أيـقنت واقعي ♡

الفصـل الأول ♡

تحب رائحة القهوة مع الصباح تستنشقها وتتلذذها ببخارها كأنها تستمد طاقتها من كوب قهوتها الصباحي، تنظر خلسة من شباك المطبخ لعلها ترى احد عائلتها قد افاق، تتأكد من كونها وحدها فتحمل قهوتها بيمينها وقطعة الخبز المطلي عليها مربى المشمش بيسارها مهرولة الى غرفة الضيوف، تغلق خلفها مقبض الباب بمرفقها تسرع الى البساط ذو اللون السماوي المفروش على الارض الذي لطالما احبته وتعلقت به فهي تحب الاماكن القريبة من الارض وترفض الجلوس على الاريكة لأن الامر لا يريحها وقت اقامتها بعملها البطولي نعم بطولي بالنسبة لكاتبة جميع كتاباتها ينتهي بها المطاف في سلة الغرفة ومن ثم الى مزبلة گان عملها البطولي ليس شريفا بما يكفي للاحتفاض به
تعشق القراءة وعادة ما يكون ذلك في الليل فهي كائنة ليلة تستمد رغبتها في القراءة من هدوء الليل وحنية بساطها وبرودة الجو اللطيفة التي تنعش رغبتها في اكمال القراءة حتى وقت الفجر، عجيب امرها فهي ما إن تسهر للفجر وهي تقرأ حتى تقوم للصلاة ومن ثم الى الكتابة حتى السادسة والنصف صباحاحتى الآن لم تحتفظ بكلمة واحدة من كتاباتها وحتى هي تجهل السبب او ترفض الاعتراف به رغم ابداعها وتألقها في الكتابة كما كانت تقول اختها وأن انها فقط تحاول تشجيعها على كل فأختها التي تكبرها بعام هي الشخص المقرب لها فهي تشبهها كثيرا في الملامح يكاد يزعم البعض انهما توأم لولا ان اختها تبدو اكثر نضجا منها فهي اجتماعية ومرحة تحب الجميع وقلبها ينبض بالحياة وحب الاستكشاف كما انها تحب الرسم وتبدع فيه فهي موهبتها الوحيدة او بالأحرى الشيئ الوحيد الذي تنجح فيه كما انها ليست متفوقة في دراستها فهي بالكاد تستطيع الانتقال من صف لآخر على عكسها، فقد كانت متميزة ومتفوقة في الدراسة والكل يغار منها ليس لذكائها فقط بل حتى لجمالها فقد كانت جميلة جدا ذات عيون بنية فاتحة شبه عسلية تلفت الانتباه ووجه مستدير كالقمر وشفاه محمرة حمرة طبيعية كانها سقيت من عصير التوت البري الاحمر ذات بشرة ناصعة البياض كانها ارتوت من انقى انواع الحليب وكانت متوسطة القامة تدخل الأفئدة خاصة مع نظراتها الواثقة وصوتها العذب الحاني رغم انها قليلة الكلام الا انها ما إن تنطق حتى يسعد الكل لحسن الفاظها ولباقتها في الكلام
تتجاهل الجميع ولكن لا احد يستطيع تجاهلها هي الفتاة التي لا تحتاج لأحد لكنها ايضا الفتاة التي يحتاج اليها الكل فهي سريعة الفهم ولديها الحل لكل مشكلات العالم الا مشاكلها.
لديها من الغموض ما يكفي لينبذها البعض ويهرب منها خصوصا كونها لا تجيد تكوين الصداقات، هي دائما وحيدة يرافقها كوب قهوتها واحد كتب سلسلة مملكة البلاغة للدكتورة حنان لاشين هي تعشق الروايات الخيالية فهي ملجأها الوحيد من تقلبات الواقع المر دائما ما تهرب من واقعها الى روايت خيالية تعيش معها تارة دور البطلة وتارة اخرى دور احد الشخصيات الثانوية التي تشبهها حتى وإن لم تشبهها على الاقل تحظى بفرصة العيش بين السطور والتأقلم مع التقلبات الورقيةهي تعشق اسمها كونه من العصر الفيكتوري ودائما ما تكتب اشعارا باسمها انجيلا والكل يحسدها عليهلا احد يتوقع ان هذه الفتاة الانطوائية والانعزالية قد تقع يوما في الحب رغم ان هذه الكلمة "الحب"  لا توجد في قاموس اولوياتها ابدا
الا ان للقدر خطة اخرى تغير مجرى حياتها وتجعلها معلقة بين الحلم والواقع لاسيما انها فتاة حالمة.

اتمنى ان تعجبكم الرواية، انها اول تجربة لي
الفصل الاول وضعته قصير سأضع الفصل الثاني اطول انتظروني... ♡