الفصل 7

459 7 0
                                    

كل خطوة في حياة شهاب كانت مُدبرة هو لم يعتاد الفوضى ولم يألفها هكذا نشأ في منزل  والده الدكتور أحمد عبدالرازق على الصرامة و أنه لا مجال للخطأ ولا مجال للمشاعر و رغم رحيل والده منذ خمس سنوات إلا أنه ظل يخطو على نفس الطريق الذي رسمه والده إلا أن وفاة داليا غيرت كل شيء .

جلس يتذكر ذلك اليوم الذي رأي فيه صفية أول مرة حينما ابلغه حسن موظف الاستقبال ان صفية  التي تعمل  في مركز الاسنان تريد تقريرها على وجه السرعة ، حينما أطلت بصفاء روحها عليه حتى شَعُر انها سحبت كل هواء الغرفة حين دخلت  ، أسرع بمطالعة بياناتها و وجد ان عمرها حين ذاك كان قد تجاوز الثلاثون ، صفية لا توافق أيً من قائمة شروطه لماذا إذن يشعر بذلك الانجذاب الغريب تجاهها لم يكن يعلم ان تجاذب الأرواح لا يتبع أي شروط .. وضع جدارًا بينهما على فور لا يمكن ان يسمح بانجذاب صبياني أحمق في وقت غير مناسب و لشخص غير مناسب ان يحيده عن مسار حياته المخططة بإحكام .. و عندما رأي داليا لأول مرة و رغم اختلاف ملامحهما تمامًا إلا ان وجد فيها شيئا من روح صفية ولكنها على النقيض تماما توافق جميع شروطه .. عندما تم زواجه من داليا و حتى أثناء فترة الخطوبة كان يتجنب صفية في كل مناسبة و فرصة .. كان يشعر بالذنب تجاه داليا و يخجل في داخله من مشاعره السابقة تجاه صفية و لم يكن ليسمح بنظره واحدة خاطئة .

أما الآن فقد أسُقط في يده و إنهارت كل خططه و مجرد فكرة زواج صفية من شخص آخر سواء علاء أم غيره كانت تثير حفيظته ، الآن أيضا لا مجال للمشاعر مصلحة أولاده تأتي في المقدمة و سيفعل أي شيء من أجل هذا الهدف .

" ماما ، انا هتجوز صفية "

" صفية ! ، صفية مين يا ابني "

" صفية اخت داليا يا ماما ، هتكون صفية مين ؟"

" دي كبيرة عليك يا ابني "

" كبيرة ازاي بس يا ماما ، صفية قدي فالسن يمكن اصغر بكام شهر كمان"

" ما هي كدا تبقى كبيرة يا حبيبي ، دا سماح بتقول دي شعرها أبيض "

"شعرها ؟!!" سكت شهاب لحظات يفكر في شعر صفية كان يعلم انه حالك السواد من تلك الخصلات التي يلمحها احيانا تحت حجابها الأبيض  و تساءل لماذا ترتدي صفية وشاحا ابيض دائما ؟!... ثم أعاده صوت والدته للواقع.

"أيوة سماح قالتلي ان شعرها إبيض بدري من الهم ، بعدين انت لسة صغير و ملحقتش تتهنى انت مكملتش سنتين جواز يا ابني "

" انا عندي عيلين صغيرين يا ماما ، مين هترضى تربي اتنين و ترعاهم و بعدين صفية مسيرها تتجوز "

" ما تتجوز يا ابني أخد انا العيال عندي و نجيب بدل الشغالة اتنين "

" يا ماما انا مش عايز عيالي يبقو تربية شغالات وانتي ولا حماتي مهما كان مش هتقدرو عليهم ، انا عايز لهم أم تحبهم و صفية هي الاختيار الوحيد المناسب دلوقتي "

صفية 🥀Where stories live. Discover now