بيت أليخاندرو

404 8 0
                                    

ميرثا :
أغمضت عيني مستشعرة ضوضاء الأطفال في الحديقة..
نسمة هواء عليلة ضربت رقبتي جاعلة من خصلات شعري القصيرة تتطاير بحرية..
أحسست بشيء ناعم يلتف حول قدمي لأسحب قدمي بخوف إلى الأعلى، نظرت إلى الأسفل وتحديداََ إلى تلك القطة ذات الشعر الأسود
ميرثا "يا اللهي، لقد أخفتني أيتها الصغيرة"..
مددت يدي ممسكة بمقدمة رأسها داعكتها بلطف.."كم لونك جميل أيتها القطة!"
أنحنيت قليلاََ نحو الأرض لأرفعها واضعتها في حجري..
توقفت عن مسح القطة بكف يدي نتيجة حمحمة خفيفة صادرة من شخص!
ليو"هل يمكنني الجلوس؟"
علت الصدمة وجهي، ربما لأنني لم أتوقعه أن يكون هنا!
ميرثا" بالتأكيد! "..
تنحيت جانباََ تاركة له مساحة ليجلس..
نظرت إلى القطة التي بدأت تغفو نتيجة حركة يدي المتكررة على جسدها مما بعث لها الأمان.
ميرثا "هل هي قطتك؟"
مد يده هو الأخر واضعها على ظهر القطة..  أرجعت ظهري إلى الوراء قليلاََ سامحة له بالمسح عليها..
ليو" أجل، لقد جلبتها حتى نتهزه سويةً"..
عمَ الصمت بعد أجابته لم يتكلم بعدها أحد.. لأرفع رأسي ناظرة إلى الشمس التي بدأت بالغروب شيئاََ فشيء..
وصوت الأطفال الذي بدء في الأختفاء تدريجياََ..
الليل يحل الجميع سيذهب لمنزله..
ماذا عني أنا؟..
صحوت من شرودي على صوت ليو وهو يسألني..
ليو"بالمناسبة ما الذي جاء بك إلى هنا في هذا الوقت؟"
تنهيدة خرجت من ثغري لأجيبه بعدها..
ميرثا "منزلي.. لقد أحترق!".. تكلمت مع أبتسامة حزينة على وجهي.
لم أكن أعرف أنه سيذعر هكذا لقد كانت ردة فعله غير متوقعة..فقد قام ينظر ألي بتفحص في حال قد أصابني شيء..
ليو" هل أنتِ بخير؟ هل أصابكِ شيء؟ "
شعرت ببرودة في  حجري نتيجة وقوف القطة خوفاََ من صوت ليو العالي!
ميرثا" أنا بخير لا تقلق!"
رفع يده ليدلك وجهه بتوتر مردف..
ليو "لكن أين ستذهبين الأن.. أعني هل لديك مكان أخر تذهبين أليه؟"
ضحكت بستهزاء على فكرة لدي مكان أخر أذهب أليه..
أنا حقاََ أشكر بيلا على دعوتي في المبيت في بيتها لكن لا أريد في التسبب بالمشاكل مع أبيها.. فأن أبيها لا يطيقني لسبب أجهله.
إردت أن أجيبه لكن تعالى صوت رنين الهاتف لأتعذر له ناويةً الإجابة..
فتحت الإتصال لأقف بعيداََ عن ليو..
أتاني صوت أليخاندرو القلق..
أليخاندرو "ميرثا أين أنتِ الأن؟ لماذا لست في بيت صديقتك!"
ميرثا "سيد أليخاندرو لقد غادرت بيت بيلا.."
أليخاندرو "لماذا؟ على أي حال أين أنتِ الأن؟"
ميرثا "أنا في حديقة قرب بيت بيلا"
أغلقت الهاتف وأضعته في جيبي بينما أشعر بتعب السفر ينخر عضامي..
ليو"أنسة ميرثا لا تفهميها بشكل خاطئ لكن بيتي كبير يمكنك المجيئ معي.. أنا لا أعيش وحدي أمي موجودة أيضاََ "..
أبتسمت لتوتره وهي يقدم عرضه الذي متأكدة أنه فكر كثيراََ في كيفية طرحه للموضوع حتى لا أفهمه بشكل خاطئ..
ميرثا "أنا حقاََ أشكرك سيد ليو.. لا تقلق سأجد مكان! "..
في الواقع لست متأكدة من أيجادي لمكان في هذا الوقت.. فحتى ملابسي أحترقت في المنزل..
أشكر الله أنني مازلت أملك منها في حقيبة السفر..
ليو "هل أنتِ متأكدة؟!"
ميرثا "لا تقلق سأجد مكان لأمكث فيه!"
رفعت رأسي باحثة بعيني عن مصدر صوت بوق السيارة..
ليو" من هذا؟ "
ابتسمت بتوتر عاجزة عن وصف علاقته بي!
تقدم أليخاندرو بأتجاهنا بعد ما ترجل من سيارته التي صفها في مكان قريب نسبياََ..
توقف أمامي بعد ما ألقى نظرة سريعة لليو،ويبدو أنه لم يعجبه فكرة وقوفوه معي في هذا الوقت!
أليخاندرو "هيا لنذهب!"..
ميرثا "إلى أين؟ "
