13

47 20 0
                                    

«ألا يتقن رجالك الحمقى التنظيف حتى؟
لهذا لا أحبذ الانخراط في الأمور العملية..
عظيم! الآن أصبح لدى الشرطة جبلاً من الأدلة ضدي.
ربما يقف أحدهم في رأس الحي الآن مع مذكرة اعتقال في يده، عليكَ إخراجي من هذه الورطة».

صرخ بام ببضع شتائم ثم حلّ عقدة ربطة عنقه في نهاية كلامه يتخذ من الأريكة الوثيرة مجلساً مؤقتاً، عيناه مسلّطة بلوم وكره نحو الرجل خلف المكتب.

مذ خطى أولى خطواته في هذا العالم الخطِر، رسم بام شخصية جامدة في تعامله مع الروّاد الآخرين..

قلة هم مَن رأوا غضبه هنا، حماسته، قلقه، أو أيّ مشاعر أخرى قد تبعده عن الجوامد رابطةً إياه بالبشر.

صوته بثّ الرعب في قلب مَن يسترق السمع خلف الباب، ولكنّه لم يؤثر ولو بمقدار ضئيل في المخاطَب الأساسي.

حين قوبل بالصمت همّ بام بالاستقامة يلقي بذلك تحذيراً بشأن مستقبل هذه العلاقة المهنية.

مجدداً، تخطت حركته هدفه لتعمل في آخر، خفق قلب ميشيل بذعر وبغضون ثوان كان قد نجح في الابتعاد عن المكان تماماً.

هنا اعتدل الرجل المالك للمكان ينبس ببرود: «لم تكُ ذلة. أعتقد أنّ بيننا دخيل».

رفع بام حاجباً ولكنّه ما لبث أن ابتسم بهدوء حينما حوّل الآخر حدقتيه باتجاه الباب يشير لموضع ميشيل السابق.

«و؟»
سحب بام انفعالاته يعود لجموده الأول.

«لقد وردتني أخبار عن موهبتك في تفنيد الألاعيب.
سأثق بحكمك مهما كان».

«ما الذي ورد إليك بالتحديد؟».
تساءل بام؛ يتجاهل للوقت الحالي ما تبقى من العبارة.

«لا أعلم.. تنتشر الشائعات بسرعة، عديدون يؤمنون أنّ لكَ عيناً خارقة أو شيء من هذا القبيل».
بعدم اهتمام أجاب الرجل.

«اممم. اجمع رجالك لأراهم، وسأبعث النتيجة في صباح الغد».
بهدوء مماثل لخاصة القائد الأربعيني تكلم بام، ثم شغل نفسه بمراسله طفليه.

بيد صفف رجل المافيا خصلاته المصبوغة بأسود قانٍ، وبالأخرى التقط مسدسه من فوق المنضدة يدسّه في ملابسه ليغادر الحجرة الخالية سوى من الشريك المريب بالنسبة له 'بام'.

هو لا يثق به.. ومع ذلك يطمح ليكسبه بمفرده بمعزل عن سائر المتعاملين مع الرجل.

سار بهدوء في الممر الطويل ذو الأبواب الموصدة ما عدا باب الغرفة التي خرج منها.

وبوصوله إلى نهاية الرواق هو طرق بخفة ما يبدو كجدار قبل أن ينعطف يميناً مكملاً طريقه.

عدة لحظات انقضت بينما يُخطر مَن يمرّ بهم بأمر الاجتماع العاجل وهو توقف أخيراً يدلف إلى غرفة غادرها قاطنوها للتو تزامناً مع لمحه جوليان يتقدم منه.

Avelos babies: High twinsTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon