الفصل السابع عشر

9.6K 445 133
                                    

※الفصل السابع عشر※
🐺 غابة الذئاب «ما بعد العهد» 🐺
"الجزء الثالث من رواية صراع الذئاب"
بقلم: ولاء رفعت علي

فتح عينيه بصعوبة و هذا لشعوره بثقل فى رأسه بسبب حقنة المخدر التى حُقنَ بها فى عنقه، ذلك كان بالإمس عندما صف سيارته أمام البناء و ترجل منها و عندما وطأت قدمه داخل البناء ظهر إليه شخص ملثم و أخر مثله، قام الأول بضربه برأسه فى جبهته و الأخر جاء من خلفه و قام بحقنه بإبرة تحمل مخدراً جعله يفقد وعيه فى الحال ثم قاما بحمله داخل سيارة سوداء و أنطلقت.

ما زالت جفونه ثقيله و الألم يدق كالناقوس فى رأسه، و عندما تمكن من فتح عينيه استطاع رؤية ما حوله برغم الظلام الدامس لكن هناك بصيص من أشعة الشمس يتسلل من فتحات خشب الصغيرة من النافذة، كما هناك ضوء أسفل الباب الذى أنفتح للتو و يدخل رجلاً يحمل صينية يخطو ببطئ، و لعدم وضوح الرؤية لم يستطع أن يرى ملامحه جيداً، بينما هذا المجهول علم إنه استيقظ، فقال إليه:
"صباح الخير يا أبو نسب".

قالها ثم جذب كرسى و قام بوضعه أمامه ثم وضع أعلاه الصينية و أردف:
"معلش ده فطار مش قد المقام، لكن ده محل الأكل الوحيد اللى ليقناه فى المنطقة اللى مفيهاش صريخ ابن يومين دى".

حاول الأخر تحرك يديه و قدمه لم يتلقى سوى الشعور بالعجز، فسأله بلسان ثقيل:
"أنت مين؟".

قام بالضغط على زر المصباح الذى يتدلى من السقف و أجاب و على ثغره إبتسامة زائفة:
"أنا هانى عرفة أخو آسيل مراتك".

حاول الأخر استيعاب ما يحدث إليه و لما يفعل به شقيق زوجته الثانية ذلك، قرأ هانى هذا فى نظرة عينيه فأردف:
"طبعاً مستغرب ليه الرجالة اللى خدروك و كتفوك و جابوك على هنا و عايزين منك إيه بالظبط!".

جذب كرسى أخر و جلس فوقه ثم أنحنى بجذعه إلى الأمام مقترباً منه قائلاً بصوت خافت ساخراً:
"أصل أنا سمعت إنك عايز تطلق أختي، ينفع كدة يا أبو نسب بعد ما أمنتك على نفسها و قالت لك ملهاش غيرك هنا، تقوم تطلع ندل و عايز تسيبها".

حاول جاهداً بأن ينطق بتلك الكلمات:
"ده كان إتفاقى معاها من الأول".

اغمض عينيه و هز رأسه محاولاً استعادة كامل وعيه ثم فتح عينيه، فقال الأخر إليه:
"ما أنا عارف، بس عشان تسيبها لازم تدفع يا حلو".

"ادفع!".
تفوه بها يونس بتعجب فأخرج الأخر سلاحاً من خلف ظهره و رفعه أمام عينيه و كأنه يتأمل إياه:
"ما هى آسيل أختى دى جبانة و خايبة، معرفتش تاخد منك حاجة، قلبها الرهيف اللى لسه بيحبك خلاها تتمسك بيك و خافت تطلب أى فلوس منك لتفتكرها طمعانة فيك تقوم تسيبها".

حدق الأخر إليه بإمتعاض، تذكر ما أخبره قصى من حقيقة هذه الآسيل و شقيقها المحتال، فسأل هانى على مضض:
"عايز كام من الأخر؟".

غابة الذئاب& غرام الذئاب  «الجزء الثالث و الرابع من سلسلة صراع الذئاب» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن