الفصل السادس و العشرون

2.8K 257 47
                                    



الفصل السادس و العشرون : إنها عظيمة ١


—-



"تراك ترك"

بينما كانت الظلال تتراقص بشكل مهيب على جدران الغرفة الضخمة، المضاءة فقط بنور القمر الذي يتسلل عبر النوافذ العالية، بدأ مشهد الدمار يكشف عن نفسه بتفاصيل مروعة. الأرض، التي كانت ذات يوم تتلألأ بأناقة ، أصبحت الآن مسرحًا للفوضى، مغطاة بزجاج القناني المكسورة التي تناثرت في كل مكان، وبقايا الشراب تلون البلاط الأبيض بظلال داكنة وغير متجانسة

اللوحات الفنية القيمة، التي كانت ذات مرة تتباهى برونقها على الجدران، كانت الآن ممزقة ومبعثرة على الأرض. بعضها مزقت أقمشتها إلى شرائح رفيعة، بينما تعرضت أخرى للطعن بأدوات حادة، ما ترك وراءه أثراً يشبه هجومًا ضاريًا من حيوان بري

حتى الأثاث الذي صنع بمهارة فائقة من أجود أنواع الخشب في يوم من الأيام لم يعد كما كان .حيث تم تكسيره و تحطيمه حتى بات أكواما من الخشب المنكسر . الخزائن المزخرفة التي كانت تحوي داخلها تحفًا ومقتنيات ثمينة، أفرغت بعنف، وتناثر محتواها على الأرض، مضافًا إليها أجزاء من الزجاج المكسور والإطارات المحطمة

"سيدي توقف أرجوك ستأذي نفسك إذا واصلت
كسر الأشياء على هذا النحو" ترجت الخادمات أنطوني بينما كانوا يحاولون سحب قناني الشراب من يده ، إلا أنه إستمر بإلقاء كل شئ في مجال رؤيته بشكل عشوائي في الأرجاء

"أخرجن وإلا قتلتكن يا عاهرات" صرخ أنطوني بحدة ، لدرجة أن الخادمات هربن بعيدا

أمسك أنطوني بقنينة الشراب ، حيث كانت يداه ترتعشان دون توقف بسبب الغضب و الإهانة الذي ترعص لها . بلا تفكير إرتشف محتوايات القنينة دفعة واحدة آمال غسل الطعم اللاذع لطعم الذل الذي علق بحلقه

لم يكن يتخيل يوماً أن تتجرأ تلك الفتاة، التي كانت في نظره لا تتعدى كونها مجرد خادمة وضيعة على مواجهته بمثل هذه الجرأة. في عالمه، كانت الأدوار
   واضحة والحدود معروفة،حيث لطالما كان السيد بينما سيرينا كانت خادمته الذليلة

كل لحظة من تلك الحادثة تتكرر في ذهنه ، كيف تجرأت على ضربه بمثل تلك الطريقة ! هي حتى لم تجرأ على النظر في عينيه في وقت سابق ناهيك عن محاولة ضربه

ترنح أنطوني بجسده المهزوز ناحيته سريره ، لم يستطع إخبار أي أحد بتلك الحقيقة الشنيعة .

لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!Where stories live. Discover now