3

200 46 14
                                    

تم إرسال عشرة أطفال (رسمياً) إلى كوكب الأرض.

وهم يعيشون حالياً في أماكن متفرقة، ولكن احتمال التقائهم موجود..

*

في إحدى الليالي العاصفة، كان الظلام حالكاً والجوّ شديد البرودة

وفي إحدى المناطق الوعرة الخالية من السكان كانت تتوسط الطريق سيارة فاخرة يقودها رجل متقدم في السّنّ، ذو شعر خفيف وشائب، من الجلي أنه خبير في القيادة، لكنه لم يتعرف إلى المكان جيداً، فقد كانت الحيرة واضحة جداً عليه..

أما في المقاعد الخلفية، فقد جلس رجل في منتصف العمر، وسيم، ملامحه جدية، يرتدي بدلة رسمية باللون الكحلي. يحمل طفلاً مغطى بطبقات كثيرة من الثياب جميعها بلون الفراولة تتناسب مع رسومات الفراولة التي تملأ ملابس توأمه الذي يحتل الحضن المريح والدافئ لامرأة ذات شعر قصير أشقر، ترتدي ملابس نصف رسمية وتضع خاتماً خاصاً بالأزواج مطابقاً لما يضعه الرجل بجانبها في بنصره الأيسر.

في حين كان السائق العجوز منهمك بالقيادة، كانت هناك أحاديث تدور في المقعد الخلفي..

التفت الرجل إلى الخلف وقال بصوت خشن متّزن : أنا أرى أن تؤجلا جدالكما المهم جداً حتى نصل إلى الفندق، فأنتما تقلقان الصغيرين ..

وعندها سُمِع صوت المرأة تقول للرجل النصف شائب بجانبها : "إن السيد يوهان محق يا زوجي. كما أن الصغيرين أتعبانا إلى أن ناما."

الزوج : "انظر يا سيد يوهان، إنها تنعتُني بالثرثار، لو لم تتكلمي أنتِ ما كنتُ لأنطق بحرف."

الزوجة : "إذاً أنت تقصد أنني ثرثارة؟"

يوهان : "من الأفضل أن ترجأا هذا الجدل العظيم إلى وقت لاحق، ولو ترجعا إلي فأنتما الاثنان ثرثاران.."

الزوجة (وقد توردت وجنتيها) : "معك حقّ. سأصمت "

ضحكوا جميعاً. وكانت هذه آخر لحظة تعيشها هذه العائلة بسعادة

حيث مرت السيارة بجانب وادٍ عميق وحصلت الكارثة.

*

مات الزوجان. وعاش السائق لعدة أشهر في غيبوبة إلى أن فارق الحياة بدوره.

وتم إيداع التوأمين إلى ميتم يضمّ عدداً قليلاً من الأطفال، ما يميزه عن غيره من المياتم هو أن جميع سكانه من الأطفال تخلوا (بغير إرادة منهم) عن آبائهم وأمهاتهم معاً إلى الموت.

*

خرجت رينا من المدرسة واستقلّت سيارتها عودة إلى المنزل، المنزل المليء بالمشاكل والجدالات.

Avelos babies: High twinsWhere stories live. Discover now