أرضُ القذارة

409 25 8
                                    

بأرض القذارة أنتَ تخطو
مشيئةً منكَ تخال أنّ الوضع طبيعي جدا..
بأبسط صورة اعتدت رؤيتها
وبنفس الوجوه البشرية التي اعتدت محاكاتها
لاكن الحقيقة التي توارت عن أبصارك ، هي حقيقة هذا العالم الطبيعي الذي تظنه انت!
لقد تم الكذب عليكَ حتماً
تم خداعك ، والتلاعب بك..
فالعالم لم يكن طبيعياً منذ البداية..
والوجوه العادية التي اعتدت رؤيتها..
لم تكن وجوهاً عادية البتة!
كانت لوحة فنية ، تغطيها ملامح بشرية
ملامح بشرية كأي واحدة تعرفها
لاكن..
هل تساءلت مرةً.. مالذي يقمع خلف تلك اللوحة البشرية ؟
أو بأي قذارة تسعى تلك الارواح
لتُغير المجرة فقط لأجل مصلحتها؟
اُزهقت ملايين الارواح سنوياً وعُذبت
ولازال البشر غافلون عمّا يجري لهم
غافلون عن ذلك المسرح الذي هم به
وتلك الاسلاك التي تحرك مفاصلهم بحريّة
جاعلين منهم دمىً بشرية
ولايخال فكرك أن كلامي قد ينتهي هنا
فقذارة البشر موضوع يستحال أن يكف غيرك عنه
أتكلم هنا..
بأرض القذارة
أينما تركض فتاة يائسة
لاحول ولا قوة لها
تسقط ارضاً وتتلطخ بالوحل في ذلك اليوم الممطر
فتنفض ركبتيها وتتابع ركضها وكأنها تنجو بحياتها ؛
من شيئ بغاية الخطورة على جثمانها الصغير..
الذي لم يرتكب أي ذنب.

اُبرزت الضحية..
والجميع يتسائل عن الجاني
الذي فضّل ان يصبح بشرياً قذراً
فطارد الفتاة الصغيرة بغية قتلها والاستلاء على العرش..
لأن تلك الفتاة الصغيرة باتت وريثة العرش بعدما توفي والدها قائد منظمة الكسورد لمكافحة مصاصي الدماء { AOF }

هرعت الفتاة بآخر نفس لها..
ودخلت قبو القصر الذي لطالما منعها والدها من دخوله..
كان قد حذرها مرارا وتكرارا من خطورة الامر في صغرها قائلا:

" لاتدخلي القبو..
هو ذلك المكان الخطر الذي قد يغير حياتكِ بشكل جذري ، عزيزتي فكتوريا..
لاتدخليه إلا ان انقلبت حياتكِ رأسا على عقب..
إلا ان احتجت للمساعدة الماسة
فهنالك يمكث الشيئ الذي سيحميكِ.. وسيدمر العالم لأجلكِ "





والآن وبعدما دخلت الصغيرة للقبو ولأول مرة في حياتها..
تقف أمام جثةٍ هامدة
لاروح تعج بها
إلا الحشرات التي التفت حولها..
انصدمت الصغيرة حتماً من هول المنظر الذي يقابلها
وفقدت الامل تماما في تلك الجثة
فهي لن تقدر على حمايتها من البشري القذر الذي يطاردها



" أمسكتكِ ايتها الصغيرة.. "
أردف بصوته الخشن خلفها ثم أخذ يقترب منها إلى ان جعل فوهة مسدسه تلامس رأسها الصغير

" أخيراً.. فكتوريا
أخيراً يمكنني ان انعم بالسيطرة! والتحكم!!
أخيرا يمكنني أن ارث العرش ، واصبح القائد الذي لايحدث شيئ إلا بإذنه!! "

دمعة صغيرة غادرت لؤلؤ الفتاة
فرقت شفتيها متفوهة بكلام بريئ..
تخاطب العالم متسائلة عن الذنب الذي كُرست روحها من اجله

" ألهذه الدرجة يحب البشر السلطة..؟ "

كانت مجرد دقائق معدودة..
رفعت الصغيرة بصرها المتعب عن الارضية وأبصرت جثة الرجل الذي حاول قتلها
غارقةً بدمائها في حالةٍ يرثى لها..
أينما فُصل الرأس عن الجسد
واُخرجت الامعاء من مكانها
لم تتمكن الصغيرة من تصديق هول المنظر.. إلا عندما التفتت للجثة التي قابلتها في بداية دخولها للقبو
لاكنها لم تجدها..
إنما وجدت وحشاً بشراسته وقوته العظمى يقف امام جسدها الهزيل والصغير
كان طويل الهيئة وأسود الشعر
ذو بشرة بيضاء عن الثلج
ناصعة بشكل مخيف..
وأعين حمراء كاحمرار الدم
كان يبتسم للفتاة الصغيرة بغرابة..

" م..من أنت..! "
أردفت منصدمة ومفزوعةً منه ومن قوته العظيمة

" ناداني والدكِ بـ " جوداس " ، وأكون زعيم الجحيم.. سيدتي فكتوريا.. "

انحنى لها وقبل يدها ثم أضاف قولاً:

" سأكرس حياتي من أجلكِ.. سأحميكِ من قذارة البشر "

قذارة البشر لازالت شيئاً متوارثاً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قذارة البشر لازالت شيئاً متوارثاً..
لاكنها ستُردع حتماً امام قوةٍ عظيمة لا يُعلى عليها.

لاكن..
مالذي سيَحصل للجاني ان مُنحت هذه القوة للضحية التي اعتاد على تعنيفها وضربها؟..





Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن