الفصل السادس والعشرون

68 4 0
                                    

الفصل السادس والعشرون



بعد خمس سنوات

*
*
*

وتوالت الأيام والأسابيع والشهور والسنوات....
مضت خمس سنوات حملت معها حياة جديدة للجميع...
خمس سنوات... تغير فيها الكثير، عرفت أفراحا وزيجات... وعرفت أيضا أحزانا وانكسارات....
هكذا هي الحياة ، كل صباح يحمل حكاية يوم جديد وإن تشابهت بعض ملامحه مع البارحة وقبلها إلا أن هناك دوما ما يجعله مميزا عن أمسه... مثل الكتاب كلما طويت صفحة ابتعدت عن البداية وتوغلت أكثر... ومع كل صفحة من صفحات هذه الحياة نتقدم يوما واحدا بالعمر.

365 ضرب 5، يعني وفرت عليكم قراءة 1825 صفحه.
لنرى ما حل بأبطال قصتنا...

إنها نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع، ذابت الثلوج وانتشرت برك المياه والأوحال... بدأت الأغصان الجرداء باكتساب لونها الجميل مع بعض الوريقات... مازالت السماء تمطر أحيانا ومازالت تبرق، وأحيانا تهب بعض الرياح العاصفة المحملة بصقيع الجبال...
مثلما كانت البداية مع لينا... سوف نبدأ الآن أيضا مع لينا.

لينا آل شاهين تجلس كعادتها على كرسيها الأسود بمكتبها آخر الرواق تطرق بأصابعها على الطاولة تباعا وعقلها يغوص بالماضي القريب.
لينا: آه منك يا أبي... لماذا تصر دائما على التدخل في حياتي.
وتأملت آثار جرح ندبة أعلى جبينها بمرآة صغيرة الحجم كانت بدرج مكتبها.
لينا: آثار ضربك لي مازالت شاهدة على غطرستك... وروحك الحاقدة على ريان لم تشف مطلقا... أعلم أنك قبلت أن أعود لمنزلك فقط من أجل جعلي تحت سيطرتك من جديد وأن تنتقم مني لما فعلته بالتقسيط... جرعة جرعة.
ثم تنهدت بألم. وهي تتذكر صورة والدها وهو يطرد فواز وبيده باقة ورد خارج البيت ثم ألقى خلفه علبة الحلوى وهدده أنه سيقتله إن تجرأ واقترب من لينا من جديد.
لينا: لقد أحببته رغم كل شيء... ومازلت... أنا لن أنساك يا فواز رغم أنك تزوجت غيري.
وصمتت مطولا وروحها تتأرجح بين خيارين.
لينا: أعلم أنني فقدتك وأنك تحاول البدأ من جديد... لكنني لا أستطيع ذلك فكلما تذكرت ابتسامتك أركن إلى آلامي من جديد... رفضك أبي لأنك ذو سوابق ودون مستواي... وقبل بهذا المعتوه لأنه ثري وذو مكانة... لكن كيف لقلبه المليء بالكراهية أن يعرف أن الحب لا يفتش الجيوب.
وهي على حالها ذاك طرق فراس الباب وأطل بابتسامة.
فراس: حبيبتي، جئت لاصطحابك.
حاولت لينا صنع الابتسامة على وجهها لكن الغيظ بقلبها يمنعها من ذلك.
لينا: لا داعي يا فراس أن تزعج نفسك طوال الوقت... يمكنني العودة وحدي.
فراس: لا إزعاج مطلقا... كما أنني أنهيت كل أعمالي، هيا بنا.
وقفت لينا تفك أزرار مئزرها في شروذ وهي تحدث نفسها: نصب نفسه رقيبا علي في كل تحركاتي... لا و الأدهى من هذا أنه لم يمض على زواجنا أكثر من ستة أشهر وهو يلمح لي أن أتوقف عن العمل... تبا له من بليد، يعتقد أنني سأخضع لقوانينه...

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملWhere stories live. Discover now