١٠

45 20 0
                                    

Kang Sung-Cheol POV

في ظهيرة يوم قائظ الحرّ أقلق غفوتي صوت مزعج أظنّه صادر عن طائرة حربية في صدد إتمام مهمة في مكان لستُ أدري موقعه بالتحديد.

في البداية، حاولتُ تجاهله، مقرفصاً بجانب حجرة أصغر خيول السيد _والتي كلّفت بالاعتناء بها بشكل خاصّ_ حجبتُ النور الخافت عن عينايّ بساعدي وأسلمتُ نفسي إلى براثن النوم مجدداً.

ذلك حين شعرتْ سوزان بالخطر فأخذت تصهل بجنون.

عدة لحظات انقضت قبل أن تشاركها الخيول المجاورة ذات الجنون.

استويتُ واقفاً وقد تأهّبتْ كل خلية في جسدي المتعب ولم تعد قادرة على الخمول بعد الآن.

عدستين من الزمرد توسطّتا محجريّ سوزان، وإذ ناظرتها تبيّن لي مقدار ما يعتمرها من خوف.

بحلول هذه اللحظة كان الصمت قد عاد ليخيّم على الإسطبل، ومعظم الحيوانات غاصت في الخمول مجدداً.

أما سوزان الصّغيرة فإنها ما تزال تقف متخشّبة مذعورة في قلب حجرتها.

أعتقد أنّها أدركت بطريقة ما زوال الخطر ولكنّ جسمها لم يعتد على الأمر بعد.

تلاقت أعيننا، فومضت في ذهني ذكريات قريبة عشتها رفقة جارتي هذه.

انضمّت سوزانْ إلى ركب الأحياء منذ قرابة الخمسة أشهر.

وعوضاً عن استنشاق الهواء العبق بأريج الزهور، كان هواء محمّلاً بالبارود هو ما تعرّفت إليه رئتيها للمرة الأولى.

في ذلك الوقت، كان لدى سيدي أعمال مهمة في العاصمة هانيانغ.

رافقناه جميعاً _كما جرت العادة في جميع رحلاته_

احتوت الحافلة على مهر كانت تحمل في جسدها الواهن ما سندعوها لاحقاً 'سوزان'.

انخرطَ سيدي في اجتماعات سرية متتالية مع العديد من قادة الثورة في جوسان، وبذلك تُركنا طيّ الإهمال..

بعد مقاومة دامت لما يناهز الشهرين استسلمت الأم حديثة الولادة للموت مخلّفة مهراً صغيرة تحتاج لأدنى رعاية لم تسمح لنا الحرب بتقديمها.

دوماً ما أسال نفسي.
اليوم، حين يحدّق سيدي في عينيها الزمرديتين علامَ يتم إطلاعه؟
أيّ مشاعر ثقيلة مٌهلِكة تتسلل منها إليه؟
أيّ مخاوف يعاد بثّها في قلبه وروحه؟.

بأناملي العارية خلخلتُ خصلاتها النّاعمة، وإذ فاحت ريح الغسول المنعشة صهلت جارتي براحة، تضمّ هيئتها تعود للنوم.

أقفلتُ الباب الحديدي في مدخل الإسطبل مراعياً هدوء المكان متجبّاً ما أمكنني ذلك إصدار أي صوت غير ضروري، لأتجه إلى الأرجوحة الضخمة في الباحة حيث أتوقع أن أجد سيدي جينيونغ.

Bloody face: Memoir of a VampireTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang