فتح يوسف عينه وهو ينهج بشدة فقالت شوق بهدوء مع ابتسامة جميلة رسمتها على شفتيها
_ متخافش يا يوسف ده باينه كابوس ..استعيذ بالله من الشيطان الرجيم
كان يوسف مازال متأثرا بذاك الكابوس الذي رآه فاستعاذ بهمس ولم يتكلم وانما ظل حزينا

لتجلس جواره شوق وهي تقول
_ ايه يا يوسف مفيش صباح الخير يا طنط شوق ولا حاجة
تنهد يوسف بحزن وظل صامتا
لتقول هي بحزن من اجله
_ ايه يا حبيبي شوفت ايه في الحلم مضايقك اوي كدا احكيلي يا يوسف

تحدث هو بوجع
_شوفت ماما .. صحيح مش عارف شكلها ايه لكن كنت بتخيلها معايا، لكل كنت كل ما اقرب منها علشان تأخدني في حضنها تبعد بعيد عني مش عارف ليه، حتى في الحلم مش لاقي ماما

قالها وهو يبكي، لتضمه شوق بين ذراعيها
_يا حبيبي يا يوسف، ده مش حقيقي ده كابوس متهتمش بيه، وسيبك من اللي راح وفكر في اللي حواليك كلنا هنا معاك وبنحبك
_لا بابا مش بيحبني ولا بيسأل فيا ولا مهتم
_مين قال كدا، بابا بيحبك جدا، لكنه متأثر باللي انت فيه وعلشان كدا بيحاول يتداري منك علشان متلاحظش حزنه دا

ابتأس يوسف وأخفض رأسه لتقول شوق بنبرة كلها حماس
_طب تحب اقولك على حاجة تشيل الحزن من قلب ابوك!!
رفع يوسف رأسه تجاه شوق بسرعة وقال
_ايه قوليلي يا طنط بسرعة
_الحل ان تصر انك تتحسن يا يوسف
اعاد يوسف رأسه لأسفل مرة أخرى
_الدكتور قال مفيش أمل
_محدش يقدر يقول كدا لان الأمل كله في ربنا ومفيش مخلوق ليه يد ف دا ، وطول ما احنا بندعيه ومتأكدين انه قادر هيحققللنا كل اللي بنتمناه .. لكن بالصبر والعزيمة يا يوسف

_يعني اعمل ايه
_انت مش بتعرف تصلي!
_اه
_حلو في كل صلاة تشكي لربنا همك وتدعيه انه يشفيك ويوقفك على رجليك من تاني.
هتف يوسف بحماس_ ماشي هصلي

_وكمان تبعد الحزن والاكتئاب ده عنك ونحاول تفرح وتسعد نفسك علشان نفسيتك ده جزء أساسي في تحسن حالتك، العب وامرح وعيش طفولتك يا يوسف .. اللي عرفته انك مش عايز تختلط بحد
_بيقلسوا عليا يا طنط، نظراتهم بتكون كلها شماته بحس اني اقل منهم
_ بالعكس انت علشان شايف نفسك أقل منهم فبتحس بده، لو حسيت انك انسان طبيعي زيك زيهم مش هتلاحظ النظرات دي ولا هتفرق معاك، انت بتعيش لنفسك وبس متخليش أي حاجة تضايقك دور ع الحلو اللي حواليك لو عايز تتحسن يا يوسف قاوم اي شعور للحزن جواك
_اللي بتقوليه ده صعب اعمله ازاي
_انا معاك وهساعدك بس توعدني انك متخليش حاجة تكسرك

_ماشي
_ها قولي بتحب الدراسة
_مش بكره حاجة زيها
ضحك شوق
_تعرف اني كنت في يوم من الأيام زيك كدا الدراسة كانت عندي ابغض شىء في الدنيا
وبدأت تقص له حكايتها وهي صغيرة
_كنت صغيرة ومش بفهم حاجة على كلام المدرسين والكل كان بيتنمر عليا وكنت كل يوم بعيط واقول مش رايحة المدرسة تاني وبابا كان بيضربني علشان اروح ، لدرجة انه كان متضايق مني ومش بيحبني علشان مستوايا مش كويس لكن جه مدرس وساعدني وفضل معايا يشجعني كتير لحد ما قدرت اتغلب ع مشكلتي واتحسنت علشان كنت مصرة اني اتحسن علشان كان عندي اصرار وعزيمة

شـــوق.... حصري على الواتباد فقطWhere stories live. Discover now