ركبت السيارة ببطئ وقد سمع ابتلاعها المستمر لريقها ليبدأ بالتحرك بسرعة شديدة جعلت قلبها يهتز كما جسدها الصغير بينما كانت خصلات شعره البنية التي ينعكس عليها نور الغروب تعود للخلف بسبب الرياح القوية

هذه المرة وضع سجارة بين شفتيه يشعلها بقداحة الخائن غير مهتم لما حوله بل لم يهتم لمحاولتها كتم سعالها العنيف... لاول مرة لم يهتم بصعوبة تنفسها لقد أقلع التدخين منذ شهرين او على الاقل خففه تماما لكن لماذا؟ هذا السؤال الذي يدور في ذهنه يكاد يقتله

"ريموند"

همست ببحة متألمة وهي تضع يدها على حلقها لكنه لم يستجب بل زاد سرعته كأن صوت المحرك العالي يمسح معالم صوتها وهي تنطق اسمه داخل جمجمته المريضة

مهما كان لطيفا ومضحكا... مهما حاول اسعاد الاخرين والتضحية لكنه مزال من المافيا لا يمكنه مسح هذا الجزء منه لا يمكن لأحد ان ينظر له ولا يقول أوه هاهو رجل العصابات

وشوم ومخدرات رائحة السجائر والثياب الباهضة... السيارات السوداء والمسدسات خلف الظهر هذه هي ذاته الحقيرة ومجرد فتاة لن تقف عائقا بينه وبين العائلة والاخلاص ليس هو من يخون زعيمته من أجل عاهرة طعنته في أول فرصة سنحت لها

لقد ندم... ندم كثيرا على جعل العضلة داخل اضلعه تنبض كيف كان ينظر لها قبل لحظات كيف جعلته كالأبله يحتوي جسدها على أنه ملكه لكنه لن يرغب به لن يرغب بها كلها فهو لا يتجرأ على لمس القذارة.. كان دوما الشخص الذي يتم تعذيبه من قبل الاخرين او من قبل نفسه لكن هذه المرة سيكون مجرد متفرج
سيرى كيف ستتعذب وسط العالم الذي دخلت به

أوقف السيارة فجأة يضغط المكابح بقوة يجعل صوتا مزعجا لاحتكاك العجلات بالارض يرتفع لينظر ناحيتها بكل هدوء لو كان ماهرا في شيء فهو اخفاء ما داخله

وضعت يدها تلقائيا على يده التي على المقود
"هل انت بخير؟"
تكلمت لكنه سحب يده بسرعة من تحت خاصتها وقد اقسمت انها لمحت تقززا على وجهه قبل أن يبتسم بسخرية يتحدث

"أشعر برغبة في استنشاق بعض الهواء أفضل السير كما انه علي العودة بسرعة لقد اتصل فابيو يخبرني ان يوجين يبحث عني لذا... اعتذر على تركك تعودين وحدك"

أكمل يلاحظ رعشة الرعب عند ذكر اسم فابيو كأنه يؤكد لها أنه ليس جاهلا وبردة فعلها يؤكد لنفسه انه ليس متوهما وقبل سماع الاجابة استدار بسرعة يخرج من السيارة ويبدا بالسير في اتجاه مستقيم ناحية الغابة التي تحيط بها الاشجار من كل جانب

لقد حدثها توا برسمية دون النظر لوجهها حتى كانت نبرته مختلفة بحته القاسية كل ما به كأنه انقلب لنقيض ما كان بين يديها

آضطِرآبْ||disturbanceWhere stories live. Discover now