DISABILITY || إعَـــــاقــة || JJK

05

♡ ..قِـراءة ممتِعـة .. ♡

.........

نَفَخْت عَلَى عَوْدِ الثِّقاب المشتعل تطفئه بَعْدَمَا أَشْعَلْت أَحَدٌ الشُّمُوع المعطرة عَلَى جَانِبِ الْمَكْتَب ثُمَّ رَفَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهَا و اقْتَرَبَت لَه تَدْفَع بَعْض الْهَوَاء الْمُخْتَلِط بِالعِطْر نَاحِيَةٍ مِنْ يُمْسِك كُلًّا جَانِبَيْ رَأْسِهِ بِنَفَاذ صَبَر .

" هَذِهِ إحْدَى أَفْضَلُ أَنْوَاعِ الشُّمُوع المعطرة لَدَيّ ...
حَتْمًا ستساعدك عَلَى الشُّعُور بِالِاسْتِرْخَاء و الهُدوء أَثْنَاء الْعَـمَلِ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ مَعِي أَنَّهَا جَيِّدَةٌ حَقًّا "
تَجَاهُلُهَا و حَاوَل بِشِدَّة تَجَرَّع رَشْفة أُخْرَى كَبِيرَةً مِنْ القَهْوَة لَكِنَّه يُشْعِر و كَأَنَّه سيستفرغ فِي أيَةِ لَحْـظَة .

شَغَلَت إحْدَى معزوفات البيانو الْهَادِئة عَلَى هاتفها و جَلَسَتْ عَلَى حَافَّةِ مَكْتَبِه تُغْلِق عَيْنَيْهَا و تتنهد بِرَاحَة .
" أَصْبَحَ الْمَكَانُ أَفْضَلُ هَكَذَا ! "

التَّفَتُّت تَدورُ حَوْلَ نَفْسِهَا بفستانها الأَزْرَق السماوي الْوَاسِع ذَاك ثم رمْت بِجَسَدِهَا عَلَى الْكُرْسِيِّ تقهقه بِعُلُوّ .
" جَلَسَتْ عَلَى الْكُرْسِيِّ فِي النِّهَايَةِ !
لَا تَغْضَبْ سيدي فَقَد جَفَّت القَهْوَة عَلَى ملابسي أَسَاسًا "

أَنَّه يَتَجَاهَلُهَا و يُحَاوِل التركيز عَلَى عَمَلِهِ بِشِدَّة . . .
أَمْسَك فِنْجان القَهْوَة و اِرْتَشَف مِنْهُ وَ لَم يُبْدِي أَي مَلامِح متقززة مُنْذ بَدَأ يَشْرَب هَاتِه القَهْوَة الْمُسْكِرَة للغاية  .

وَضَع كَمِّيَّةٍ مِنَ الْأَوْرَاقِ عَلَى سَطْحٍ الْمَكْتَب بِجَانِبِه و أَلْصَق بِهَا مُلَاحَظَة صَغِيرَة لِيَتَذَكَّرَ مَا سيفعله بِشَأْنِهِم لَاحِقًا .
" التَّرْتِيب حَسَب الحُرُوفِ الأَبَجَدِيَّةِ "

أَنَّه مُنْغَمِسٌ فِي الْعَمَلِ بِشِدَّة لِدَرَجَة أَنَّه يَرْتَشِف مِن القَهْوَة بِهُدُوء مِن الْحِين لِلْآخَر و مُنْسَجِم مَع مُوسِيقَى البيانو و رَائِحَة الشُّمُوع المعطرة . . .

اِنْسَجَمَ مَعَ جَوّ الْمَكَان الْهَادِيء و المريح بِشَكْل مَا وَ قَدْ نَسِيَ تَوَاجَد تِلْك الْمُزْعِجَة مَعَهُ فِي مَكْتَبِهِ .

اُلْتُقِطَت هي حُزْمَةٌ الْأَوْرَاق تِلْك و قَرَأْت الْمُلَاحَظَة الصَّغِيرَةُ عَلَيْهَا .

و فَكَّرْت . . . لِمَا لَا تُسَاعِدهُ فِي هَذَا ؟
عَدَلَت كرسيها أمَام الْمَكْتَب و بَدَأَت فِي تَرْتِيبِ الْأَوْرَاق حَسَب الحُرُوفِ الأَبَجَدِيَّةِ .