رسالة وداع -النهاية-

39 7 4
                                    

لم أعد أحس بشيء بتاتا ..
كسرو الباب و رفعني راؤول لكنه تأخر كثيرا هذه المرة، تولين أصيبت بصدمة جمدتها كليا ، و لم تحرك ساكن فقط تنظر إلي و أنا جثة هامدة معلقة ككيس لكمٍ ،قابلة للتعفن بعد أيام ..
مشهد يصعب عليها نسيانه ..
إرتقيت للسماء .. لعلي ألقى هناك ما لم ألقاه في الجحيم الذي عشته ، لربما أجد أبواي و ربما فدال أيضا فإختفاءه فجأة ليس بنذير خير .. ربما أجد حظي الذي ظل عالقا و لم يرافقني أرضا ...
تولين .. لا تتغيبي عن قبري فإن الشمس بعدك لا تضيء سواحلي ..
لا تنسي جلب الأقحوان كلما حللت علي زيارةً، فإن بقدموك يتبعك أيائل و توازي ممشاك طواويس ..
يا عصفورتي الأغلى و يا عطرا شتويا بذاكرتي سأشتاق ! لأيامنا و الذكريات 🥺💔 لا تنسي موعد الشاي .. عند الشرفة أيان الغروب .. ليتني كنت سأكون هنالك لأوزع معك الأقداح ..
إنكِ أكثر عالم بحجم العذاب الذي ذقت و الدموع التي ذرفت ؛ حتى أني قفزت بين الشظية و الشظية بدون خوذة و بدون درع و لم يكن بحوزتي سلاح .. شاء القدر و كنا دُماه حيث أن إغتيال بلبل فتغليل جناحيه في عشه صار أهم قضية .. في اللحظات التي تستلمين وداعي السطري هذا سأكون محلقة بعيدا لأسكن الآفاق لعل قيدنا البشري هذا مشؤوم فقررت إختيار معيشة الأرواح حيث لا وجود للألم .. منتظرة إياكِ على أحر من جمر بعد عمر طويل لك ملغم بالسعادة لا الأحزان ♥♥.. لا أشكوكِ إنتقاما إن الذي فعلته كافٍ .. فالضمير أقوى سلاح قد يستخدم ضد صاحبه .. دعي الحزن يثقبه ببطئ !! ليست هذه النهاية فقط ، موعدي معه يوم الجلسة .. في المحكمة الإلاهية حيث لا يظلم أحد .
أنا تولين .. باتت النهاية الآن بحوزتي إذ إستلمت الرسالة و تشجعت بعد سنوات لأنسج ما تبقى :
أقف كل يوم على قبرها و كأنها دفنت لتوها .. عند الحافة الخشبية حيث إسمها و تاريخ وفاتها المركون أسفل المُعَّرِف و أسفل قلبي ..أجلس بجانبه و أنظر إليه ببرود كالذي ينظر إلى شيء لا يعنيه .. و لا يطول الأمر حتى ابدأ بغرس أظافري الناعمة في التراب البارد المبتل برذاذ الندى و أتساءل ما إذا كانت صغيرتي تشعر ببعض من البرد و هو يضمها ؟ .. الموت لا يقتل الأموات إطلاقا .. إنما يقتلنا نحن ! من لازالوا يلثمون الانفاس .. كل يوم و مع طلوع الشمس أتمشى بين المقابر و الأشجار الوافرة .. قاصدة وجهتي ! بخطوات ثِقال و جهد مسلوب إلى قبر من وعدتني بالبقاء لكنها إختارت الرحيل دون وداع حتى ! .. هل علي عِتابك أم توديعك الآن ؟ أولستِ من تخافين عليّ من نسيم إذا مر بجانبي ؟ أنظري ! إنني أجر أشلاءا داخل عاصفة لا تعرف الهدوء بعد الآن !! أهذا كل شيء ؟ إنتهت القصة ! بهذا القدر فقط ؟ كيف إستطاع الموت خنق عنقك بلا رحمة ؟ .. كيف إستطاعت روحك التخلي عنكِ بكل هذه السهولة !! ما الذي أحسست به و شفاهك تغرقها السكرات !! فقط هكذا ! بهذا القدر ؟؟ ..زحام يعج رأسي المنهك و كلام تكتمت عليه تراكم حبره تحت عيناي التي لم تذق طرف النوم منذ أن غِبتِ ... ، يوم الأحد ، أوسط أيام أبريل .. لم أرى نور الإثنين منذ 4 سنوات .. فقط عتمة يوم الأحد بعد صلاة العصر .. تاق شوقي و أعيت أمواجُِ فرقاكِ مركبي و أضحيت حبيسة قلاع جليد لا يذوب أبدا كما لا يذوب تراب قبرك و قبري .. أحوم بين الشوارع حيث كنا ! في الصغر .. العزاء ! لن تفهمي شعوره إيمي .. شعوري أنا ! أشبه بغلق باب على أصابع أبكم لا يستطيع الصراخ ،كم كنتِ عجولة !! كم أنني قليلة حيلة ! كل ما أعرفه أن لكِ يدا في حزني هذا .. كل الأدلة تشي بذلك فقيدتي ..💔

رواية أحببته مسيحيا ..Where stories live. Discover now