Chapter 2: السجينة

4.2K 79 1
                                    


انبعاث رائحة الغُبار النتن يطغى المجال التنفسي ، شعور بضيق تنفس بسبب رطوبة المكان ، انكسار جزءٌ من ضوء الشمس نحو النافذة ، عادت السيالات العصبية الى اداء عملها ومن دورها الشعور بالصداع الذي كاد ان يقسم المخ الى شقَّين ، شعور الألم يسيطر على اوتادها العضلية ، والبرد ينخر جسدها بالكامل لأنها مُستلقية على أرضية من السيراميك ، فتحت عيناها بِترَوِي وإبصارها صار مُضبباً ، رمشت عيناها عدة مرات حتى اتضحت الرؤية لها ...

اصابها الذعر والرعب ما إن مسحت بعينها عن المكان ، انها زنزانة!! ثم بدأت السيالات تخبرها ان كلتا يداها محصورة في حبال ، تبكي بصمت بتذكرها ان والدتها قد ماتت ، صورة أمها وهى طريحة على الأرض بينما الرصاصة اخترقت منتصف رأسها ، والأكثر كارثة هو مجزرة الحفل ... جميع الحضور ومن مجملهم صديقاتها قُتلوا بأبشع طريقة لدرجة ان الخيال البشري لم يخطر عليه ولم يُصور هذه الأمور هكذا ... لقد تم تطبيق احدى مشاهد المرعبة والمصنفة ضمن المحتوى المحظور.

جاهدت في الوقوف وقد تمكنت أخيراً من فعلها ، ارتعاش جسدها بسبب التيار البارد الذي يضربها ، صرخت بأعلى صوتها وهى تشتمه بأسوء الألفاظ وترجوا من الرب ان يخلصها من ذلك المُتخلف!

••••••••••••••

جالسٌ في غرفته القديمة وواضحٌ انه مكان مهجور بينما يده تعبث بخنجره المُفضل ، ينظر لشاشة التلفاز الذي يعرض ابرز عناوين الأخبار وهو يشحذ خنجره ببرود وابتسامته الشيطانية التي تجعلك ترتعب مرتسمة على محياه مُستمعاً للمذيعة الثرثارة:

" قد أتت إلينا أنباءاً عاجلة بشأنِ مجزرةٍ بشعة حدثت في منطقة 'بيفرلي هليز' ... وفقاً لبيان الشرطة قد عثروا على ضحايا ما يقارب 31 شخصاً تم قتلهم بإحدى القصور ... كما أتت انباء أخرى بشأن جريمة قتلٍ في احدى البيوت من أزقة الداون تاون ، حيث وجدوا جثة إمرأة في العقد الرابع قد قُتلت بنفس الطريقة ... الى متى سيتم إمساك المجرم؟ انها الجريمة رقم 50 التي تحدث خلال ستة أشهر !! سنوفي لكم اخر المستجدات بعد قليل"

فور سماعه عن احداث هذه الليلة توسعت ابتسامته القاتمة ومدح نفسه عما صنعت يداه القذرة ، وضع خنجره العزيز على المنضدة ، زفر بعمق وهو يرى سبورته التي تحوي صور عديدة لضحاياه المميزين ، ولكن الصور الأكثر تميُّزاً هى صور 'كارين' ، إنتصب وذهب نحو سبورته ... حدق لصورتها بتعمق وكإنه يعرفها منذ سنوات ، امسك بصورتها بينما عيناه قد زادت غُمقاً اكثر مما ينبغي ... ابتسم بمكر ثم أعاد الصورة الى موضعها وقام بالمشي والخروج من غرفته قاصداً إليها.

بينما يتمشى في ردهة التي تملؤها السجون ، أصواتٍ صادرة منها تعبر عن الخوف والألم والرعب ، اللعنة انهم الأسرى! يبتسم بِشَرٍ وهو مستمتع بما يفعله ككل يوم ، يخطف أشخاصاً بطريقة عشوائية إما يسجنهم ويعذبهم حتى الممات او يقتلهم بلا تعذيب ، حتى انه لايوجد لديه دافع لقتل احد بل يفعل كل هذا لغرض المتعة ، انه شخصية سيكوبتية متعطشة للدماء! سمع احد المساجين يعلنه بالجحيم الأبدي وان يصيبه الفناء ، وقف في مكانه والابتسامة ظلَّت كما هى ، نظر له نظرة اخيرة ليُمحيه بعيارٍ ناري اخترقت رأسه من نافذة الباب الحديدي بلا مشاعر وبكل برود جليدي.

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil Where stories live. Discover now