لونا

57 12 2
                                    

~الفصل الثاني~
*ريكونستراكشن*

في بدايةِ عام 2026 ظهَرت منَظمةٌ جديدةَ  تسمى (Reconstruction)او بمعنى آخر إعادةُ الإعمار

Deze afbeelding leeft onze inhoudsrichtlijnen niet na. Verwijder de afbeelding of upload een andere om verder te gaan met publiceren.

في بدايةِ عام 2026 ظهَرت منَظمةٌ جديدةَ  تسمى (Reconstruction)
او بمعنى آخر إعادةُ الإعمار....زعمت هذه المنظمة أنها ستُهيئُ للأجيالِ القادمةَ مستقبلاً أفضل...حياةٌ أسهلُ للذين يعانون...قالو أنهم هم المستقبل و هم المنقِذون من الحروب و الآلام هم المُخلِصون من المشاكلِ و الإرهاب...تم الاعتراف بهم ك شكلٍ من أشكالِ السلطة و أصبحت *newlight city* مقراً لهم و منصتهم الأولى لإظهارِ قوتهم و هيبتهم للعالم أجمع، لكن لا أحدَ يعلمُ حقاً من الجديرُ بالثقة و من الخائن...من القاتل و من المنقذ...لا أحد يجرء على ذكر ما حدث في الماضي لا احد يريد ان يتذكر لا احدَ يريد التفوه بكلمة...لم يكن له وجود...ليس له وجود.
ولكن الواقع أقسى من مخيلاتهم البريئة فأينما نظرتَ في المدينة تجِدُ الظلمَ و الخوف تجِدُ اللصوص و المنافقين تجد المشردين المنسيون في ظلمات مدينة النور كما زعمت ان تجعلها منظمة (ريكونستراكشن).
بعدَ حادثة الانفجار الكبير فُرِضتَ قوانينُ صارمةٌ للمدنيينْ أصبحتَ الدورياتُ أكثر نشاطاً عن قبل...مُنِعَ الناسُ من التجوالِ بعد العاشرةِ مساءً اصبح للحُريةِ حدود...انتشرت الشائعاتُ كثيرا على مر الوقت لا زِلتُ أعيش أحداثَ الماضي كما لو أنها قبل عشرة أيام...سَمِعتُ عن أشخاصٍ اختفى أثرهم تماماً و كان لم يكن لهم وجود...
*آنسة*
هل هذهِ هي الوعود...
*يا آنسة*
لا بُدَ من وجودِ إجابات!
"يا آنسة!! مالذي تتكلمين عنهُ بحقِ الاله!!؟؟"
"لقد وصلنا إلى وِجهتكِ منذُ نِصفِ ساعة!! و أنتي بدات التفوه بكلامٍ أحمق و لم تصمتي* أعطني نقودي و دعيني وشأني!!"
.
.
"ليس عليكَ الصراخ بوجهي بهذه الطريقة!! لقد كنت أحوالُ خلقَ محادثةٍ لا أكثر!" مدت ~لونا~ يدها إلى حقيبتها و أخرجت هاتفها و دفعت ثمن الرحلة في سيارة الاجرة...لم يضيع السائق أي وقتِ بالإقلاع مسرعاً ما أن خرجت لونا.
"لئيم!!" هي منزعجة...لديها عادةٌ سيئة في سرد أفكارها و توعية الناس في الأوقاتِ الغير مناسبة...ليس لانها تحب إزعاج الناس هي بالاحرى لا تملك حِسَ قراءة الأجواء.
لونا طالبةٌ جامعية تَختصُ بالهندسةِ التكنولوجية، لديها إطلاعٌ واسعٌ في مجال الروبوتاتِ و تصميم الديناميكيات الآلية...لكنها تولي مُؤخرا اهتماما كبيرا في نظرياتِ المؤامرة و غيرها من الإشاعات.
لديها عينان خضراوات ترى من خلالهما مجرى الحياة في مدينتها، لونا تبلغُ من العمر 21 عاماً قامتها قصيرة نوعاً ما بغض النظر عن عمرها ف تتلقى معاملة مختلفة في مواقف اجتماعية عديدة مما يجعلها تغضب بسرعة لكنها تملك شخصية قوية رغم حجمها الصغير اسلوبها ناضجٌ و أنيق، تملِكُ ذوقاً رفيعاً في اختيار الملابس و طُرُقِ العيش الصحية و غيرها.
وجهها ناعِمٌ و مدور قليلاً شعرها طويلٌ بُنيُّ اللون يغطي ظهرها الصغير بُنيتها صغيرةٌ وناعمة تُشبِه الدمى في ملامحها عيناها كبيرتان و جميلتان بشرتها صافيةٌ ملمسها كالحرير...تبدو كعارضاتِ الأزياء المشهورين.
لكنها لم تهتم يوماً لهذه الامورِ الثانوية صحيحٌ أنها تَهتَمُ لمظهرها لكن تفكيرها دائم الانشغال في عملها و تحرياتها...من الأماكن التي تقضي كثيراً من وقتها فيه هي متجر الكتب...أجل الكُتب لا زال لها وجود لكنها قليلة...مَتجرٌ أو اثنين المتبقيين في كلِ المدينة.
و متجر (pure ink) او الحبرُ النقي هو المكان الذي تتجهُ إليه لونا الآن.
.
.
.
صباحٌ مُنعشٌ بنسيمٍ بارد و سماءٍ رماديةٍ لامعة...الحركة المرورية المعتادة لمدينة نيولايت من يرى المدينة الآن لن يعرفها ليلاً...العمالُ يُبعدونُ الطبقة المتجمدة عن الشوارع و طائراتُ الدرون تحمل الاعلانات التجارية  فوقَ العامة...الناس تسيرُ إلى اعمالها و اشغالها في طرقاتٍ منظمةٍ بدقة و الازدحامُ البشري يجعلُ من المدينة تبدو نشيطةً دائما.
حينَ وصلتْ لونا إلى بابِ المتجر لَفتَ نظرها طِفلةٌ تبكي عند جانبِ الطريق...وحيدةٌ تماماً يَمر من امامها الناس و كانهم لا يرونها...لا يسمعونها...لا يرودون التدخل في شأنها...
لم تترك لونا للتردُدِ مجالاً في قلبها و مشت نحو الفتاة بخطواتٍ مُتألمةٍ على حال الناس.
"هل أنتي بخير يا عزيزتي؟! أين ولادتكِ؟" لونا على رُكبتيها أمام الفتاة  تواسيها...
الفتاة تبكي بلا توقف...لا يبدو أنها في حالِ يسمحُ لها بالانتباه الى ما يجري حولها...
*طِفلتي ابتعدي عنها!!!* صرخت سيدةٌ تركض من بعيد إلى مكانِ لونا و الفتاة...لونا على قدميها.
"لقد كنت أتفقدها فقط...كانت تبكي-"
"قلت لكِ لا تحدثي الغرباء ألم أفعل!" وبخت السيدةُ متجاهلةً وجود لونا كانها لا توجد اصلاً.
ذهبت الفتاة برفقة أمها تاركةً كومة غضبٍ خلفها تنتظر أن تتعرض لضغطِ واحد حتى تنفجر...
" واحد...اثنان...نفس...ثلاثة...نفس..." البقاء هادئين في مواقف كثيرة مؤخراً قد يُزيحُ عن النفس الكثير من الضغط و الازعاج لهذا دائما ما تحاول ضبطَ نفسها.
عادت لونا لتدخل المتجر من الباب الزجاجي قديم التصميم ليس بالباب الآلي حتى إنما هو عن طريق الدفع و السحب و هذا هو الجزء المفضل للونا عند وصولها.
.
.
.
المتجر صغيرُ الحجم بإضاءةِ خافتة و جدرانٍ بيضاء تجعله أكثر صغراً عنما يبدو، على يمين الباب توجد نافِذةُ الدفع و مكتب صاحبة المتجر...على الجهةِ اليسرى اريكةٌ صوفية و أمامها طوالةٌ خشبية قديمة لكنها مرتبة و عليها بعض الكتب...و في الأمام ثلاثة رفوف خشبية عتيقة تضم بين رفوفها مجموعة من مختلف انواع الكتب ليسوا بالكثير لكنهم مُثيرينَ للاهتمام.
مشت لونا إلى نافِذةِ البيع...الطاولة مرتفعة نوعاً ما حتى على الاشخاص العاديين مما جعل لونا تبدو كالطفلةِ أمامها...ترى عيناها و انفها و جزء رأسها العلوي فقط من خلال النافذةِ المستديرة للمكتب.
"صباح الخير ~جيسيكا!~ هل عثرتِ على ما طلبته منكِ؟!" مدت لونا يدا واضعةً ورقةً صغيرة خلف النافذة...
