مع إختفاء الشمس ليحل محله ظلام الليل ونور القمر الهادئ ... صوت حفيف الأشجار تتضارب بأغصانها بسبب النسيم الليلي ، يبدو انه اول ليلة بالنسبة لها اسوء ليلة ستقضيها هنا حتى تتعفن من الموت.
لم تتحرك من موضعها ، ساكنة تحتضن جسدها العاري حتى تمده بالدفئ ولو قليلاً ، لكن الأرضية والنسيم الذي اخترق النافذة جعل جسد 'كارين' يقشعر برداً ، زحفت الى ركن الغرفة لتحتضن نفسها مثل الجنين بينما تميل بجسدها للأمام والخلف ، بدأت بلعن حياتها المُدمرة في صميمها بعدما تلقته من قبل ذلك الوغد ... حتى ان مخزون الغدة الدمعية قد نفذ من كثرة البكاء ، حالتها النفسية أصبحت شبه مُدمرة ويبدو انها ستعود مريضة بالاكتئاب ... أوصدت عيناها وهى تحاول ان تمنع ظهور أعراض الاكتئاب بواسطة النوم.
نعم! انه الشئ الذي تعشقه اكثر من الوطن ، هذا سيُحسن حالتها قليلاً في ظل ظروفها الرهيبة ، فهى تنام حتى لا تُسبب لنفسها الحزن والكره وعدم الاهتمام ، وهذا ما أوصاها الطبيب قبل خروجها من المصحة بأن تفعل شئ يريحها ويحسن حالتها النفسية ، هيا يا 'كارين' نامي كي لا ترى وجه ذلك الوغد ويأخذك للتعذيب.
استلقت على الأرض بينما مازالت تحتضن نفسها ، غطَّت في نومٍ حتى صار عميقاً وهنا انقطعت عن عالمها الدامي والمُر ... هذا أفضل من مواجهته والموت هباءاً.
واقفة على الماء وكإنه اصبح ارضية عجيبة ، لايوجد ضوء يُنير وحشة الظلام في أحلامها ، لكن هناك ضوء مُسلطٌ عليها وكإنها مُلفتة للأنظار رغم عدم وجود كائن حي يتنفس ، تفحص جسدها بيدها وشعرت بقماشٍ يعانق بياض جسدها ليُغطيه ، قررت السير على الماء بتروي خوفاً من ان تقع فيه ، خطت اول خطوة بسلام وهى تلتفت حولها ما اذا كان هناك شخص يراها او يسمعها فيأتي.
سمعت صدى غريب لم تسمعه في حياتها ، صدى صوتٍ رجولي خشنٌ به نبرة غضب ، كان يلفظ كلماته بطريقة معكوسة ونفس الكلمة يتكرر كثيراً ، حاولت فهم تلك الكلمة ( ي ض ه ن إ ... اـيه ..م ونالب ي ر ـهـ اـظتت لا) لم تستطع فهمها.
لكنها اكتشفت صاحب نبرة هذه الصوت ... انه هو!! حينها توضحت الكلمة تحت قدمها ، لاحظت تموُّج الأرضية المائية وهى تخبرها بشيفرة هذه الجملة عبارة عن ( لاتتظاهري بالنوم ... هيا إنهضي) فور فهمها من مغزى الكلمة بدأت تركض خوفاً من إمساكها ، تركض والدموع تهطل من عيناها وهى تصرخ بالنجدة من هذا الكابوس البشع ، حينئذٍ أتتها موجةً عالية لتلتهمها في الغرق تحت الماء ، حاولت ان تسبح الى السطح لتأخذ انفاسها لكنها لم تستطع لأنها شعرت وكأن هناك شيئاً يسحبها الى الاسفل لتغرق.
صحت من النوم لتجد نفسها مُبتلة بأكملها ، نظرت للأعلى حتى قابلها هو ويحمل بيده دلوٍ فارغ ، حينها استوعبت ان الحلم يُخبرها بأنه قد سكبها بالمياه الباردة حتى يوقظها من سُباتها ، حينها بدأت بمسح وجهها بعنف وهى تحاول ان تُسكت نحيبها ، نهضت من مكانها واقفة بريبة وهى تجاهد ألا تنظر له لأن ملامحه لا يجلب سوى الهلاك ، تحتضن نفسها مرتجفة من البرد وزاد الطين بلة تم ابتلالها بالكامل حتى يصبح البرد مضاعفاً.
أنت تقرأ
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Horrorتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...
