للة البية 5

7 0 0
                                    

بلسان للة البية :
و درت درت و رجعت. بعد سنين و سنين و بعد ما تهجرت و تغربت رجعت. الغربة أنواع: غربة التراب و غربة العباد و غربة العبد على روحو. فما لي يهجر بلادو و لي يهجر عبادو و لي نفسو تهجرو و الدنيا تبدلو.
أنا تغربت على البلاصة لي عشت فيها أول قصة حب، تغربت على البلاصة لي دق فيها قلبي لأول مرة. كيف هزوني هزوني في طمبك الحكاية، في طمبك الصغر وقت قلبي وصل لأقسى أنواع الحب، هو كان يقلي هذا هو العشق. كي نتكى على كتفو و نسألو هذا شنوا لي بيناتنا يقلي عشق. كان مثقف أكثر مني لغات و فلسفة و مفاهيم، كل كلمة يقولهالي نحفضها و نعاودها ألف مرة كي نرجع لبيتي. كنت كل يوم نعاود نسألو شنوا  لي بيناتنا، شنعمل أنا بحذاك، كل يوم نعاود نفس الفيلم و السيناريو على أساس مش فاهمة و على أساس قاعد يلعب بيا خاترو باي ولد بايات، نقوم بالغش و نمشي و يعاود يشدني و يسكر البيبان بش ما نطلعش، و يرضيني بحذاقتو. و لا عمرو فد و لا عمرو نطر عليا، و انا نحب ديما نسألو بش يجاوبني بش يقلي لي هو يحبني و يحلف بالإيمانات السبعة لي بلاصتو محفوظة عندو. ساعات يقلي كيفك كيف خاتم الدولة الزوز منضيعكمش. نحب ديما نسمع منو الكلام هذا، كل يوم و كل ما نقابلو. فما مرة عاودتلو نفس الفيلم، قلي تو صغيرك في كرشك و باقي تسأل ؟
_Je n'ai jamais senti un tel amour passionnel !
كان ياسر يقعد مع المعمرين فرنسيس و أجانب، حافظ لغاتهم، و يجي كل ليلة يحكي معايا برشا جمل كل جملة من بلاد و أنا ما نفهموش بحكم ما قريتش، أما عمري ما سألتو شمعناها. كان وحدو وحدو بعد كل جملة يقولها يترجمهالي بالعربي. كان صاحب حذاقة و ذواقة ما يحرج حد و ما يتكبر على حد.
في اللحظة هذي و أنا داخلة بعد سنين و سنين، ما نسيت حتى شي، و ما غاب على فكري شي. عشت على الذكرى. فما زوز أنواع متع حب، حب تعيشو و حب يخليك تعيش، الثاني أقوى من اللول.. لا مخير و لا مسير و يخدر. انا عشت على الذكرى سنين توا كي رجعت للقصر رجعلي كل شي. أصلا و أنا جاية في الطريق نبلع و نغص تقول نهبط نعنق كل ثنية و كل طريق تقول نحبس على كل بلاصة و نحكي نقول لهنا حكت لهنا تشدت يدي لهنا كليت الحاجة هذي. أما برشا حكايات متتحكاش. سري كبير و عمال يثقل بيا عايشتو وحدي لا لقيت ونيسة و لا خليلة نحكيلها و نعاود نحكيلها لا هي تمل و لا انا نمل و كلن ملت نعاود نحكيلها خاتر كيف يبدا اقلب فاحم اللسان ميتشدش.
وصلت و عيني جات على الباب، الناس محضبة ما ريت منهم حد، مانيش نشوف في حد، نشوف كان في روحي سنين لتالي، قلبي ذاب كي حلو الباب و دخلت الكاليس، كيما كان يدخل هو قبل و أنا نبدا نطل عليه بالسرقة حس تحت مس من شباك العلي، و تجي العين في العين و نتخبى. من الخوف نتخبى، نبرد الوقت و نعاود نطل عليه نلقاه يحكي مع الناس و عينو مرشوقة في شباكي... كان يقلي بصوتو الخشين : راك كي طل عليا دخلني بعضي نضرب أخماسي في أسداسي ماعادش نلقا الكلام. واقفين معايا كبارات منعرفش البلاد و أنا واحل بش نكون جملة
كان البلاد دخلت بعضها راو من عينيك.
