ليو

641 10 0
                                    

ادخلت المفتاح في الباب ليصدح صوت فتحه لأدخل بتعب معلقة الحقبية.. لأمد يدي أفتح الضوء!
تنهدت براحة عند دخولي الأمر اشبه برجوع الروح الى الجسد .. لأنظر الى المكان جيداََ هنا فقط اشعر بالأمان فقد كانت شقتي ليست كبيرة جداََ لكنها دافئة انتم تعرفون كيف بعض البيوت تبقى دافئة رغم قساوة الشتاء أنها كذلك..
وقفت أمام التقويم انظر ألى التاريخ المحاط بدائرة.. لأشرد الى ذلك اليوم الذي فقدت جزء من روحي لا بل روحي كلها

العودة للماضي

ركضت تلك الفتاة ذات السادسة عشر بشعرها الأشقر الطويل لتختبئ خلف امها تلتقط أنفاسها بسرعة كبيرة بينما كانت عينيها مملوءة بالدموع..
امسكت والدة ميرثا يد تلك التي تختبئ ورأها بحنان كأنها تطمنها انها لن تتركها!
صدح صوت صراخ ذلك الرجل الذي كان في عقده الأربعين بشعره الذي كساه الشيب متقدماََ ماسك يد ميرثا ساحباََ اياها مردف بصراخ "اخرجي حالاََ"
تمسكت أم ميرثا بأبنتها جيداََ خلفها مانعته من اخذها قائلة "اتركها لا تفعل ذلك مرة اخرى.. اضربني أنا لا تضربها هي!"
اشتدت قبضة ميرثا ممسكة بثياب والدتها خوفاََ من أن يأذي امها!
ابتسم ذلك المختل بخبث قائلاََ "حسناََ، أنتِ من اردتِ ذلك!"
ليسحبها من يديها بقوة ساقطة على تلك الارضية التي كانت شاهدة عليها كم مرة تعذبت!
تراجعت الى الوراء منحسرة بين الحائط والخزانة وهي ترى والدها الذي نزعَ حزام بنطاله ليعقده مرتين لتبتلع غصتها العالقة في فمها وهي تنقل نظرها الى والدتها التي كانت تنظر بيأس وكأنها أعتادت على الامر!
(وهل يعتاد المرء على السوء؟)
صرخة عالية صدحت في الغرفة لم يكن من والدتها لا بل من صغيرتها وهي تنظر بيأس الى امها.
عندما رأت ميرثا يده ترتفع ناوياََ ضرب والدتها مرة أخرى.. لتركض واقعة في حضن والدتها لتنزل يد والدها على ظهر ميرثا..
كانت تنظر ميرثا الى امها التي فتحت عينيها بكبرها وهي تنظر الى ابنتها التي رخى جسدها بين يديها.. لتصرخ متوسلة لهُ أن يتوقف لكن من يسمع صوت تفطر قلبها؟
لتنزل الضربة الاخرى على ظهر ميرثا لكنها هذهِ المرة أقسى.. صوت شهقة خرجت من فم صغيرتها لتغلق ميرثا عينيها ليهوى جسدها على الارض!
ارادت والدتها بأخذها في حضنها  لكنها شعرت بيد معذبها وهو يسحبها خارجاََ بها الى المطبخ ليضع الحزام حولَ رقبتها خانقاََ اياها..
ارادت الصراخ ارادت على الاقل أن تودع صغيرتها أن تحضنها، تقبلها للمرة الاخيرة.. لكن ليس كل شيء نريده يتحقق!
ارتجف جسدها الذي كان يضغط عليه معلناََ أن هذهِ الروح ليس لها مكان في هذهِ الحياة!
ليترك جسدها بعد شعوره بتوقف انفاسها واقعة على الارض بينما عينيها المفتوحتين على مصرعيها ليقابل جسد صغيرتها !
لتحتضن الارض الباردة جسديهما براحة خوفاََ أن تزيدهم وجعاََ فوق وجعهم.. ليعم الصمت في هذا البيت الى الابد.

