لكن المشكلة هنا أن جونغكوك لايعلم، ولأنه لا يعرف عن الحب إلا علمته إياه فمن السهل أن تلعب بدماغه وتقلب اللعبة لصالحها.

أمامي خياران الأن، أستسلم وأتراجع بعد أن كدت أصل إليه أو أحارب بكل ما بقي لدي من قوةٍ وأفعل ما بوسعي للحصول عليه.

"كيف هي الأمور بينكما سيسيليا؟"

باغثتني بسؤالها تصنع تواصلا بصريا بيننا بعد أن كنت غارقة بأفكاري، نبض قلبي بسرعةٍ وحين كدت أجيبها قاطعني جونغكوك قائلا:

"إننا نتواعدُ الأن، الكل سعيد، وحتى أمي إختارت أسماءا لأطفالنا."

إبتسم قائلا، إرتاح قلبي لسماع كلماته وقهقهت عليها بينما مايا فقد إنقلبت ملامحها لبرهةٍ لكنها عادت تزيف إبتسامتها من جديد، أنا من أقحمت نفسي معها وعلي تحمل النتائج الأن، كان بإمكاني إخبارها مسبقا ولم يكن أي من هذا سيحدث الأن.

"هذا رائع!"

قالت تزيف سعادتها ثم إلتفتت إلي.

"سعيدةٌ لأجلكِ سيسيليا، ستستطيعين العودة لبيتكِ حينها، من قال أن أخر الواصلاتِ ستكونُ أول من تنهي مهمتها هنا."

شعرت بالتهديد من كلامها حين فهمت ما كانت ترمي لفعله، كان وكأنها تذكر جونغكوك بسبب وجودي هنا بالمقام الأول وأنني وإن طال الأمر فسأرحل تماما كما وعدني، لقد قالها بوضوح إجعليني واقعا بحبكِ، حينها فقط سأجعلكِ تذهبين. وهي تعلم هذا جيدًا!

"مالذي تقصدينه؟"

سأل جونغكوك بحيرةٍ وتمنيت بداخلي كثيرًا أن لايفعل حتى لا تتسنى لها الفرصة أن تشرح.

"أقصد أنه وفور وقوعكَ بحبها ستنتهي مهمتها، لقد وعدتها أنك ستتركها وشأنها حين تقع بحبها."

نظر بيني وبينها وبدى أنه متردد والسبب واضح، إنه يحبني ولايريدني أن أذهب.

"الوعود لاتخلف جونغكوك."

أضافت تنبهه وعادت أنظاره لرمقها بصمت، كان وجهه خاليا من التعابير بهذه اللحظةِ تماما كما كان حين رأيته فيها أول مرة، لم أعلم ما علي فعله، كنت أشعر أنها تضيق الخناق علي لكنني لم أستطع لومها.

أنا من وافق على هذه المنافسة السخيفة وغيابها كل تلك المدة لايعني إستسلامها!

أنا من وضعت نفسي بهذا الموقف بسبب ترددي وغبائي وعلي الأن مشاهدة نتائج أعمالي وتحمل العواقب.

"لقد تأخر الوقت، سأصعد للنوم."

وقفت من مكاني قائلة، لم أستطع البقاء معهما أكثر فقد شعرت بضيقةٍ في صدري وبنفس الوقت لم يطاوعني قلبي أن أتركه معها لوحدهما، أخشى أن أصحى بالغذ على وجهه خالِ الملامح القديم وأعود لنقطة النهاية .. أن تمحي لمستي وينسى كل شيء عشناه معا!

DEEP INSIDE ✓.Where stories live. Discover now