قابلني بخيبة

27 5 0
                                    

لم أدرك أنه من الممكن أن يعيد الزمن نفسه ليأتي دور مقصورتي في الرجوع للخلف دون إنذار ، فبعد نهاية الأكاذيب و وقوع الأقنعة أصبحت الحياة تحيك لي رداء جحيم من نوع آخر و تمكر بخبث آخر .. لقد إقتنيت لنفسي كتابا لم أعي إلا عنوانه الملفت و تناسيت تماما تفقد المضمون إلا بعد أن فات الأوان لأنصدم أن ما إستولى على راؤول إلا حانة صغيرة مليئة بالسكارى و عاهرة لم يعجبها جو الصخب فأمسكت بيد زوجي و غادرا معا .. لم يتبقى إلا الخيانة !! و إنني أترشفها الآن في كأس زجاجي فاخر محاط بمكعبات ثلج و أوراق نعناع ، تغير شيئا فشيئا حتى عاد غريبا كما لم أعرفه قط .. كان إذا أنهى عمله هرول إلى الديار لعله يسد جوعه من طبخ يداي و ينعم بدفئ أحضاني المفعمة بالحماس الذي لطالما فضحته أحجار عقدي إذا جس من خلالها نبضي العاشق للتوحيد فلا أحد دونه أريد !! .. ‏يهزّني الحنين له دوما و إن كان بيني و بينه بُعد المطبخ و الحديقة و أتمنى لو كان بوسعِي تقبيل عيناه كل ثانيه لأُشعره مدى تعلقي !! سلبنِي مني للحد الذي لم أجد طريقا للعودة إليّ من جديد، شعرت ولأول مرة أن عقلي و قلبي كلاهما عالِقان بشخص آخر ، أحببته حتى إستحوذ علي و لم يُبقي مني شيئًا لأي أحد غيره .. آتاني بكثره و إنتشل سعادتي على مهل .. و كأنه مارس التعذيب منذ أن أبصر النور ..
الكل يتساءل عن سبب تلاعبي بالألفاظ فتارة حب و تارة خيبه و هذا ما حصل حقا !! جزاء سينمار
لطالما أصابتني حقول الذرة بالرهاب مع أنني أفضل الذرة على جميع الخضروات دون منازع ، المخيف في الموضوع هو أنها غزيرة و دون نهاية كالكاوابيس التي تراودني في أيامي هذه بالضبط .. يعتري سماءها أصوات غربان أرست على فزاعة و التي كان دورها تخويفها لا مستندا لها .. و كما لم تعرف هذه الفزاعة كيفية التعامل، كذلك كنت ! ربيت دودة حقيرة إلى أن صارت أفعى جامحة تحدق لي بعينيها الخبيثة و تخنقني بهدوء كل يوم ..كمن يدس السم في العسل ، لقد خانني و إكتشفت الأمر برمته، لم أستوعب السرعة التي عدت بها للبيت يوم تتبعته ،ضعيفة جدا لا أقوى على البكاء كنت أود الوصول إلى سريري فحسب ! أيعقل !! عاشقة الإمتلاك و التملك يُشارك زوجها مع أخريات !! كان مسيحي القلب مؤمنا بالتعدد لا يرجو الإنفراد 💔 لا يزال المشهد عالقا بين عيناي أراه على وجهه كلما أبصرته .. ما عدنا نلتقي فينام حينما أستيقظ و يعود بعدما أنام و حتى في العمل تغيرت مناوباتنا، قلت أحاديثنا و لم أعد أشتهي شيئا .. فلا أكلتي المفضلة ؟ و لا تكليم تولين؟ و لم أعد أهرب للبحر ! فضلت الإنعزال ، فضلت هجره هجرا جميلا .. رغم أني حاولت تجاوز ما حدث فهو الذي تملك قلبي فكياني إلا أن أفعالي تظهر ما يخفيه جوفي .. أوليس الزجاج المكسور يجرح ؟

رواية أحببته مسيحيا ..Where stories live. Discover now