الفصل 15

438 6 0
                                    

أسرع شهاب لمقابلة هاني في أحد المقاهي القريبة بعد ان أخبره هاتفياً ان لديه اخبار جيدة ، ثم هرول في إتجاهه بعد انا وجده جالساً على احدى الطاولات في نهاية المقهى المظلمة ليجده ينظر اليه بابتسامة عريضة تظهر صف اسنانه المنتظم :

" بتضحك على ايه يا سخيف انت"

اعتدل في جلسته مستمرا في الضحك :
" بضحك على الحلو اما تبهدله الأيام "

" طب انجز طيب وقولي عملت ايه"

" لا بجد والله انا مش فاكر اني شوفتك كدا خالص ولا حتى و احنا صغيرين "

"عشان و احنا صغيرين كنت مشغول بتفرج على حكاويك و قصصك كل يومين مع واحدة شكل ، انجززز"

" في الساحل الشمالي ، في الشاليه بتاع الدكتورة صابرين .. لوحدها ..  بس صابرين رايحالها الجمعة دي .. دقيقة كدا و هبعتلك اللوكيشن بالظبط على الواتساب اما يوصلني"

" اللوكيشن!" نظر اليه شهاب بذهول فاغراً فاه
"انت بتجيب التفاصيل دي منين و ازاي كدا"

" الأسيستانت بتاعت بابا اللي ادهاني تظبطلي العيادة صاحبة الأسيستانت بتاعت صابرين الانتيم" ثم أشار بكلا سبابتيه ملاصقهما معاً " بتسمع صابرين بتكلمها في التليفون كل يوم كتير و ساعات تمسكلها التليفون كمان لو اديها مش فاضية فا بتسمعها فالسبيكر "

خفق قلب شهاب الذي اشتاق لسماع صوت صفية هو الآخر ثم تحسس جيبه الذي يضع فيه تليفون صفية الذي يحمله معه دائماً من تلك الليلة المشئومة عسى ان يصله منها اي خبر ، أخرجه من جيبه و نظر اليه حزينا :
" دا تليفونها اللي سابته يوم ما مشيت ، اكيد جابت واحد جديد "

" آه هبعتلك الرقم الجديد برضو "

زفر شهاب بغضب مزيحاً بوجهه الجهة الاخرى ، ربت هاني على كتفه بحرارة و تابع بجدية :
" انا آسف يا شهاب مش قصدي اضايقك انا كنت بهزر بس"

" لا يا هاني كتر خيرك انا زعلان من نفسي مش منك ، يلا انا هقوم بأه ارتب اموري كدا قبل ما السفر "

" افتكر بس ان صابرين رايحة الجمعة" غمز له هاني بعينه وهو يودعه " ابقى طمني"

**************

"فاكرة تاني يوم جوازنا لما قولتلك إنك مبتعرفيش تتقمصي من حد و قولتي أيوة "
سمعت صفية صوته المألوف خلفها ممزوجاً بنبرة جديدة عليها لم تسمعها منه قبل يقطع صوت الأمواج المنتظم في أذنها منذ أيام ، بالرغم من ذلك لم تفزع صفية او بالاحرى لم تبدي ما شعرت به من فزع لحضور شهاب إلى مخبأها الذي ظنت أنه بعيد جداً عنه ..
"اهو انا حاسس انك كنتي بتحوشي كل الزعل اللي زعلتيه من الناس في الدنيا قبل كدا ليا انا لوحدي في الآخر ، بزمتك عمرك زعلتي ولا قسيتي على حد كدا ؟؟!!" اقترب صوته من خلفها مرة أخرى و قد شعرت ان رقبتها تصلبت عاجزة ان تلتفت اليه ،،
" صفية"
ناداها بصوت ملهوف ثم  التف ليرى وجهها للمرة الاولى ولكنها رفضت ان تقابل عينيه الراجيتين ، " بصيلي عشان خاطري "

صفية 🥀Where stories live. Discover now