2

206 48 1
                                    

في غرفة صغيرة ينام طفلان بعمر السنتين تقريباً متجاورَين على سرير متوسط الحجم، تحت غطاء بلون حليبي مع رسومات طفولية ظريفة.

كل شيء في هذه الغرفة متناغم مع ما يجاوره، منامَتيّ الصغيرين بلون الملائات التي تعلوهما، لون الجدران السكري مشابه للون الأرضية وإن بفارق تدرّج لوني بسيط، الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه الأب الأعزب يتلائم باللون والحجم مع الحاسوب الذي يطبع عليه شيئاً ما متعلّق بالعمل.

أصوات تنفّس الصغيريَن تعلو حيناً وتنخفض أحياناً، وهي تتناسب تقريباً مع أصوات النقر على لوحة المفاتيح التي يصدرها أبوهما.

*

تغيرت حياة الشاب المجتهد 'بام' بعد ثلاثة أشهر تقريباً من ولادة طفليه.

حينها كان بام طالباً في سنته الأخيرة في قسم الهندسة المعمارية، عُرف عنه اجتهاده، هدوءه، وذكاءه الذي لطالما كان عوناً له في مراحله الحياتية جميعها.

*

بعد تقديم امتحان بشكل جيد جداً بالرغم من صعوبته، قرر بام مكافئة ذاته بليلة سهر وشرب والكثير من الرقص، والتي انتهت في منزل إحدى معارفه البعيدين، كل ما يذكره عن تلك الليلة أنها كانت جميلة، ممتعة، فريدة من نوعها.

في الصباح التالي حوالي الساعة العاشرة استيقظت الكاتبة الثلاثينية 'جين' في فراشها مرتدية قميصاً غريباً بحجم كبير، بجانب شخص ما، تعرفه بشكل سطحي، كانت تسمع بوضوح صوت شخيره الخفيف.

أغمضت عينيها وحاولت استرجاع القليل من ذكريات الليلة الماضية، وما استرجعته ذاكرتها سبّب لها احباطاً وخيبة أمل كبيرَين.

هي قصدت ذلك النادي فقط من أجل الاعتراف بمشاعرها المتزايدة للنادل الأسمر الوسيم.. كيف وصل الأمر إلى هنا؟

*

زحفتْ من السرير بهدوء لتجنب إزعاج الرجل الصغير النائم، استحمتْ، وأعدّت فطوراً لذيذاً لشخصين.

المياه الدافئة ساعدتها على ترتيب أفكارها وهي اتخذت قرارها بالفعل..

أطفئتْ الموقد واتجهت إلى غرفة النوم، طرقتْ الباب عدة طرقات خفيفة متتالية ودخلت إلى الغرفة، كان الشاب ما يزال نائماً بنفس الوضعية، يتنفس بانتظام، يضمّ يديه لصدره المغطّى نصفه بالملاءة الزرقاء السماوية، ربتّت على يديه بخفة وقالت بصوت رزين : "بام. استيقظ. الفطور جاهز وعلينا الحديث."

عينيه العُشبيّتين نظرتا إليها بتشوّش، التفت يميناً وتثائب، ثم حك رأسه بيده وكان يبدو جليّاً للمرأة أنه ضائع داخل رأسه وهربت منه الكلمات.

Avelos babies: High twinsWhere stories live. Discover now