7

178 39 24
                                    


قبل أربع سنوات تقريباً

في صباح أحد الأيام غطى الثلج سطح أڨيلوس بأكمله، بعد كل شيء كان الكوكب صغيراً..

منذ لحظات فقط أوقفت الغيوم الثقيلة عملها، ولن تتجاوز فترة استراحتها نصف ساعة.

هذه الفترة يعرف السكان كيف يستغلّونها بشكل جيّد جدّاً. فنرى الطرقات وقد عجّت بالحياة من جديد بعد أن لبدت جميع أشكال الحياة للساعات الثلاث الماضية.

وتوسّط شارع عريض وقفت على جانبيه أبنية بأشكال هندسية متعددة شخص نحيل مدفون بداخل طبقات ثقيلة من الملابس من شأنها أن تقيه قسوة الجو الشتوي المُثلج.

خرج رأسه الصّغير من المعطف الضخم أبيض اللون ليعطي لوناً جديداً للوحة البيضاء.

تلوّنت الصّورة الكليّة للمشهد بلون أبيض نقي ما عدا الرّأس ذو البشرة الشّاحبة فكان يعلوها شعر منسدل أحمر ناريّ جاذب للأنظار _والتي لم تكن موجودة بطبيعة الحال_

بثقة وسعادة بالغة خطى مَن سيصبح والداً في القريب العاجل فوق الأرض النّاعمة الثلجيّة بحذائه ناصع البياض المصنوع من الجلد الصّناعي.

بمجرّد إلقاء نظرة واحدة عليه يمكن لأي أحد أن يجزم بأن لهفة عظيمة تسكن خلاياه في الوقت الحالي.

أمسك بإحدى يديه مغلّفاً يحوي أوراق تهمّه بشدة خبّئها بحرص بين الطبقتين الجلديتين للمغلّف.

وبواسطة يده الثانية عانق لصدره حقيبة صغيرة بيضاء تحوي أشياء تخصّ طفله القادم.

كانت وجهته هو البناء ذو الشكل البيضوي (والذي يتفرد به دوناً عن كلّ أبنية الكوكب).

البناء الكبير تابع لمؤسّسة الإنجاب، وهو مشفى بعدّة طوابق تجري بداخله عمليّات الاستنساخ، ويعيش الجنين فيه أولى لحظاته قبل أن يدخل جسد الوالد ليكمل الشهور الخمسة الأولى من حياته، وبعدها يعود للمبنى لشهر ينتظر خلاله موعد إرساله لكوكب الأرض.

وقف الوالد-قريباً أمام الباب الزجاجي الكبير للمبنى وقد رحل عنه حماسه واستُبدل الآن بتوتر وخوف رهيبَين.

بالتأكيد هو محقّ في خوفه. هذا اليوم المهمّ يعيشه الجميع _تقريباً_ كعائلة، ولكن ولسوء حظّه فإن جميع أسلافه قد اختارو الموت، الفرد الوحيد المتبقّي من عائلته هو قريب بعيد وعمله *كحارس للكوكب* يحتّم عليه الالتزام بنظام حياة محدّد خالي من أي استراحة.

لطالما عاش 0+ في خوف شديد من أن ينتهي به الحال كوالده وأسلافه جميعهم، خاف أن يختار إنهاء حياته تاركاً ابنه وحيداً خلفه.

في الواقع الإنجاب لم يُعَدّ غريزة بالنسبة لمعظم السكّان ولكن سيئوا الحظّ أمثاله رُسم في جيناتهم حاجتهم الماسّة للإنجاب وربّما كان هذا متّصلاً بقابليتهم _دوناً عن غيرهم_ لاختيار الفناء..

Avelos babies: High twinsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن