اختفى من امام ناظرها وسط دهشتها لتشرع بالخروج من الغرفة الى الرواق لكي تلحقه ، إلتفتت حولها إذ عثرت عليه من خلال ضخامة جسده الذي يخبئه سترة جلدية ذو لونٍ بني ، شرعت بالسير بخطوات مُسرعة نحوه فأرادت ان تلمس ظهره قائلةً بصوتٍ خافت:
-'فيكتور'؟!
ما إن أدار وجهه لتراه بنظرة خذلان وملامح يأس عندما علمت انه ليس بـ'فيكتور' ، وإنما شخص يشبهه قليلاً من حيث الملامح وبنية الجسد ، تعرضت لموقف محرج ولم تعرف كيف ستصححه ، قالت بصوتٍ آسف:
-اعتذر سيدي ... لقد ظننت بأنك شخصاً اخر.
-الرجل: لا بأس بذلك وداعاً.
ظلَّت واقفة في موضعها حتى رأته يرحل من المشفى ، وضعت كلتا يداها على وجهها بذهول ، فركت عيناها بتوتر فور ما تخيلت وجوده بدلاً من ذلك الرجل الغريب ، تنهدت بأسى وهى تتسائل عن سبب تخيلاتها بوجود 'فيكتور' فظنت بأنها ستعاني من أعراض الهلوسة ، أتت إليها 'مايلي' لتقول بقلق:
-'كارين' ... لقد رأيتكِ تتحدثين مع ذلك الرجل هل تعرفينه؟.
-'كارين' بنفي: لا ... لقد ظننته خاطفي 'فيكتور'.
-'مايلي' بنبرة فضول: 'فيكتور'؟ ... اسمعيني سنتحدث عن ذاك اللعين بعد خروجنا من هنا إتفقنا؟.
-'كارين': حسناً ... لكن اولاً عليَّ إنهاء عملي.
ذهبت 'كارين' بمفردها وهى تتوجه نحو المكتب وشعور الريبة يجتاحها ، مع كل خطوة تخطوها ترغب بنسيان وجود 'فيكتور' في حياتها وإلا ستشعر بالالم والمعاناة من الماضي ، ولجت الى المكتب ثم أنهت العمل على بضع اوراق ووضعت ملفات مهمة في خزينة آمنة ، اثناء جمع الاوراق رنَّ الهاتف المكتبي حيث كان المتصل 'جاك' فلم تتمكن من الرد بسبب انشغالها بجمع بضع ملفات مهمة لكنه ترك رسالته الصوتية ليخبرها بأنه ينوي اصطحابها هى و'مايلي' الى المطعم ، شعرت بالحبور عندما استمعت الى تسجيله الصوتي لتشعر بتحسن حالتها النفسية وميلها الى التفاؤل ، فور خروجها من المكتب اتت إليها 'مايلي' لكي تخبرها ان 'جاك' ينتظر مجيئهما فقد تمت دعوتها للمجيئ معهم الى المطعم ، فور خروجهما من المصحة نظرن الى 'جاك' وهو يجلس في سيارته بينما يقوم بالعبث بهاتفه.
دلفا الى السيارة فرأى 'جاك' الى 'كارين' بنظرات تعبر عن الحبور والسرور ثم اردف بهدوء:
-حسناً ... إذاً اين تريدان الذهاب لتناول العشاء؟.
-'مايلي' بحماس: اريد مطعم "Apple pan" ... هيا فلنذهب الى هناك!!
-'كارين' بإبتسامة مصطنعة: انا ايضاً لا أمانع من الذهاب الى ذلك المكان.
شرع بالقيادة بينما لم تستمع 'كارين' الى تبادل أطراف الحديث بين 'جاك' و 'مايلي' بسبب الشرود والغرق في بحر تفكيرها العميق ، تمعنت بالنظر الى النافذة بوجل فما حدث قبل قليل جعلها مصعوقة ، تشعر بأنها ستصاب بالهلوسة خوفاً من ان ترى اي شخص تظنه 'فيكتور' ، لم تتمكن من تصديق الامر ان ما حدث مجرد وهم فحالياً تكاد ان تفقد عقلها ، اللعنة ذلك المجرم يصعب نسيانه خصوصاً بعد ان رأت منه الكثير وتعايشت مع جنونه وانفصامه المتكرر ، يبدو بأنها تحتاج الى بعض الوقت كي تتناسى امره حتى لا ترى ملامحه في وجوه البشر ، تسائلت ما اذا كانت الحرية لها أعراض جانبية سلبية تؤثر على حياتها.
YOU ARE READING
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Horrorتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...
