندما راي هدوئي قال بصياح بعدما جمع شجاعته:
-إنتي من اللحظة دي ولا بنتي ولا اعرفك، اطلعي بره بيتي .
توقفت بصدمة، فهل يتبرى منها فقط لانها رفضت الزواج من ذلك الإسماعيل، حاول الشيخ تهدئة الأمر ولكن دون فائدة، لذلك قولت بجمود، وأنا احاول إسناد من كادت تقع أرضًا :
- خلاص الماذون هنا، اكتب عليها واخدها معايا .
نظر الجميع إلى بعضهم البعض، فقال الشيخ لوالدها الذي يرفض أن يتدخل باي شيء يخصها:
-أنت أكيد اتجننت، انت قولت هترميها في الشارع ، يبقي الاحق تجوزها وملكش دعوة بيها بعد كده ليها جوزها .
وبالفعل تم الأمر، وأصبحت زوجتي، وبعد الإمضاء على الزواج قمت بإسنادها، ورحلت بهدوء معاها، مع خروجي إلى الشارع توقفت بعدم تصديق كانت بين ذراعي وبقرب قلبي الذي اكاد اشعر أنه سيتوقف بنوبه قلبية، لقد امسكت الأمل بيدي وباحضاني .

رضيت بك أملي (كاملة)Where stories live. Discover now