٨

43 22 0
                                    

في حجرة صغيرة توسّد حفنة من الرّجال في منتصف العمر وسائد أرضية وثيرة كانت قد توزّعت حول منضدة خشبية ذات قوائم منخفضة الارتفاع.

السنّ لم يكن النقطة المشتركة الوحيدة التي تجمع الرّجال المتواجدين وتقرّبهم، اللمعة في أعينهم فعلت أيضاً.

لمعة توحي بكمّ الشّهوة المقرفة التي تتصاعد في جسد صاحبها مع كلّ كلمة أخرى تتفوه بها راعية الجلسة؛ التي كانت تشبه حفلاً من نوعٍ خاصّ.

أمام كلّ فرد من الحضور المترقبين، تربع قالب كعك ملفوف ومزيّن يُبرهن للضيف الذي دخل مؤخّراً أن شيئاً ما كان يحدث هنا، شيئاً مميزاً على نحو خاص.

مع كأس من الشّاي الأبيض رحّبت المرأة الأكبر من بين الثّلاث نساء الجالسات متوشّحات بكامل زينتهنّ.

عندما قبل الرّجل شايه برحب يرتشف منه على الفور على مرأى من الأعين المحيطة به، عرّفته المرأة بنفسها قائلةً إنّها تُدعى 'تنغوكو اريسا' وهي مالكة لبيت جيشاوات قريب عن هنا.

دعته إلى زيارة قريبة، ولمّا أبدى اهتمامه بحديثها أخذت تعرّفه إلى 'بناتها'.

الكبرى من بين الاثنتين كان اسمها مورو وهي امرأة تعلو رأسها خصلات ملفوفة بنية اللون ولامعة، عيناها ذات الزرقة الصّافية لمعتا تحت ضوء النّيون الحادّ حين أومأت برأسها تنحني بخفة ترحّب بالرجل بدورها.

الفتاة الأصغر من بينهنّ، والتي علم بمجرد النظر إليها أنّها غايته التي قدم إلى هذا المكان بحثاً عنها.

استقامت المرأى الصّغرى جزئياً تقدّم احترامها للضّيف بانحنائة سلسة الحركات، شفاهها الكبيرة نسبة إلى وجهها ذي الملامح النّاعمة _ولكنّها لم تنقص من جماله شيئاً يُذكر_ تبتسم بلطف قائلة: أنا ناوكو. أرجوك اعتنِ بي

أومأ الزّائر إيجاباً، يمنحها ابتسامة فاترة تلقّفتها بوجه بشوش تعود لترتكن إلى جوار أختها.

أخيراً تسنّى له الاطلاع على مَن سحرت طفله، من فوره تفهم موقف جينيونغ.

لو لم تكُ هنا ترتدي هذا الكيمونو، تلفّ شعرها بمثل هذه الطّريقة الفظة، غامسة وجهها بكمية ضخمة من مسحوق أبيض مقرف.

لسحَبها من دون أدنى تردد يُرشدها إلى منزل ساحرة العشيرة، والتي كان واثقاً أنّها ستسعَد كمَن زار النّعيم، وبالتأكيد لن تفوّت تلميذة مع مستقبل مُبهر تعكسه السماء المظلمة في عينيها واضحاً جلياً مترفّعاً عن أي ارتياب قد يُراود ظَنوناً ما.

أخبرته السيدة الكبرى أنّ طقساً مُهماً كان على وشك أن يبدأ.

حادثاً سيُغيّر مصير ابنتها الصغرى والأحب إلى قلبها مرة واحدة وإلى الأبد.

حسنٌ. الرائحة النتنة المنبعثة عن أفكار مَن يشاركونه الهواء في هذه القاعة، أعطته تلميحاً عمّا قصدته السيدة.

Bloody face: Memoir of a VampireWhere stories live. Discover now