لم يستطع رفض طلبها ونهض معها مشتبكا يده في يدها.

لتهتف فتاة أخرى
_على فين يا أندال لوحدكم كدا، من غير ما تعرفونا.

لتهتف بوسي بخيلاء
_أنا وميرو عايزين نقضي وقت مع بعضينا لوحدنا شوية بعيد عن دوشة الشلة.

لتهتف الفتاة الأخرى باستياء
_يا سلام.

ليهتف أمير بحذر لأنه لا يريد أن يغضب الفتاة الأخرى
_معلش المرة دي يا بيرو ايام سوري.

لتعيد بيرو ظهرها للخلف وتقول بينما تعقد ستعديها أمام صدرها
_اوف.

___

عاودت شوق الاتصال مرة أخرى وهي تقول بحنق بينما القلق بدأ يتسرب إلى قلبها خوفا على أخيها
_اوف ده مش بيرد ليه لازم يقلق قلبي عليه يعني... رد يا ابن غرييييب.

وعندما يأست من رده، ألقت الهاتف من يدها، وتوجهت إلى مصحفها وأمسكته برفق بين ذراعيها ومن ثم توجهت تجاه الشرفة وبدأت تتلو أيات القرآن الكريم.. لتريح قلبها من الهم الذي يعتلي قلبها.

___
أما تلك التي عادت الى شقتها، وبدلت ملابسها وصلت فرضها، توجهت إلى حيث المطبخ وأخرجت مشترواتها هي الأخرى وبدأت في إعداد طعام غداءها، الذي يكفيها لعدة أيام، حتى لا تطهو يوميا، وهي التي ليس لديها الوقت الكافي لذلك،
فهي قررت أن تعمل لفترتين في اليوم، في الصباح تذهب للشركة التي تعمل بها، وفي المساء تكمل عملها من خلال الانترنت اون لاين من شقتها، فهي فكرت في هذا، لتحسن من دخلها اولا ولكي تضيع ذلك الوقت القاتل التي تقضيه وحدها بين جدران المنزل الذي رحل عنه ساكنيه الذي كانوا يسكنون قلبها ويرافقون روحها.

وضعت فداء الطعام على الطاولة وتنهدت بقلة حيلة وبدأت تأكل الطعام من غير شهية تذكر، ولكن وفجأة وبدون أي مقدمات ظهرت شوق بأفعالها وتصرفاتها في مخيلتها فابتسمت تلقائيا
_ياريت كان عندي يا شوق ربع اليقين والرضا اللي عندك، الحمد لله على كل حال.

أنهت طعامها، وحملت الأطباق التي لم تفرغ محتوياتها في لم تنهي طبقها بالكامل، ووضعت المتبقي منه في المبرد، ومن ثم قامت بتنظيف المطبخ والاطباق من آثار الطهي، ثم توجهت لغرفتها وجلست على فراشها، ووضعت جهاز الحاسوب المحمول على قدمها لتباشر عملها، لكنها شعرت بالملل، فوضعته جانبا ونهضت من مكانها حيث الشرفة لتستنشق بعض الهواء لتسمع صوت جرس الباب، لتضيق أعينها في استغراب من ذا الذي يزورها الآن، ومن هويته فهي لا تنتظر أحدهم ولا تتوقع أن يزورها أحد من الأساس فقليل من يعرفونها في هذه المنطقة السكنية.
____

ركضت خلفها لتثتيها عما تود فعله وهي تقول
_يا بنتي ارجوك، انا بحاول اقنعك من امبارح متنهيش قلبي يا ميار بالله عليكي.

قالت بتصميم وهي تتحرك خارج غرفتها عازمة على أن تفعل ما نوته
_لا يا دادة أنا خلاص تعبت، أنا هنزل يعني هنزل، انتوا ليه محسسني اني هعمل جريمة أنا مش بقول هخرج برا الفيلا، أنا هنزل تحت يا ناس هنزل تحت بس، افهموا بقا... والله حرام عليكم

شـــوق.... حصري على الواتباد فقطWhere stories live. Discover now