كانت ملامحه كفيلة بأيضاح أنزعاجهُ من سؤالي ولاسيما أمام ليو..
أنا حقاََ مازلت أجهل بغضه لليو..
أليخاندرو "دعينا نتناقش في السيارة!"
مد يده ناوياََ سحبي بأتجاهه لكني توقفت في المنتصف بسبب يد ليو التي كانت ممسكة بي من اليد الأخرى..
حقاََ!..
ليو "ألا ترى أنها ليست مقتنعة بالذهاب معك؟"
نظرت إلى أليخاندرو الذي صر على أسنانه كاتماََ غضبه!
أليخاندرو "من أنت؟ وما شأنك بها! "
أستطيع أن أرى شرارة النيران التي تخرج من أعينهم!
سحبت كلتا يداي متراجعة إلى الخلف فأنا لدي قدر كافي من المشاكل لأهتم بها..
ميرثا "أنا بخير هــنـ.. "
توقفت في منتصف الكلام ناظرةً إلى أليخاندرو الذي تقدم نحوي بسرعة..
ليمسك بيدي سحابني خلفه بدون أن يتفوه بشيء..
لم أستطع التركيز على نداء ليو لي لأني كنت صابة جامَ تركيزي على أليخاندرو!
فتح باب السيارة ليجعلني أجلس في الأمام، مدَ يدهُ سحاباََ حزام الأمان ليغلقه بسرعة مطبق باب السيارة خلفه..
حرك السيارة بعد ما ركب في مقعد السائق ليضغط على البنزين منطلق بسرعة!
رفعت يدي مدلكة جانب رأسي الذي أشعر أنه سينفجر!
ميرثا "من أنت؟"
أدار وجهه ناظراََ ألي بأستغراب..
أليخاندرو "ماذا؟!"
أستكملت حديثي مرسلة..
ميرثا "من أنتَ حتى تسحبني هكذا بدون أن تأخذ رأيي في الذهاب معك؟"
كنت منتظرة أجابة على سؤالي لكن على ما يبدو أنه لن يجيب أبداََ!
أدرت رأسي ناحية النافذة لأرجع رأسي إلى الخلف..
أغمضت عيني مرخية جسدي بتعب،لا أعرف من أين لي هذهِ الثقة بأنه لن يؤذيني!
ولا أعرف لماذا لا أثير الجلبة الأن حتى أنزل من السيارة؟
أنا فقط مستسلمة بهدوء منتظرة ماذا سيحصل!
النعاس بقى يسحبني شيئاََ فشيء حتى لم أشعر بشيء بعدها..
..
..
..
صوت همسات خفيفة بجانب أذني أشعر بها مع لمسات على خدي جعلتني أزفر الهواء براحة..
ألتقطت أذني صوت كهكة خفيفة..
مهلاََ من هذا؟
بدأت فتح عيناي ببطئ محاولة إدراك أين أنا؟
ترجلت من السيارة لأمددة جسدي نتيجة الوضعية الخاطئة التي كنت نائمة بها في السيارة..
فتحت ثغري بصدمة ناظرةً إلى القصر أمامي!
هل هذا بيته؟
قاطع تأملي صوته مردف "هل ستبقين واقفة هكذا؟"
ميرثا "ها!"
دارَ ظهره لي ماشياََ ناحية القصر..
ميرثا "يا اللهي هل سأعيش هنا؟"
مشيت بسرعة محاولة اللحاق به..
ميرثا " أنتظرني أنا قادمة!"..
..
..
..
أليخاندرو "وهذا المطبخ يمكنك أن تأكلي ما تريدينه.. في حال لم تجدي شيء أخبري ذلك الرجل العجوز في الحديقة "
هززت رأسي لأمشي خلفه محاولة التعرف على منزله
توقفت عن المشي مرتطمة بظهره..
ميرثا" لماذا توقفت عن المشي؟ "
سألتهُ وأنا أدلك جبهتي بألم..
أليخاندرو" مهما حصل لا تدخلي إلى هذهِ الغرفة"
نظرت إلى باب الغرفة التي كانت بلون بني غامق..
لم أرغب في سؤاله عن منعي من دخول الغرفة،سأعرف لاحقاََ..
أليخاندرو" أزيلي هذهِ الأبتسامة الشريرة من وجهك ميرثا، ولا تفكري أبداََ في دخولها. "
ميرثا" حسناََ حسناََ"
أكمل كلامه مطرقاََ..
أليخاندرو" غرفتك في الطابق الأخير سترشدك الخادمة، لكن قبل أن تذهبي هناك شيء يجب أن تعرفيه في هذا البيت!"
نظرت داخل عينيه الرمادية مركزة فيما يقوله بأنتباه..
أليخاندرو" في الواقع.. "
توقف عن الكلام نتيجة الصوت العالي الذي خرج من الغرفة التي منعني من دخولها..
كان صوت يشبه صوت الأرتطام بالأرض..
_______________
لقد أشتقت كثيراََ للكتابة ولكم أيضاََ
أعتذر كثيراََ عن التأخير بسبب ظروف كثيرة تجاوزتها بفضل الله..
دمتم في رعاية الله وحفظه 🌿💕

مرصع بالندوبWhere stories live. Discover now