الفصل الخامس عشر

65 5 0
                                    

الفصل الخامس عشر



رفع ليوباردو رأسه إلى أعلى الدرج ونادى على نهاد التي جاءت مبهوتة مفزوعة
على عجل ولم تجرؤ على النزول خوفا من أخيها.
نهاد: ما الأمر! هل من سوء؟
ليوباردو: تتزوجينني...
ماهذا الكلام ؟هل يمازحها الآن؟... بقيت تحدق به للحظات بعيون توسعت عن آخرها وعقلها يريد أن تفسيرا منطقيا لكلماته تلك والتي كانت واضحة جدا.
ليوباردو: ماذا؟ ألست موافقة!
أيعقل أن يتخذ قرارا كهذا بين ليلة وضحاها... مالذي جعله يعرض عليها الزواج مرة واحدة !!!! كانت ستجن لتعرف فيما يفكر هذا الرجل غريب الأطوار. زال شحوب وجهها وتلاشت معالم الدهشة لترتسم ابتسامة رقيقة تشع سعادة وأومأت برأسها موافقة فقد انعقد لسانها ولم تعد تستطيع الكلام. وتحركت بخطوات متثاقلة لتنزل الدرج فصاح بها فراس.
فراس: ألم أطلب منك أن تندفني بغرفتك!
توقفت نهاد مرعوبة من صوت أخيها المرتفع ورجعت أدراجها وهي تلتفت إليهما من حين لآخر.
فراس: إن أدمعت هذه العيون الفرحة سيكون حسابك معي عسير.

كانت لينا بغرفة الاستقبال تنتظر ضيوفها وهي تضع آخر اللمسات على أواني الزهور.
لينا: كل شيء بمكانه.
ناريمان: هل يعتزم هذا الدكتور الزواج بك؟
لينا: لا تعطي العنان لمخيلتك عزيزتي، إنه زميلي بالعمل.
ناريمان: وأمه زميلة لك أيضًا!
لم تجب لينا ناريمان حتى لا تدخل معها في جدال عقيم فهي تعرف حسدها وغيرتها جيدا، ثم جاءت بهية.
بهية: لقد جهزت كل شيء... الحلوى لذيذة.
لينا: تأخر ليوباردو! ألن يأتي؟ حاولت الاتصال به لكن هاتفه مقفل، لا بد وأنه قد نفذ شحنه.
جاءت الجدة تدفع بعجلات كرسيها المتحرك.
الجدة: الجهاز الأوتوماتيكي بالكرسي لا يعمل...
لينا: ربما هو عطل خفيف.
ناريمان: سأتفقد الأمر.

كان ليوباردو واقفًا تحت شجرة البلوط وهو ينظر إلى أبعد نقطة امتد لها بصره من الحقل.
ليس يدري لماذا تخطر صورة أمه بباله الآن... وهل فارقت مخيلته أصلا؟ إنه يستيقظ على صرخات آلامها وينام وهو يجفف دموعها... كان صغيرا من دون حول ولا قوة وقتها وليس باليد حيلة غير التفرج على آهاتها واختزان الحقد والكره كل يوم أكثر، لو أنه كان رجلا قويا مثل ماهو عليه اليوم لما سمح لأحد بأن يدوسها بالأقدام وإن كان والده... لكن ألا يكفيه أنه قتله؟ لماذا لا يخفف هذا من عذابه؟

وصل الضيوف فأدخلتهم لينا بينما كانت ناريمان منشغلة مع الجهاز محاولة إصلاحه.
ناريمان: لقد تعطل الجهاز، مبارك عليك ناريمان، سيتعين عليك دفع كرسي جدتك المتحرك من الآن فصاعدًا...
أسرعت لينا إليهم وطلبت منهم الترحيب بالضيوف ثم جلس الجميع بغرفة الاستقبال.
لينا: هذه جدتي أم والدي، وهذا منزلها...
فقاطعتها الجدة.
الجدة: كتبته مؤخرًا باسم ابنتي أروى على أمل أن تعود ذات يوم فتجد مكانًا تأوي إليه، أولادي الشباب أخذوا كل شيء و...
فقاطعتها لينا حتى لا تفضح أسرارهم العائلية.
لينا: المعذرة منك جدتي... سأعرفهم على البقية. هذه ابنة عمي ناريمان، وهذه الخالة بهية إنها رفيقة جدتي منذ زمن.
سماح: تشرفت بمعرفتكم... أنا أدعى سماح وهذا ابني حسن إنه دكتور، وهذه حفيدتي المدللة ريم.
وبقيت تنظر إلى الجدة. فابتسمت لينا.
لينا: إنها مريضة بعض الشيء... تعاني من..
وقبل أن تتم كلامها قاطعتها الجدة.
الجدة: مريضة بماذا أيتها الفتاة! أمرضك الله بداء الكلب، أنا بخير وعافية وآكل الكثير من الحلوى المحلاة بالعسل لا أعاني من السكر ولا من ارتفاع ضغط الدم ولست خروفًا كما يقولون.
ناريمان: تقصد أنها بدأت تخرف.
فسحبت الجدة عصاها وضربت ناريمان على فخذها فصاحت من الألم.
الجدة: هذا حتى تتعلمي الأدب.
ثم نظرت إلى الضيوف.
الجدة: ألن تقدموا طعامًا طيبًا لضيوفنا!
ناريمان: آلمتني جدتي!
كانت لينا تموت خجلا ثم قفزت من مكانها مسرعة إلى المطبخ ولحقت بها بهية لتقديم الطعام.

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملМесто, где живут истории. Откройте их для себя