لكِنَه لم يَيأَس فحَسب مُضِيفا :
- أعنِي تَحتاجِين لأكل ، مَال أو رُبما عَمل لا أدري؟!.

لاَنت عيُونها و لم يخِب ظَنه مُعيدا :
- عَمل صحِيح؟.

هَزت رأسَهَا بإيمائَة سرِيعَة ليَستَرسِل فِي الكَلام :
- كمَا تَرين أنَا أَبيع الحَليب صبَاحا وَ في المَساء
أُوزّع الصُحف ، إن كُنت تَرغبِين سأُُعلِم المَسؤول
عَنكِ!.

مُجددَا أومَأت ببرِيق أمَل دَاخِل مقلَتيهَا فَتغمُره
الحيرَة مِن اكتفَائٍها بالإيمَاء من دُون الإجَابَة ،
تَغَاضى عَن الأمر ثُم قَام يقَابلَهَا بوجه بَشوش قَائلا :
- لنَذهب إذا ، ينبَغِي أن تَعرفِي المَكَان!.

○○

فِي قَلب المكتَبة العَتيقَه يُقهَقه الرَجل الخَمسينِي
بَينَما يحتَسي قَهوتَه السَاخِنة رَادفا :
- عَلى أي حَال ، اُضطرِرت لخَلع القُفل و تَغييره
بَعد يَأسِي مِن إيجَاد المِفتَاح!.

نَطق الأيهم يَلوك عِلكَته أَثنَاء إرخَاء ظَهره
وَ مِرفقَيه عَلى طَاولة الاستِقبَال :

- كَـان عَليكَ صُنع نُسخَة جدِيـدة مِن مِفتَاح
اُبنِك عوضّ اللـف و الدورَان أيّهَا اللَوذعيّ!.

قَابل الأول إستهزَائه بدَهشة يُوافِقَه الرَأي بَعد وضعِه
فِنجَان القَهوَة :
- أَنتَ عَلى صَوَاب! ، يَبدو الأَمر أسهَل عَلى هَــذَا
النَحو!.

أَهلسَ ضِحكَة عَلى حَماقَته مِما جَعل الليفَايــثِن
يَهُز رأسَه بِقلة حِيلَة .

تَنهَد الأَكبَر يَستَقيم ثمَ ينبِس بجديّة :
- بغضّ النَظَر عَن المُزاح أخبِرنِي كَيف حَالك حَقا؟ ،
حَال جُونغكوك و لَيس القَائِد لِيفَايثِن!.

- هَل لَديكَ عُلبة بِيرة؟.
أَجَاب بِنبرَة هَادئَة يَنزَع العِلكَة مِن فَمِه .

- سَأجلِبُ مِن المَخزَن ، اُنتظِرنِي .
أَردَف مُغادِرا بَعد هَمهَمة الثَاني ليَجول
بِمقلَتيه بَين رَوافِع الكُتب الضَخمَة .

فِي ذَلكَ الحِين رَن جَرس البَاب دَلا عَلى دُلوف أَحدِهم .
أَبصَارُه تِلقائِيا تَوجَهَت للمَدخَل لِيلمَح أُنثَى يَافعَة ،
حُسن ملاَمحِها و لبَاسهَا الرثّ مُتنَاقِضَان!.

هِي آخيرا قَامَت بنَزع الوِشَاح المُبتَل مِن فوقِ رَأسهَا
تترُك العنَان لخصلاَتِهَا بالإنسِياب .
عَيناهَا الرمَاديّة التِي تَاهَت بَين الكُتب جَذبَته!.

𝐋𝐄𝐕𝐈𝐀𝐓𝐇𝐀𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن