الإنتحار

28 5 0
                                    

خَرَجَتْ ، و ما إن غادرت إختفت الإبتسامة من على وجهي تدريجيا و قصدت العُلية متأملة زوال السديم .. أفعال غير متزنة لكنها ترضي جوارحي و تريحها .. لا أعلم إلى متى سأبقى في هذا التناقض فتارة كأن السماء صدري ، و تارة كأن براكين الأرض جمعاء دمي ..
توجهت إلى غرفتي وتحديدا خزانة الملابس ..
إنقطعت الأصوات من الخارج فجأة .. لم أعد أسمع إلا خفقان قلبي الهالع و نفسي الذي يتزايد بمجرد مرور الفكرة قُبال الأعين ، عادت .. و كانت تبحث عني في أرجاء البيت كله .. لوهلة إستطعت سماع صوتها و هي تنادي و لم أُجِب ! كنت في الداخل .. أضم رجلاي إلى بطني المنتفخ أفحسبتم أني سأبقى غزالا في قد ممشوق ؟ .. أُحدق بالأرضية لمدة لم أعرف مقدارها .. أصرّت على إيجادي و كأنها أحست بأن شيئا ما سيحصل ! شيء سيء للغاية 💔.. إنه الذي يسطو على أفكاري منذ أن غادرت المصحة !! كما تخترق الألعاب النارية جُل الرَقِيع .. قررت وضع حدٍ لهذه المهزلة ! ولن أسمح بالمزيد أكثر .. سأغادر ..
نحو السماء فإني إلى هنالك أنتمي ، سماوية لا أرجو من حطام الأرض شيئا غير الخلاص💗💗
على مهل أعددت حبل مشنقتي بوشاح الصوف الأحمر خاصتي، كان هدية من تولين في ميلادي الثامن ♥ أترى تَخَيَلَتْ أنه سيتحول من وسيلة دفئ إلى أداة إنتحار ؟ لا أتوقع ذلك ..
ثبته على الثريا و جهزت حبلي السري من أجل رافييل -كان الإسم الذي سيحصل عليه -، أغلقت الباب بحذر و إحكام كي لا يُسمع لي صوت و أنا أتقيء روحي الملعونه و أخلصها من كيد الألاعيب لكنها سمعت صريره -تولين - و لم تكن لوحدها كنت أسمع صوت راؤول أيضا ..تصرخ بكل ما آتاها الله من قوة تفاقم الوضع إلى الحد الذي لم أشأه فحتى النهاية كنت أودها هادئة بشموع مشتعلة .. ما الذي أتى بهذا الوغد إلى هنا ؟ لم تبقى إلا الخطوة الأخيرة رسالة تركتها على الرف و لا يكتمل المسرح إلا بكرسي ..
علقت عنقي الرقيقة بالوشاح و حبست البكاء ..
كنت أخشى النهاية لم اتوقع أني من سيحددها و بأبشع ما يكون ، بداخلي روح بريئة لم ترى من بطش الحياة شيء سوى الهرمونات المتقلبة التي تصلها مني .. لم أستطع حمايته من نفسي 💔 ..
أرادو كسر الباب و على هذا كله لم أسمع صوت تولين هكذا من قبل ؛ كأنه صوت لوم ،حزن و غضب .. كانت تقول إذا لم تفكري بمشاعري التي لطالما تجاوزتها فكري بإبنك !! .. أنسيتي العهود التي قطعناها ؟! إفتحي الباب ، أنا خائفة ..
ما ضغطت الزناد و خرجت رصاصة لتعود ! .. أنا آسفة .. أظنها رصاصة الرحمة 💙🕊 ..
كنت خائفة أيضا لأكبر درجة يمكن تصورها فإني في مواجهة الموت وجها لوجه ! لكن أحببت لقاء والداي بحفيدهما ♥ و إبنتهما المشتاقة .. 🤍
ركلت الكرسي .. و عم الصمت فجأة مشابه للسكوت ما قبل العاصفة .. أصدر الإرتطام أربع طبطبات و أخيرا تولين تردد لا لا لااااااااا حَزِنْتُ لتلك النبره جدا ..
ما هي إلا ثواني معدودة حتى بدأت أختنق و أطرافي تبرد إربا إربا.. لم أقاوم أبدا و ظللت شامخة أستقبل الموت برحابة صدر أثقل إنسداد حلقي لساني و أحسست بتنميل ينتشر في أنحاء جسدي ثم يعتري هذا المشهد البارد دموع دافئة تنسل على وجنتاي و إنقطع الأكسجين عن رئتاي .. أحس بالعطش الشديد فلو كان البحر عذبا ما أظنه يروي ذا الظمأ و بتلك اللحظة 💔
قبل ان تغرقني السكرات كليا شعرت بالندم .. ندمت ليس على الإقدام !! ندمت أني إتخذت هذه الخطوة دون أن أودع تولين لآخر مره .. أني لم أعانقها مطولا .. و لم أرسخ ذكريات جميلة في ذاكرتها .. أشغلتني عنها الهموم 💔 .. فاضت روحي قابضة ما تبقى من الأنفاس .. مر شريط حياتي بين عيناي .. لم يكن ما يطلق عليه بالسعيد إطلاقا .. لقد كان فيلم رعب نَسَجْتُ نهايته وفقا لتسلسل الأحداث ..
إنتهى الأمر .

رواية أحببته مسيحيا ..Where stories live. Discover now