Chapter 1: المقدمة

6.3K 125 6
                                    


- 'كارين'!! ... قومي ايتها الكسلانة يكفي نوم ... انها الثانية ظُهراً!!
نهضت من نومها بفزع على صوت والدتها الذي يشبه عقيدٌ عسكري يصرخ للجنود بالنهوض ، تؤنبها ككل يوم بسبب نومها الذي يحسدها كامل أمة البشرية عليها.

هذه 'كارين هاورد إنفليز' فتاة باردة واللامبالاة ، بعمر 23 أي انها فتاة يانعة وجميلة جداً ، تمتاز بعينيها التي تشبه المرج الأخضر ، شعرٍ فحمي طويل يصل الى نصف ظهرها ، جسد متناسق ومثير ويسبب الاغراء لأعين الرجال ، تحب نوم وتعشق النوم ومغرمة بالخلود الى النوم.

قامت بتذمر بسبب انقطاع حلمها الجميل ، لقد حلمت بمُغنيها المفضل 'Zayn malik'وهى تحاول التحدث معه بشكلٍ رومانسي ... لكن الحلم قد ضاع!!
إستحمت وارتدت ثيابها المعتادة وهو قميص باللون الزيتي مع بنطال رمادي فضفاض مثل بنطال الراب ، نزلت الى الاسفل حتى رأت أمها جالسة في طاولة الأكل تحتسي قهوتها ، أخذت 'كارين' كرسيّ ثم وضعت رأسها بغضب على الطاولة وهى تلعن تحت انفاسها ... لما يتجاهلون طلبها البسيط والغير مكلف وهو:

-'كارين': أمي!! أين البيض المخفوق وعصير التوت؟

-نظرت لها الأم لتقول ككل صباح بنبرة مؤنبة: حين تتعلمي إلقاء جملة (صباح الخير) عندها لكِ الحق بالتذمر كما شئتِ ... حسناً؟

لم تجب ولم تناقش ، لقد ذهبت بتذمر وأعدت لنفسها البيض المخفوق الذي تحبه مع الخبز المحمص وعلبة عصير التوت ، أنهت تحضيره لتجلس بجانب والدتها المنصدمة بقلة أدبها ، لم تتعلم التهذيب وقول صباح الخير كما يفعل الابناء مع امهاتهن ، عدا هى! أكلت بنهم كإنها أُصيبت بالمجاعة ولم تأكل طيلة الأيام ... لقد انتهكت قانون البشرية بأكل طعامها بكل أدب ولباقة ، انها تأكل بعقلية الحيوانات الهمجية.

-أنهت إفطارها لتقول بكل برود: صباح الخير أمي ... قولي ماهو طلبك قبل ذهابي؟

-أخذت زفير بقلة صبر لتتكلم بهدوء: 'كارين' اخبريني ما بكِ؟ منذ طلاقي من ابيكِ لقد تغيّرتي كثيراً ارجـ...

قاطعتها وقوف 'كارين' بغضب ثم تكلمت بصوتٍ حاد وهى تجاهد ألا تكون وقحة مع أمها:
-أمي!! كُفي عن تفكيري بهذا ... هذا الموضوع حرقته منذ عدة سنوات لما تستمري بفتحه كلما احادثك؟ ... انا هكذا وسأظل هكذا يا أمي ... ثم ان الرجل الذي يُسمى بـ (ابي) أكرهه ولااريد الاستماع بشأنه حسناً؟ لقد سببتي لي النكد يا أمي ... كل ما أريده هو طلبك ككل يوم ... وهو شراء الحاجات من البقالة ... اعطيني ورقة طلباتك ودعيني اذهب!!!

تحاشت والدتها النقاش وذهبت لتُناوِلَها الورقة ، أخذت حقيبتها التي كادت ان تهترئ وأخذت الورقة ثم خرجت من بيتها الصغير ، بدأت بالمشي نحو متجر البقالة بينما عقلها يشتعل تفكيراً وأخاديد ذاكرتها تجبرها على إظهار مشاهد الماضي ، والدها ... 'هاورد بينسون إنفليز' ذو سلطةً ونفوذ وثراءٍ فاحش ، لقد حدث الطلاق بسببه عندما كانت بعمر 15 ، لقد خان والدتها مع سكرتيرته العاهرة والملتونة اصغر منه بأعوام ، إنصدمت وأُصيبت بمرض الاكتئاب بعد طلاقهم بعدة اشهر ، حاولت في احدى المرات ان تنتحر بإعدام نفسها لولا تدخل الأطباء وإسعافها ، تعافت من الاكتئاب بعمر 21 بعد محاولات علاج كثيرة ، منذ ذلك الحين كرهته وكرهت كل شئ يخصه ، لا تريد العيش في ثراءه ... عاشت مع أمها في وضع بسيط بعيداً عنه وعن ثرواته ، حاول ابيها مصالحة 'كارين' لكنها تصده في كل محاولة ، جرّب ان يعطيها مبالغ مالية حتى تنعم بحياتها ، ورفضت من جديد ... هذا هو مُلخص حياتها البائسة.

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil Where stories live. Discover now