نظرت جيسيكا الى الورقة من فوق كتابها التي تقراهُ دائما ثُم نظرت إلى لونا التي تبدو متحمسةً نوعا ما مع بسمةٍ غريبةِ تعلو وجهها.
"القسم الاول الرف الرابع من للاسفل، ابحثي بنفسك." عادت جيسيكا لكتابها...جيسيكا شخصيةٌ غامضة بالنسبة للونا، بالكاد تعرف أي شيئ عنها عدا أنها في نفس عمرها تقريباً...شعر جيسيكا الأزرق القصير يثيرُ أعجاب لونا لكنها تكره الاعتراف نظراً لمبدئها بطبيعية المظهر.
.
.
.
أجواء المتجر هادئة جداً فلا أحد يهتم حقاً للكتب في هذا الزمن لم يعد لها قيمةٌ للكثير من الاشخاص لكنها كنوزٌ نادرةٌ لقِلةٍ من الناس كحالِ لونا...الكتبُ تسبحُ في غبارٍ يعانقها منذُ مدةٍ طويلةَ...مِئات الكتبِ التي تنتظر ملامسة يد أحدهم تنتظر أن تُفتح و تقلبَ صفحاتها، بينما تمشي لونا داخلِ الممر الضيقِ بين الرف الاول و الحائط تبحثُ بين الكتب و تلامسها سَمِعتْ محادثةً بين رجلين آتيةٌ من آخر الممر...الفضول تملكها ستظهر إحدا عاداتها السيئة تحركت خطوتين للأمام لتحصل على سمعٍ أفضل...اصبحت المحادثة أكثر وضوحاً...
*فَقط أخبرني بالحقيقة...هذا كل ما اريد...*
*هل أنت أحمق! أتُريدُ قتلنا؟!!*
همساتُ المحادثة أصبحت أكثرَ إثارة...توقفت لونا عند نهاية الرف و اسندت ظهرها عليه...التركيز في المحادثة صعبٌ من هذه الزاوية...
أرادت الاقتراب اكثر...خطوة حذِرةٌ جداً...تميل برأسها لتحصل على نظرةٍ خاطفة...لكن ما شهادته لجزءٍ من الثانية كان احد الرجلين يُدفعُ بقوة نحوها...تراجعت و تجمدت في مكانها و الرجل سقط على الارض بجانبها تماماً.
تحدثت أعينهم لوهلةَ...
"لا تعد ألى هنا مجدداً آدم!! أنت لم تعد مرحباً بك هنا"
صوت الرجل الاخر قاطعَ النظرات التي كادت تكون أطول الثواني في حياة لونا...
"هل انت بخير؟!"
نظرات الاحراج تأكلُ لونا حتى شعرت أنه لم يكن عليها التدخل...
"أنا بخير..." وقف على قدميه و امسك الكتاب الذي سقط منه،
خيبةُ الأمل باديةٌ عليه...مر من جانبها آخذاً كتاباً آخر من جانب راسها و رائحةُ عطره أخذت عقلها...
نسيت أمرَ كتابها و لحقت بآدم الى نافِذةِ الشراء...راقبته من بعيدٍ و هو يدفعُ الحساب و يغادر المتجر متجهاً يمينَ الشراع...انطلقت خلفه دون تردد...
"سأشتري الكتاب المرة المقبلة!" قالتها و هي تخرج مسرعةً خلف الفتى الذي أثار فضولها كثيراً.
"لا يهم يا فتاة" نبرة البرود في صوت جيسيكا يقينٌ على أنها ليست المرة الاولى التي تفعل فيها لونا هذه التصرفات.
.
.
.
الشارع مزدحم كالعادة...الكثير من الاشخاص يأتون و يذهبون التوغل بينهم يمكن ان يشكل صعوبة و خاصة لمن هم في حجم لونا لكنها تشقُ طريقها بين الناس دون توقف...تمشي بين الحشود كما لو ان حياتها تعتمد على العثور على ذلك الفتى...انفاسٌ تتسارع رؤيةُ تصعب اكثر، الى ان ظهرَ كتِفِ آدم امامها من بين بعض الاشخاص...لم تضيع اي وقتٍ في الاستاذان للمرور و شقت طريقها بين مجموعة الناس المنزعجين منها...
أمسكتها يدٌ من الجانب و سحبتها الى زُقاقٍ بعيدٍ عن ازدحامِ الشارع.
ظهرها إلى الحائط أنفاسها تتسارع يداها مثبتةٌ بجانبها عيناها لا ترى شيئ سوا عيني آدم...
"لماذا تلحقين بي؟"
تريدُ الحديث...تُريدُ التعبير...لا جدوى الكلام لا يخرج...
"ماذا تريدين ؟ من انتي؟"
*تحدثي! قولي شيئاً!*
تحدث نفسها...
تراجع آدم و لم يتردد بتركها و التعمقِ في الزقاق...
"مهلاً انتظر!"
نادت لونا...
"لن أنتظر"
"لقد سَمِعتُ الحديثَ الذي دار بينكَ و بينَ الرجل الآخر!.."
توقف الوقت...حلَّ الصمت...
"ماذا تريدين؟؟!"
عاد ادم ليُقَلِصَ المسافة بينهما أكثر...و عادتَ أنفاس لونا للتسارع...
"لم أقصد التدخل...صدقني لكن حديثكم أثارَ فضولي" نَظَرتْ إلى عُنقِ ادم لترى قِطعة معدنيةً موضوعةٌ ك القلادة حولَ عُنقه...
"هذهِ القطة من اين حصلت عليها؟؟!"
تغير الجو...حل هدوءٌ غريب...
أمسك ادم القطعة بكفِ يده و أمسكَ كَتِفَ لونا باليد الاخرة...
"هل تعرفين ما هي؟؟؟" نبرته تغيرت...انها اكثر حدة اكثر تنبهاً...أكثرُ خوفاً.
"ليس هنا...تعال معي!"
ابعدت جسدها الصغير عن ادم و سارت نحوى الشارع معلقةً نظراته  عليها...
"هل أنت قادم؟"
.
.
.
توقفتْ سيارةُ أجرةٍ عند أحد المباني الضخمةِ في حيٍ هادءٍ، تَرجلَ منها آدم و لونا و ذهبت السيارة في طريقها بعد ان دفع ادم الحساب، نظر الى لونا ليرى انها تسير نحو بابِ المبنى...
"أين نحن؟!" لَحِقَ بها...
"أنا أعيشُ...هنا." تبحثُ في حقيبتها عن شيئٍ ما...نظراتُ آدم تملئها الكثير من الأسئلة لكنه ينتظر في صبر لا يعلم الى متى يدوم...
اخرجت لونا بطاقة معدنية من الحقيبة و مسحت بها على جهاز مسحِ ضوئي صغير على جانبِ الباب...
*الدخول مسموح*
فُتحَ الباب و اكمل الاثنان طريقهما إلى الطابق ال24...
"لماذا أتيتِ بي الى هنا؟"
"انت تريد أن تعرف ما هذه التي تحملها في عنقك...وانا اريد ان اعرف كيف حصلت عليها!"
"لماذا يهُمكِ الامر؟!"
توقفت لونا لتواجه عيني ادم لكن حجمها الصغير يجعلها اقل تهديداً بالنسبة له...
المسافة بينهما غيرُ واقعية...*إنه قريب...أنه قريب...انه قريب...*
"وصلنا...."
فتحت الباب من خلفها و دخلت ملقيةً بمعطفها الاسود الطويل على الارض تارِكةً ادم خلفها الذي لا يعرف ما يفعل الان...
"أدخل!" نادت لونا من الشقة.
دَخَلَ آدم الشقة و أغلقَ الباب خلفه بعضُ الخجل و القلق يمتَزِجانِ في قلبه يحاولُ جاهداً عدمَ اظهار اي من المشاعر المضطربة التي تراوده...
"ماذا تُريدُ أن تشرب؟" وضعت لونا حقيبتها على الاريكة الوحيدة التي توجد في غرفةِ المعيشة الواسعة...
"انا بخير...لا أريدُ شيئاً." ادم لا يستطيع ابقاء نظهر على عيني لونا...
"ربما تمضي اليوم كله هنا...اعتبر نفسك في منزلك" خلعت لونا حذائها و وضعته بجانب الاريكة...
"ساغير ملابسي و أعود خذ راحتك في ما تشاء المطبخ على يمينك هناك و الحمام عند ذاك الباب في الزاوية...الباب بجانب الحمام...إياكَ أن تفتحه!" امسكت بحقيبتها و مشت إلى غرفة نومها، هدوء...الهدوء قاتل...آدم يتلفتُ يميناً و يساراً لا يعرفُ ماذا يفعل في مثل هذا الموقف...هذهِ مرته الاولى في منزلِ شخصٍ آخر.