عودة للحاضر

عادت من شرودها ماسحة خديها من الدموع مبتعدة من هذا المكان دخلت الى الحمام لعلها تتشتت افكارها مبعدة عنها تلك الافكار السوداوية!
خرجت من الحمام وهي ترتدي روب الحمام فقط بينما شعرها الذي كان يمطر على الارضية.. بكل بساطة لا تحب تنشيف شعرها!
سمعت صوت جرس الباب لتذهب وراء الباب واقفة تنظر من هو! كما توقعتُ انه عامل التوصيل.
فتحت الباب لأمد يدي لكنه قابلني بنظراته المصدومة.. ماذا هل يرى لأول مرة فتاة؟
لاحظت احمرار وجنتيه بأحرج منكس رأسه الى الأسفل.. ليمد كارتونَ البيتزا لأمد بدوري اليه بطاقتي الائتمانية اخذ الحساب لأدخل غالقة الباب بقدمي جلست على الأريكة وفتحت التلفاز لأضع الطعام أمامي لأخذ القطعة الاولى ناوية وضعها في فمي لأجفل بسبب رنين الهاتف المزعج قلبت عيني بأزعاج!
لأنظر للهاتف بغرابة فقد كان رقم غير مسجل لدي "من هو يا ترى؟"
فتحت الهاتف بينما وضعت قطعة البيتزا في فمي.. ليقابلني الصمت وصوت أنفاس ابعدت الهاتف عن أذني متأكدة أن الاتصال لم ينقطع!
لأرجع الهاتف لأقول بأنزعاج "بيلا هل هذهِ أحد مقالبكِ السخيفة؟ تباََ لكِ يا فتاة سوف اقتلكِ غداََ!"
كنت منتظرة صوت بيلا لكن تفاجأت لا بل غصصت في الطعام عندما سمعت صوت رجل ذات بحة خفيفة مردف "هل يبدو لكِ أني بيلا؟"
بالطبع عرفت من صاحب هذهِ النبرة المميزة لكني قررت الاستغباء قائلة "أوه، اعتقد أنك اخطئت في الرقم! "
لأسمعه يقول بنرجسية" أنا لا أخطأ أنسة ميرثا"
تقلبت معدتي عندما سمعت اسمي من فمه كأنه يعتمد لفظها بهذهِ الطريقة!
عندما شعرت أن صمتي قد طال اردفت" أن رجالك اسرع مما كنت أظن!" في الواقع لم استغرب حصوله على رقمي رجل كهذا يعرف متى اخر مرة عطست فيها حتى!
أليخاندرو "أجل انهم كذلك!"
ليكمل" اريد أن ألتقي بكِ في الغد"
لماذا اشعر كأنه أمر وليس سؤال،لأجيب "لا أعرف!"
أليخاندرو "سأعتبرها موافقة، سأرسل رسالة فيها الموقع "
اردت أن اتكلم لكن صوت اغلاق المكالمة قد سبقني.. رميت الهاتف بأنزعاج على الأريكة مكملة طعامي متمنية أن هذا الدخيل لا يحدث في حياتي ضرر!الساعة 8:09 صباحاََ
تململت ميرثا في فراشها بسبب صوت المنبه المزعج الذي يسبب لها الضغط.. لترفع جذعها العلوي بصعوبة بسبب النعاس لتغلقه وترجع الى الفراش بغير وعي.. لم تمر سوى خمس دقائق ليدق المنبه الاخر لتمد يدها ناوية أطفأه.. لتدرك أنه ليس منبه الغرفة بل منبه المطبخ!
أجل انها تضع ثلاث منبهات في حالة لم تستيقظ من غيبوبتها اقصد نومها!
اقشعر جسدها عندما وضعت اقدامها الدافية على الارض لتقابلها المرآة..
نظرت ميرثا الى حالتها التي يرثى لها فقد كان شعرها كمن انفجر به قنبلة فكل خصلة من شعرها في جهة ووجهها الذي لا تتذكر متى اخر مرة اعتنت به!
مشت مبتعدة عن المرآة فلم تطيق النظر الى حالتها.. لتقف في مشيها فجأة وهي تنظر الى ساعة المطبخ التي كانت تشير الى 8:14
لتهرع الى الحمام وهي تفرك الصابون في وجهها وتضع فرشاة الاسنان في فمها لتصرخ بألم "سحقاََ، لقد دخل في عيني!"
اخذت تضرب الماء بوجهها بجنون وهي تقفز.. لتخرج بعد ذلك  وهي تنشف وجهها في الستائر.. لتفتح خزانة الملابس لترى بنطال مع قميص صوفي أحمر لتلبسه في اقل من دقيقة.. لتخرج وهي تربط شعرها راكضة!

