الفصل العشرين:

3.8K 331 103
                                    




الفصل العشرين :أسئلة حول الماضي







بلعت ريقي عدة مرات بينما كنت أحدق بالشيطان الشرير الذي جلست أمامه مباشرة

لم يكن أبدًا مثلما تصورته أعني لقد إعتقدته  وسيما بسبب تلك الجينات الباهرة التي إكتسبها الأطفال كالأعين الذهبية اللامعة و الوجه الملائكي المذهل لكن رؤيته وجها لوجه جعلتني أدرك كم كنت  مخطئة

حسنا لم يكن جميلا فحسب بل يمكن القول أن ما يمتلكه يتخطى مثل تلك الكلمة البسيطة عن الجمال بمراحل عدة !

بدى وجهه الوصف الأدق لمعنى تجسيد التناغم  والجاذبية، حيث تتوزعت ملامحه بإتقان يخطف الأنفاس كأنها نحتت بيد فنان ماهر، بذلك الفك الحاد و العيون العميقة ذات اللون الذهبي الساطع التي تم إحاطتها برموش طويلة أضفت بشكل واضح سحرا من نوع ما .

توهج شعره الفضي الذي بدى أشبه بخيوط العنكبوت المنسوجة تحت ضوء الثريا بينما تساقط  بنعومة فوق جبينه . لم أرى شعرا ساحرا مثل ذلك في حياتي

مجددا وجدت نظراتي معلقة على جسده الذي عكس  القوة المتزنة و الرشاقة ، كأنما نحتت عضلاته بعناية فائقة لتشكل تمثالاً يحتفي بالقوة والجمال البشري . فقط بجلوسه على الأريكة جعله يبدو  كوحش هائل حيث أنني إستطعت رؤية أزرار قميصه على وشك التطاير بسبب ضخامة عضلاته .

لعنت تحت أنفاسي عدة مرات بعد شعور الهزيمة ثم عبست .  حسنا عليّ الإقرار بأنه أوسم رجل رؤيته في حياتي إذ أنه يبدو تماما ككائن أسطوري من قصة ما

ربما لأنني في عالم الرواية فجميع  الشخصيات الموجودة مصممة بطريقة جميلة و ساحرة و هذا ما أراه غير عادل بالمرة لكن هذا الرجل الأصفر غير معقول تماما !

أيقظتني تلك الهالة السوداء المتسربة من أحلام اليقظة و جعلتني أعدل من طريقة جلوسي . بالرغم من أنه بدى هادئا للغاية إلا أنني إستطعت إستشعار هالته العدائية على بعد أمتار

حاولت الإبتسام بشكل جميل رغم أنني أعتقد أن وجهي يبدو مثل لوحة خشبية أثناء محاولتي للتمثيل  ثم سألت بهدوء "إذن يا دوق ماسبب هذه الزيارة المفاجئة"

مرت عدة ثواني بينما كنت أنتظر رده لكنه لم يرد بل  إكتفى بمراقبتي بطريقة مكثفة عوضا عن ذلك ، حتى أنني شعرت بعينيه الذهبيتين تصنعان ثقبا من خلال رأسي . إبتسمت بتكلف ثم نظرت ناحية بنفس القدر من الوقاحة . يمكنني أن أفعل هذا طوال اليوم أيها اللعين !

لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!Where stories live. Discover now