مَـقـبَـرة العَـوَاطِــف..

95 12 2
                                    

والآن..
وبالرجوع للحاضر..
يقف لوثر بشموخ أمام خزانة جيسيكا
مرتدياً زياً صلب الملمس
واضعاً سيفه الحاد و الطويل على سرير القائدة خلفه.
تنفّس بعمق قبل أن يمد يده إلى شارة قائدته الذهبية حاملاً إياها على كفّـه متأملاً لونها الذهبي الامع
و مستذكراً شكلها على زي جيسيكا.
كانت لحظات قصيرة..
قصيرة جداً..
لحظات قصيرة قبل أن ينهار لوثر على ركبتيه باكياً
شاكياً.. مفرغاً ما بجوفه من عواطف فائضة
متمسكاً بتلك الشارة بقوة و ضاماً إياها إلى صدره رافضاً إفلاتها
ودموعه الغزيرة كانت قد شقت طريقها على خديه فعلاً
" جيسيكا.. لما تركتِ هذا الأمر الصعب ينهار على كياني؟..
إنه صعب.. صعب جداً جيسيكا!."
يبدو أن لوثر لم يقوى على التحمل بعد الآن..
لا يتحمل مسؤولية كونه قائداً لكوايرد
ولا يبدو أنه يريد ذلك..
لذلك هو يعاتبها على رحيلها
لايرى نفسه الشخص الذي بمقدوره تعويض شخص مثلها..
لذلك هو يبكي بحرقة و ألم كطفل صغير فقد والدته
قبل أن يمسح دموعه بهدوء و يعاود النهوض معلقاً شارة قائدته الذهبية على زيّه.
" أنا القائد لوثر ، جيسيكا.. نائبك دائماً و أبداً.. "
هتف بصوت منكسر يراقب إنعكاسه على مرآة غرفتها
تنفس بعمق و غادر الغرفة ، مغلقاً بابها و الذي خلفه يقمع ضعفه و ألمه..
أغلق لوثر الباب تاركاً إياهم وراءه و مستعداً ليخرج كقائد لا يهزه ريح أمام جماعته..
في ساحة شاسعة..
أينما الجميع يقف على وضعية الاستعداد
يرتدون نفس الثياب الصلبة و المصممة خصيصاً لهم..
ومن بين الحضور..
كانت تقف فكتوريا
بشعرها الأصفر الذي قصته
وعيناها الكبيرتان و اللتان تعكسان لون السماء
فقط فكتوريا ، بنظراتها الباردة و القاتلة ايضاً
تلك هي صغيرة كوايرد
لا أحد يوقن ما بجعبتها ولا يُدرك لأي عمق قد وصلت تلك الفتاة
لأنها قد تكون اغرب كائن قد تقابله في حياتك..

Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمDove le storie prendono vita. Scoprilo ora