بعد يوم شاق ومتعب فقد انهلكت ميرثا  في التصوير فقد تكون نيرفين لطيفة معها لكنها لا تتماهل ابداََ في العمل.. لتخرج ميرثا لتنظر الى السماء فقد كانت منبأة بغياب الشمس ليبدء وقتها المفضل!
سمعت ميرثا صوت رسالة لتخرج هاتفها.. لقد كانت الرسالة من أليخاندرو مرسل لها الموقع مع رسالة "لا تتأخري"
تنهدت ميرثا بتعب لتجلس على الرصيف فقد كانت تعبة جداََ لتضع يدها حول رأسها تدلك رأسها الذي يكاد ينفجر وهي تنظر الى المارة ..
لتقف ذاهبة الى المكان المرسل في الرسالة لم يكن يبعد عنها كثيراََ!
بعد مرور 20 دقيقة وصلت ميرثا إلى ذلك المطعم.. أيجب قول عليه مطعم؟
دخلت وهي تنقل بعينيها من طاولة لأخرى باحثة عن هدفها!
لتتوقف عيناها على تلك الطاولة المطلة على الخارج، تحركت قدما ميرثا اليه بدون أن تطيل النظر لتسحب الكرسي وتجلس عليه  ورمت حقيبتها على كرسيها المجاور.
ضمت ميرثا يداها تحت صدرها مرجعة ظهرها الى وراء وهي تنظر الى صاحب العيون الغريبة!
عمَ الصمت المكان ليرفع  أليخاندرو يده ليأتي النادل بسرعة مردف "تفضل سيدي!"
أليخاندرو "اريد ستيك"
نظر أليخاندرو الى ميرثا منتظرها أن تطلب..
ابتلعت ميرثا ما بحلقها مردفة بصوتها الانثوي "برغر مع الكثير من الجبن" لتدير ميرثا رأسها  بخجل عندما لاحظت نظرات أليخاندرو أليها.
قائلة "إذن،ما تريد؟"
ليرجع أليخاندرو ضهره الى الوراء وهو يقول بثقة تامة "ستعملين معي"
ضحكة ساخرة هربت من فم ميرثا وهي تقول "هل هذهِ كذبة أبريل؟"
ليرد أليخاندرو ببرود  "نحن في يناير "
سقط فم الاخرى وهي تنظر الى ثقته،وكأنه متأكد أني سأعمل معه!
قاطع النادل حرب النظرات وهو يضع الطعام على الطاولة مغادراََ بهدوء.
انزلت ميرثا عيناها الى البرغر الساقطة منه الجبنة الصفراء..لتبتلع ريقها وهي تردف" أني جائعة الآن يمكن مناقشة الأمر لاحقاََ "
ابتسامة حقيقية ظهرت على وجه أليخاندرو وهو ينظر كيف تأكل بشراهة جاعلته يرغب في الأكل ايضاََ..
قاطع طعامها صوته وهو يسأله "منذ متى وانتِ لم تأكلِ؟"
لتجيبه ميرثا بصراحة "لم أكل شيئ منذ الصباح فقد خرجت متأخرة الى العمل "
توقف أليخاندرو عن المضغ وهو ينظر اليها.. انها لم تعتبرها إهانة بالعكس لقد تكلمت وهي مبتسمة كأنها تشعر بالفخر.
سمعت ميرثا صوته وهو يقول "غريبة!"
لتتجاهل ميرثا ما قال لأنه ليس أول شخص من اطلق عليها هذا اللقب!
مسحت فمها بعد اكمالها للطعام مردفة" ما هو العمل؟"
أليخاندرو "بهذهِ السرعة، لقد ظننت انكِ لن تقبلي بسرعة!"
ميرثا "لا عليك، لقد كنت جائعة لذلك لم افكر جيداََ"
ارتبكت ميرثا وهي تنظر اليه وهو يضحك ظاهراََ صفَ اسنانه البيضاء..
نظرت ميرثا إليه فقد كان منظر لن يتكرر كثيراََ  فقد كانت ضحكته تداعب قلبها بلطف محدثة نفسها "لماذا لا يبقى هكذا إلى الابد؟ "
قاطع أليخاندرو شرودها قائلاََ "حسناََ، سمعت انكِ مصورة أليس كذلك؟ "
ميرثا" أكمل!"
أليخاندرو" اريدك أن تكوني المصورة الخاصة بي"
لن أكذب عليكم إذ قلت أن احتفالات تحدث الآن في بطني، اخفيت فرحتي ببراعة "كم ستدفع"
أليخاندرو "15,000 دولاََ في الشهر، والمبلغ في تزايد إذا اعجبني عملك "
الصدمة علت وجهي لا اعرف ماذا اقول هذا المبلغ راتبي لعام كامل سيكون راتبي في شهر!
اردت أن أتكلم لكن صوت ذكوري مألوف وقع على أذني
ليو "أنسة ميرثا، ألتقينا مجدداََ"
       ______________________
بمناسبة 200 مشاهدة سويت البارت طويل
لا تنسوا الضغط على النجمة
استمتعوا
سيتأخر نزول البارت القادم إن شاء الله بسبب الامتحانات
دمتم في رعاية الله وحفظه 💗

مرصع بالندوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن