part 35 ( ! اختطاف مجددًا )

Start from the beginning
                                    

قال " عمر " بحزن :
- والله يا داوود أنا كنت مضطر اخبي عشان يظهر الموضوع و الناس يصدقوا

قال " داوود " بغضب و قد بدأت عيناه تدمع مجددا :
- و عشان الناس تصدق تمثل انك مت عليا أنا ! اكتر من خمس شهور أنا مكنتش عارف اعيش حياتي بسببك ! انت.. انت خليتني عايش زي الاموات عارف اكمل حياتي بطبيعية ! و دلوقتي جاي تظهر و طالب مني اسامحك !

قال " عمر " بأسف :
- مكنتش اقصد

بتر " داوود " جملته بقوله :
- مكنتش تقصد اي ! مكنتش تعرف غلاوتك عندي فبتجرب ؟ ولا مكنتش تعرف انك لو اختفيت فجأة من حياتي انا مش هعرف اعيش زي الاول فقولت تشوف أحسن ! ولا مكنتش تعرف إن وجودك بالنسبة لي مكنش انك مجرد صديق و اني كنت معتبرك اخويا عشان معنديش اخ ! مكنتش تقصد اي بالظبط يعمر ؟

صمت " عمر " و لم يدرِ ماذا يقول فعاد " داوود " يتحدث قائلا :
- أنا عمري ما هرجع زي الاول .. عمري ما هرجع معاك زي الاول يعمر .. انساني ! و حس اللي حسيت بيه

رحل " داوود " مبتعدا عن الكوخ فلحقه " عمر " كي لا يدعه يذهب

قال بحزن :
- عاوز اي يا عمر

قال " عمر " و قد تفاقم ندمه بشكل لا يصدق :
- أنا آسف .. متزعلش مني يا داوود صدقني أنا مكنتش عاوز اخبي عليك بس كلهم ضحكوا عليا و أجبروني.. قالولي أنه لو مبانش عليك أثار الحزن بواقعية قدام الناس أنا كدة مش هاخد حقي من واحد كان عاوز يقتلني !

قال " داوود " بتلقائية:
- و مروحتش تشتكيه ليه !

قال " عمر " بحزن :
- مش كل حاجة بتتصدق يا داوود .. معنديش دليل واحد إن هو اللي اتهجم عليا .. لكن لو انا ميت القضية هتكبر و هيتم البحث وراها اكتر و مش بعيد اخد حقي اسرع !

تنهد " داوود " ثم غادر دون أن ينطق .. بينما عاد " عمر " للكوخ ليجلس فيه حزنًا على فقدان صديقه المقرب
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

كان " أصيل " سيعود للمنزل سريعًا للحديث مع شقيقاته في بعض النقاط الهامة و يحاول إيجاد بعض الحلول لمشاكلهن قدر المستطاع.. لكن فضوله الشديظ جذبه نحو المنزل الذي علم من " عزت " أن والدته كانت تسكن فيه قديمًا.. شعر بالحنين لوالدته فقرر الذهاب لرؤية ذكرياتها في المنزل.. عل قلبه يهدأ قليلاً و يطفئ ذلك من نار شوقه و حنينه لوالدته و الذي لا يظهره بشكل بالغ أمام شقيقاته كي يعوضهن و لو بجزء بسيط عن ذلك الحنان الذي حرمن منه
فكر قليلاً في العودة لمنزله لكنه لم يستطع المقاومة لذا قرر الذهاب لبضع دقائق الى منزل والدته ثم العودة لشقيقاته فيما بعد
كان المنزل يبدو عتيقًا جدًا من الخارج! حتى أن بابه الخشبي قد عفا عليه الزمن لدرجة أنه مفتوح لكل ذاهب و آتٍ.. فتح الباب و تفحص المكان بتروِ و حب شديد دلف إلى بعض الغرف بتأنِ يتفحص أركانها و يلمس جدرانها.. تخيل والدته طفلة صغيرة تركض و تفرح في الأرجاء.. تلعب و تفرح
تفحص آخر غرفة ليذهب.. كانت غرفة صغيرة بدت كما لو كانت لطفلة.. تأكد أنها كانت لوالدته.. أمسك بالاوراق و الأقلام التي كانت موجودة.. الورق العتيق الذي بات يصدر رائحة نفاذة تثير الاشمئزاز.. نظر إلى فساتينها و أغراضها.. كل تلك الأشياء كانت لوالدته قديمًا.. أمسك إحدى الأوراق الملقاه على الأرض فوجد الخط فيها باهتًا.. حاول قراءة ما استطاع منه نتيجة للخط الردئ و الذي كان بيد طفلة.. كانت رسالة.. رسالة مكتوبة لشخص ما كان معها في المدرسة.. حاول قراءة ما استطاع من كلمات ليستنتج المحتوى العام للورقة.. كانت رسالة لأحد زملائها بإسم " عزت ".. كانت الرسالة موجهة منه إليها .. استغرب ما قرأ كثيرًا.. لم تكن رسالة عادية! كان محتواها يميل للأسلوب العاطفي نوعًا ما و هذا ما استغربه " أصيل " كثيرًا لعدة أسباب
أول شئ أثار تساؤل " أصيل " هو كيف لطفل أن يؤلف رسالة كهذه ؟
ثاني التساؤلات كانت عن هوية هذا الشخص تحديدًا و الذي كان يراسل والدته عندما كانوا أطفالا بهذه الطريقة ؟
طرأ على ذهنه ذلك العجوز الذي قابله اليوم.. كان يدعى " عزت " أيضا.. حاول أن يقنع نفسه بأن هذا شخص آخر.. لكن عقله ربط الأحداث تلقائيا.. " عزت " توتر في الصباح.. من ثم أصر أن يمشي معه إلى الطريق.. و من ثم أخبره عن المنزل و عن من سكته.. كل هذا يوحي بشئ واحد.. هو أن " عزت " كان يحب والدته قبل زواجها بـ" يعقوب " والده !
هل كانت هي بدورها تحبه فأجبرها والداها على الزواج بيعقوب ؟ لذلك حذرته أن لا يأتي هنا كي لا يعلم ؟ أم كانت لا تحبه و تزوجت بيعقوب و خشيت أن يؤذيها و أطفالها لذا حذرته ؟
كان مشتتًا نوعًا ما لذا أمسك بعض الرسائل الملقاة و الاوراق و وضعهم في جيبه و انطلق عائدا للمنزل

قل مات عمر Where stories live. Discover now