الخطيئة

53 10 0
                                    

حاولت قدر المستطاع تجنب عينيها كي لا أحس بخطيئة تركاها رغم أنني جُبرت ، دخلنا القسم و أول درس كان من نصيب اللغة الأساسية، راحت الأستاذة المتعجرفة تسأل الطلاب عن طموحاتهم مستقبلا ، الجميع يرد بغباء كالعادة و هي الحصول على وظيفة حتى لا يهرموا جياع ، حان دور الطالبة الجديدة ، وقفت ؛ أريد أن أصبح سعيدة ! كانت إجابتي .. ضحك الجميع عداي و تولين الكل يحملق ظانين أني لم أفهم السؤال ! رَددتْ السؤال كرة أخرى فقلت أطمح أن أصبح سعيدة !! باستهزاء قالت عزيزتي أنتِ لم تفهمي السؤال مع نبرة مستفزة .. أجبتُ بكل ثقة عزيزتي أنتِ لم تفهمي الحياة !! تم إحراجها كليا و كف ألسنهم بنجاح نظرت لتولين فوجدتها تبتسم إبتسامة الرضى عن ما فعلت, كما كانت تفعل كلما تسللت لحديقة العجوز ماكس لسرقة الكرز ،حظيت بتعليم جيد في الصغر و لا شك في ذكائي .. إعتَبرت الأستاذة تلك إهانة واضحة أمام الطلاب ، فتعرضتُ لتوبيخ من قبل المدير مع عقوبة قضم أوراق ساحة الثانوية لمدة شهر كامل كل يوم جمعة، أجل إنه أول يوم مدرسي لي هنا !! ..
يقول ألبرت أنشتاين " إذا لم تستطع الشرح فأنتَ لم تفهم " لم أشرح و لا أجيد التبرير رغم أنني أفهم جيدا ما يدور لا تنطبق قوانين جذبك علي أبدا فلقد كانت بدايتك تفاحة تافهة ! تنمت غريزة المسؤولية عندي مذ أن فارقت أبواي ، و كذلك العزيمة و حب الذات ، أي جيش سيسحق هذا الكبرياء العظيم بربكم !؟ ..
في المساء و أنا أقلب مقاطع فيديو على التويتر ، تفاجئت بدقات الجرس ، أصبت برهاب أربك نبضي ، تذكرت ما قد حصل هنا منذ ثمان سنوات !! .. إفتحي الباب ، انتِ لا تودين أكل البيتزا باردة ؟ أليس كذلك ؟ إنها جميلتي .. ، أنا بخير ! أخذت نفسا عميقا .. ثم أدخلتها غرفة الجلوس و رحنا نتبادل أطراف الحديث العفوي الامتناهٍ .. الصغر ، الحب ، الإشتياق و كذا ..

رواية أحببته مسيحيا ..Where stories live. Discover now