حصيلو حضرت بش نواجه، نواجه روحي و نواجه قصة بلي دفنتها ما ماتتش و ما تخنقتش. حكايتنا كانت فال و الوقت هذا الكل كنت ما نحكي كان للموزيكا، صباح و ليل و العود يضرب في جناحي (جناح خاص بنساء البايات)، نبدا نغني مع العازفات و نميل في راسي نسرح و ننساهم نخمم كان فيه كاينو قدامي و عايشة معاه و نبدا نتخيل و نتخيل و نتخيل : زعما النار تطفاشي و نبرا ؟
اليوم رجعت للبلاصة وين بدات الحكاية. كل ما نجي نسكرها نلقى روحي نحل فيها من اللول. شادة الضحكة و التبسيمة بالسيف مجبورة إني نظهر بطريقة معينة قدام الناس: مرتو جات !
البنية لي معايا هزت الريدو متع الكاليس و الجنينة بانت، هبطت بالرنة كيما كنت نهبط و قت لي نركب معاه و طول هزيت راسي للشباك هذاكا. نفسو متبدلش يمكن تقشر شوي أما أنا نشوف فيه بنفس الوهرة و الزين مصنوع باللوح في فورمة قفص، شباك عربي زمني وراه نفس الريدو ما بدلوشو هزيت عيني مزروبة و ملهوفة بش نخزرلو لقيت بنية صغيرة طل عليا جات عيني في عينها، تخبات كيما كنت نتخبا أنا. رتحت منها حبيت نشوف الشباك وحدو نتفكر أياماتي ياخي عملت هكا و طلت و طرشقت بالضحك، مصح رقعتها.
لي يبوسلي في يدي لي يسلم عليا لي يرمي عليا في النوار لي يمدلي في صغيرو لي يقلي رانا بيكم كنا عايشين في الخير... حاصيلو و أنا أعطيني نملص و ندخل نحب نزيد نقدم، الروح مشاتقة و عطشانة برشا. الجنينة، نفس الشجرات القدم و نفس الممشى نفس الحجر لي كنا نتمشاو عليه بالسرقة في الليل و يلفني في برنوسو كنت قد الطرف قدامو كي نلبس برنوسو. صقيع الليل بارد عليا نبدا نترعد و خدودي و خشمي يحمارو يولي ينحي و يلبسني طول و ماني قصيرة برنوسو يبقا يتكركر في اللوطا. عاد جات مدة قلك الباي ولا ياسر يمسخ في دبشو بالطبعة، كل يوم يهبطولو دبشو للغسيل و هو يقلهم راو الخيل كي يضرب بحافرو الوطاء تتنطر عليه الطبعة و هي أنا كنت نكركر فيه في القاعة. عاد منهم مرة الحصنة الكل متع القصر هزوهم للبيطري لي جا من فرانسا بش يعدي عليهم و يشوفهم. ليلتها تقابلنا و الدنيا باردة، ثقلت أنا دبشي خاطر كان نمسخلو برنوسو بش يشكو فيه. الباي ما ركبش على خيلو اليوم منين جا الوسخ ؟ متجرأتش نقلو أعطيني، عاد كي هبطتلو وحدو وحدو نزع و لبسني. قتلو ما يجيش تو يتمسخ، عمل هكا و هزني. بقينا ندورو ساعة كاملة كي عادتنا و هو هازني في حملتو، أول مرة في حياتي يهزني، و أول مرة بستو ...
