شَعور عَتيق.

1.2K 60 9
                                    


"أَتَمَنَّى تَجَاهَل الأَخْطَاء إنْ وُجِدَتْ"

أَظِيئُوا نَجُومَكُمْ ✰.
أَسْعَدُونِي بِتَعْلِيقٍ بَيْنَ الْأَسْطُرِ ✎.
أَسْتَمْتِعُوا..

𓆩┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈𓆪

في بداية الربيع كان الصباح مشرق، وكانت نوافذي مفتوحة على مصراعيها، نسيم الربيع يغزو غرفتي بقوة، لم امتلك الطاقة الكافية لاغلاق شرفتي ليلة امس.

قفزت من على سريري لأنظر إلى الحقل الشاسع من خلف جدران شرفتي الداخلية.
اليوم سيكون مرهق كالمعتاد، ابتسامة حقيقية ارتسمت على وجهي.

أخذت حمامًا باردا طويلا، شعرت بقطرات الماء تسقط على رأسي وتنظف جسدي وتنعش ذهني، يمكنني مواجهة ما يقدمة لي اليوم بعد هذا.
وعندما انتهيت ،مررتُ بين  الأقلام ودفاتر الرسم الخالية.

كان كل شيء هادئا في هذه الغرفة، أخذت بعض القهوة الدافئة في يدي و احتسيت القليل منها، لحظات معدودة حتى سمعت صوت خطوات تقترب..
ها هو صوت والدتي تصل الى مسامعي..

  "عزيزي تايهيونق، ننتظرك على مائدة الفطار"

نزلت بخطوات متكاسله، اجر بها أقدامي والصمت هو كل ما يملئ هذا المكان، طاولة مليئة بالطعام يتربع أوسطها والدي وبالجانب الأيمن والدتي، أما بالنسبة لأخي الأكبر، فقد كان على الجانب الأيسر، وكنت بجانبه.

بعد انضمامي إليهم، بدأ الجميع في إغلاق أعينهم
'وشكر على الطعام 'ثم بدأ الجميع يأكلون بهدوء.
بعد مرور عدة دقائق، التي شعرت بها كالساعات، توقف والدي عن الأكل و همهم ليشد انتباه الجميع، موضح ان هناك ما يود التحدث عنه.

صمت والدي قليلاً ثمّ نظر إلي :

"تايهيونق كما تعلم عن الظروف السيئة في الشركة لان اخاك يديرها لوحده، لذلك أريدك أن تترك كل شيء بين يديك وتساعد أخيك الأكبر على تولي شركة."
عم الصمت لعدة ثواني وقلت بعدها:

"أخبرتك أن الأمر صعب بالنسبة لي يا أبي!؟"

تأملت أبي ورغم صوته العالي و قسوت حديثه وصرامته كل كَلمة كانت مؤلمة فلم استطيع تحمل ذلك..  وفي أعماقي، كنت أعرف الحقيقة التي - أخيرًا  - تقبلها قلبي

استقمت لكي أغادر هذا المنزل.

أخذت نفسا عميقا وتوجهت إلى الخارج،أمشي لوحدي،واتوقف في منتصف الطريق، غمضت اعيني عندما نظرت إلى السماء الصافية، فكان نسيم الهواء يتسارع، و ورق الشجر يسقط، والوقت قد بدأ في تأخر وبدأ الناس في الرجوع إلى منازلهم.

هاتفي بدأ بالأهتزاز، عرفت انه صديقي.
كان صوت الشتائم يتعالى ويخبرني كم ان المدير غاضب من هذا الغياب المتكرر..  اغلقت الهاتف دون ان انطق بحرف واحد.

أخذتني قدماي إلى مكان بدا ساحراً.. حدائق كنسينغتون.

شفتاي تتحرك لا إرادي مزامنة تلك الأحرف المطرزة بشكل قديم على هذا العمود المبتل، الأشجار المتفتحه وزهور الأقحوان تزين المكان.

بحثت عن مكان هادئ بعيد من الضوضاء، حتى وقعت على اخر مكان حيث تكمن الشجرة التي تبلغ الالف العام، صوت نسمات الهواء يعود من جديد و يداعب خصلات شعري  الذهبية بهدوء، وضعت سماعتي واصبح كل ما اسمعه هو الموسيقى..

اخذت اتمايل قليلا مزامن عزف الملحن.. لم استطيع الصمود والبقاء ثابت بدون ان يخلد هذا المشهد بين دفاتري، مرت الساعات وانا منهمك بداخل اللوحة التي اصنعها الحبر يلطخ يدي وقليلا منه ب طرف انفي.

الوقت تأخر والشمس بدأت بالغروب و رؤيتي للمكان بدأت، تُصْبِح مُعْتَمَّة وَبِلَا إرَادَة مِنِّي مني قادتني خطواتي بعيدًا عن كل شيء، البشر وعن صخب الحياة ولم اشعر بمرور الوقت.

وبغروب الشمس اِبْتَسَمْتُ وكأنني رأيت النور نهاية النفق المظلم،توقفت خطواتي وتوقف الزمن  بينهما ، والشعور الذي يأتي معها العيون الدافئة،وعن الهمسات الهادئة .والنغمات العالية الحميمية النقية،خصل من شعر ريش الغراب .

كان سعيد جدًا.. ابعدني عَنْ صَوْتِ المُوسيقَى وَكَانَ يَبْعَثُ دفئ كُنْت غَيْرَ مُعْتَادٍ عَلَى الْإِحْسَاسِ بِه، يشعرني بالألفة، كأنني اعرفه منذ زمن طويل. ماذا تسمى؟ ديجاڤو؟ همم.

سرفت بالتفكير بِه، أُرتب الكلمات في عقلي.. في طابور طويًل جدًا، وددت لو أن اصيغ التفاصيل،  قلبي كان فائض بدِفئه أحسستُ به بداخلي، تتغلغل بعمقي، يحتوي شظايا حروبي السَّابِقَة و يجمع شتات نفسي.

أَيْقَظَنِي نَسِيم الْبرد القارص مِن افكاري، شَعَرْت بِهِ على بَشرتي الشاحبة و وددت الشعور بدفئ تلك اللحظات مرة اخرى.

فقط كلمة واحدة تردد بعقلي منذ اللحظة التي ارتفعت عَيْنَاي إلى السماء  لِلنَّظَر للمعان النُّجُوم كل مَا أَدْرَكَه بهذه اللحظات انني أكاد ان اصل لتلك البقع التي تضيء السماء و تزينها.

• • • ♩ • • •

-رأيكم؟

-السرد؟

- تَوقعاتكم؟

- عطوه الحب و أكتبوا كومنت لطيفة تقديرا لجهد الكاتب الأصلي و كذا و مروا فطريقكم ع روايتي السابقة - الجانب الاخر - :)

زَنَــبَـقِــيٌّ || TK. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن