الخاتمة

157 10 6
                                    

الخاتمة

وهكذا أحبتي نصل إلى خلاصة روايتنا التي أحببت رفقتكم فيها أكثر من كل شيء.
لقد اجتمعنا معا بأبطال أحببناهم وعشنا معهم أطرف وأجمل اللحظات.

ريان، الرجل المتهكم الساخر، الذي لبس قناع الشر ليغطي ضعف أيامه السابقة والذي سلك طريق الاجرام ليعيد الاعتبار لذاته... مضى طويلا في طريق مظلم بلا نهاية يملؤه الحقد وتسكنه الضغينة... ليدرك في الأخير أنه قد ضل في دروب الحياة. واجتهد ليعود على الخط الصحيح ويعرف أن له خالقا يرعاه وأنه سيمحو ذنوبه ويطهر قلبه إذا ما كان صادقا في توبته، وأخيرا أصبح انسانا من جديد... وهاهو يعيش حياته بسعادة وراحة.
بصراحة هو من أجمل الشخصيات التي كتبتها بحياتي حتى الآن، عندما أجلس للكتابة أبدأ بالضحك حتى ألفت انتباه من حولي فلا أسمع إلا: بسم الله الرحمان الرحيم... مع أي جني تضحكين؟... جننت؟... ما بك؟

ميس، الفتاة التي عانت من الحياة طويلا فمن حزن إلى ألم ومن سيئ لأسوأ، لكنها مثال للفتاة القوية التي تكابد الحياة وتجاهد من أجل غد أفضل، ومن أجمل كلامها " دائما أتذكر أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء وأعزي نفسي بأني سألقى كل أحبتي بالدار الثانية... ثم أمني نفسي بصباح مشرق في غد جميل..." هكذا هو المتفائل في الحياة مهما تعددت سقطاته إلا أنه يقف على قدميه من جديد وبعزيمة تفوق سابقتها، هي مثال المرأة الصابرة والقوية...
الحقيقة أنني ظلمت الفتاة كثيرا لو وُجِدَت في الحياة لشتمتني طويلا... لم أترك مصيبة إلا وأنزلتها بها ! لكن إذا رجعنا للواقع المر فهناك أناس يتعذبون أكثر منها بكثير...

نهاد، الفتاة المتهورة -إن صح التعبير-، التي نظرت إلى قلب من تحب نظرة اخترقت بها كل الحواجز وتمكنت من التعرف إلى الضعيف المنكسر بداخه. وفي الأخير سامحته لطيبتها ولحبها الشديد له.
شخصية نهاد بالفصول الأولى وأنا أكتب عن اقتحامها لعالم ريان كانت أحب تجربة على قلبي... استمتعت كثيرا بتسطير أحداثهما المختلفة، لقد أحببت العيش في رومانسيتها الحالمة... دوختني هي ونزار قباني...

ناريمان، انسانة أنانية ومسيطرة، عاشت حياة الفساد حتى غرقت فيه فأصبح خروجها منه مستحيلا، خصوصا نظرة المجتمع الذي لا يرحم، والتي تقذفها إلى نقطة الصفر كلما حاولت التسلق للقمة... قدمت لها الحياة أكثر من فرصة، لكنها كانت تركن إلى الاستسلام و
تحميل خيباتها على كاهل الآخرين. ابتعدت عن درب النجاة فوقعت من هوة المنحدر وكانت نهايتها سيئة للغاية، وهذه قد تكون نهاية أي انسان ينغمس في المعصية التي تبدو فاتنة بلذة لا تظاهى ليجد نفسه في الأخير أسفل السافلين، حتى إذا ما حاول تخليص نفسه وإراحتها وبدل أن يوجهها لبارئها وضع لها حدا بطريقته الخاطئة فأضحى يتدحرج إلى أسفل الدركات...
أحببت أن تكون ناريمان مثال أحذر به الناس من الغفلة من الضياع، أحببت أن ألفت النظر لظاهرة الانتحار التي باتت متفشية في كل المجتمعات... الانتحار لم يكن يوما الحل للمشاكل، الانتحار هو الطامة العظمى في حد ذاته...

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملWhere stories live. Discover now