صوت الطبال و البارود فيقني شوية من السهوة لي كنت فيها، كل مرة حد يمدلي يدو و إلا يرمي يدو بش يمسني يتبارك بيا، و أنا كي الصغيرة قلبي بش يفرفط نحب ندخل لداخل، كايني مكنتش عايشة و رجعت نعيش. كنت مجبورة شوي ناقف معاهم و نسمعهم، المنادل متاعهم حاولت ناخذها الكل نصب عليها الند و ماء ورد و نرجعهالهم، لي يحطها على جبينو لي يحطها على راس صغيرو. البنية لي معايا فاهمتني و حاستني، عطات أمر للعساكر بش يدخلوني... تحرك الوفد و دورو بيا العساكر و دزو الناس من التالي، و أنا لي يمدلي حاجة نحسب روحي يا مريتهاش يا منجمش نهزها خاتر إيدي ما توصلش. كان بش نقعد ناخذ بالخاتر تو للليل و منكملوش.
أنا هكاك و تتزرف مرا من تحت العساكر تترما عليا و تمدلي صغير فاحم بالبكاء مخنوق. وقت ترمات عليا درتلها بالغش، دزتني زعما لا كبتني على وجهي،  درتلها طول بش نقول للعساكر يكركروها يطلعوها، من اللول عاطيتها بظهري ما ريتهاش أما كي تلفلتلها و ريت في يدها صغير  تقول جمرة و حطيتها في الماء.
العساكر يبعدو فيها و أنا نجبد فيها ليا  مدتلي الفرخ متاعها ملفوف في ملحفة رهيفة بيوضي و وجهو أحمر من البكاء، خدودو حافزين و أكا العوينات مفماش. قلبي تحرك تهز و تزعزع من بلاصتو. في لحضتها نسيت كل شي الدخول و البلاصة و قلبي، الكل نسيتهم و شديتو لزيتو ليا لصدري و كلمتو نبنن بيه. كي سمع صوت جديد سكت بقا يخزرلي، و الناس لكل سكتو و هفتو. عمري ما قريت قرآن على حد، لحضتها شديتو قريت عليه الفاتحة في قلبي و شفايفي يتمتمو.
_ ربي يتقبل منك، آمييين يا للة
الناس كي شافوه سكت دوب شديتو عملو كيف و شاخو و كي شافوني نتمتم قالو هذي ترقي فيه بالسر متاعها.
تحت يدي نحس فيه يترعد مش دافي بالباهي و زيد فما نسمة. 
_تي شنوة يا قريد جاك النوم ؟
أنا كلمتو و هو ضحك تبسم، و الناس قامو يزغرطو، من الفجعة مسكين نحس فيه تهز و تحط. زدت لزيتو ليا و بستو و هو طول رما يدو يلعب بحجرات القفطان يلمعو باهت فيهم و صوابعو قد الطرف ما وصلوش ولا شدلي خصلة من شعري و محبش يسيب.
كلمت الطفلة لي معايا قلتلها جيبلي شالي الكبير و ما كتب. عندي برشا شالات مطرزين، يدفيو يتحطو على الأكتاف، مدتلي الحمرة و الزرقة قلتلها هات الزرقة على خاطرو وليد،  و قربت أمو بش نمدلها الفلوس، حفنت فلوس من الجرة و صريتهملها في صدرها و هي تبوسلي في يدي و قداش فرحت بالشال و حسيتها رمات عين و خزرت للحمرة، هي الحمرة أزين و أغلى أما أنا وقتها ما ستغليتهاش عليها أما على خاطرو طفل، شوف العباد النوع هذا تعطيهم عينيك و باقي يطاولو. شعلينا أنا همي الكل الصغير يدفا خاترها ماهيش مثقلتلو في لبستو. كي رتها مزالت تخزر للشال الأحمر قلتلها :
_ أهوكا زرقة  لولدي الرجال بش يكبر يولي من أعيان البلاد.
_ الهذبة
_ نعم ؟ شبيه ؟
_ بنية و إسمها الهذبة.
هاذي المرة الألف لي نشوف فيها طفلة و يمشي فيبالي طفل. ضربني الضوء كي قالتهالي ... لها الدرجة منفرقش ؟

50 ذكرىWhere stories live. Discover now