جلسَ على الاريكةِ بصعوبة آلافُ الافكار تترددُ على رأسه هو مشوش...متعب...ليس لديه خيارٌ آخر.
فُتِح بابُ الغرفةِ أخيراً مرت الدقائق كأنها ساعات...أما الثواني القادمة فقد تكون اياماً و شهور...لم يكن ادم ينظر الى لونا جيداً بسبب الخجل و التسرع...لكنه لاحظ الآن جمالها و لطافة ملامحها، رياحٌ شديدةٌ تعصِفُ بأشجارِ قلبه...عُقَدٌ في لسانه و الكلامات ترفض الخروج...
"حسناً...اسفة لجعلك تنتظر، أعلم كم تشعر بالفضول...انا مثلك"...نظارات...لونا ترتدي نظاراتٍ للقراءة...تربط شعرها لأعلى خصلتين ترفضان مفارقة وجنتيها...
فجاة اصبح العالم اكثر هدوء اكثر لطفاً...اصبح ادم غير قادرٍ على النظرِ بعيداً.
جلست لونًا بجواره و مدت كف يدها نحوه...
"ماذا؟!"
"القلادة!" وضع يده على القلادة...
"لن آكلها أريد رؤيتها!" نظراتها غيرُ عادية نظراتها غير عادية نظراتها غير عادية...
"هذا الرمز الذي ترتديه هلق تعرفُ إلى ما يُشير؟"
خلع ادم القلادة و سلمها الى لونا...
"لا اعرف...تبدو مألوفةً جداً لهذا أحاول ان اعرف ما هي...انتي تعرفين ؟!!"
"بالتاكيد اعرف! لكن لستُ واثقةً بأنها حقيقية..." القطعة تستقر بين اصابعِ لونا و تلامس كل زواية منها...تتفقدها كانها قطعة ذهبٍ او ماس...
"لا أصدق...إنها حقيقية!!!" ابتسامتها اشرقت و تغيرت ملامِحها الفضول يجدُ طريقهُ في عينيها...
"أين عثرتَ عليها ؟!!" امسكت بكتف ادم...نسى كيف يتنفس...الوقت لم يعد له وجود.
"لقد عثرتُ عليها في الطريق..." نظرَ بعيداً...
"سأقول انك لا اريد اخباري...ولكن أتمنى انك تدرك مدى جدية الامر..." اعادت اليه قطعته المعدنية،
"هذه القطعة هي الرمز السري لقواتِ الجناح الواحد!"
"الجناحُ الواحد!!؟" نظر ادم الى القطعة باستغراب...
"أجل، ولكن اصحاب المراتب العالية من يملكون مثلها...ظننتُ انها ستبقى مجرد اشعاعية او خرافة يتناقلها الناس!...لم اظن يوماً اني سأراها امامي هكذا" جلست على إحدى ساقيها...
"كيفَ عرفتِ هذا؟ أليس من المفترضِ أن تكونَ سرية؟!"
" أجل صحيح...لكن انا لدي مصادر موثوقةٌ أجمع منها المعلومات..."
وقفت لونا و بخطواتٍ صغيرة حافيةَ القدمين سارت نحو نافذتها الكبير التي تطل على افق المدينة...
"هل تعرفُ (nightwing) او ~جناحُ الليل~؟"
ليست لديه أي فكرة عما تتحدث...شعرَ كانه من خارجِ المدينة...
"ما هو جناحُ الليل؟؟"
ابتسمت لونا...ابتسامتها ساحرة...ليس وقت التفكير...لم يعد بامكانه متابعةُ الجلوس هكذا...
"ليس ما...بالمن!...جناحُ الليل ليست شيئاً إنما هم مجموعة من الاشخاص الذين يرفضون طُرُقَ (الريكونستراكشن)...هم الذين يغامِرون بأنفسهم بحثاً عن الإجابات...هُم المتمردون!."
.
.
.
و كأن باباً جديداً فُتحِ في وجه ادم ربما هذا هو...ربما هناك يكمن الجواب...ربما كل ما تسائل عنه ادم قد يجِدهُ عند جناحِ الليل.
.
.
.
"أريدُ مقابلتهم."
.

WinglessWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu