وداعا للمملكة الرصاص

8 0 0
                                    

‏لحسن الحظ لم نواجه الكثير من العقبات، فبفضل الشعب الثائر كان معظم الحراس منهمكين في الحفاظ على زمام الأمور، لنتمكن بذلك من الوصول لداخل القلعة بأقل قدر من المشاكل.
توقفنا لالتقاط أنفسانا و مراجعة خريطة القلعة، مهمتنا الأساسية هي البحث عن الملكة وايقاف الحرب، ومن المتوقع أن تتواجد الملكة في أكثر الأماكن حراسة ألا وهي غرفة العرش، شيئا فشيئا سرنا بحذر بعيدا عن الأنظار لنصل لقلب القلعة، وكما توقعنا تم محاصرتنا من جميع الجهات من قبل جنود مدربين بقسوة تظهر عليهم معالم الخبرة والبرود.
امعنت النظر جيدا لأرى الملكة  المختبئة خلف هؤلاء الجنود غارسة نفسها بين ذراعي جنديها الحبيب.. صديقي، ضحكة بسخرية لمظهر الملكة، فدون أي شك جعلناها تمر بوقت عصيب.
أعدت تركيزي لما يواجهنا و تنهدت بصوت خافت لأخراج الأفكار السلبية من رأسي.
لأكون صريحا.. خطتي وصلت لنهايتها منذ أن دخلنا القلعة، فقد علقت مصيرنا ومستقبلنا  على أملي الوحيد وأفكاري الطائشة.
استنشقت كمية كبيرة من الهواء وصرخت بأعلى ما استطيع(كالأحمق)
المعركة تنتهي هنا!
و داخلي أدعو
بأن تكون بصفنا الورقة الرابحة.
في البداية نظر رفاقي المتهيئين للقتال لي بتعجب ومن ثم تبدلت ملامحهم إلى دهشة واسغراب، فبدل أن توجه إليا البندقيات انقلبت ظهور الجنود لنا ليسلطوا بأسلحتهم على المكان الذي تقف فيه الملكة.
كان الجميع عاجزا عن الكلام ومن بينهم الملكة، أما أنا فلم اتمكن من كبت نفسي من شدة السعادة، لأقول بنفسي
انتصرنا!
انقلب الجنود ضد الملكة!
والأهم من ذلك كله
لم تخيب توقعاتي!
اندفعت بكل ثقة بجانب ورقتي الرابحة غير مباليا لما سيحصل، و على وجهي ابتسامة عريضة لم اتمكن من حبسها، فبعد سنين من الفراق والمشاق نحن معا مجددا!.
رؤيت صديقي لتصرفي جعلته يبتسم هو الآخر، لتتلاشى خلال لحظات عندما نطقت الملكة الملقاة  أرضا والتي خانتها قدماها أيضا.
أنتم.. كيف تجرؤون لستم سوا قطع خردة قمت باتقاطها، اعرفوا مكانتكم!
اقترب زملائي إلى صفي ليسلطوا نظراتهم الحاقدة عليها
لا تنظروا لي هكذا ..أنا ملكتكم!
مقرفة
مثيرة للشفقة
هل يمكننا قتلها؟
بعد أن تبين لها خسارتها وفقدانه لأي وسيلة للنجاة، اتجهت تزحف ماددة ذراعها طالبة النجدة من جوهرتها العزيزة.
خطوة خطوة لأقف كالجدار بينهما، وبثوان كانت الذراع التي تحاول جاهدة الالتفاف حول صديقي مجددا ملقاة على الأرض، لتتحول صرخاتها المستغيثة لصرخات ألم.
اعدت سيفي لجفنه وعاودت النظر لصديقي المبهور.
وثم دون شعورنا، وجدنا حولنا حشدا كبيرا من الناس يهتفون ويشتمون الملكة.
وبين هذه الصرخات نطق صديقي  ليسألني بنبرته الهادئة
كيف ؟
كالعادة سؤال قصير يقصد به ملايين الكلمات
كيف لي الوثوق به؟
كيف تمكنت من القيام بكل هذا؟
كيف شعرت كل هذه السنين؟
ابتسمت له وأخبرته بكل بساطة
سؤال سخيف .. نحن صديقان و لن اتركك لوحدك !
هذه المرة لم يتمكن من ازاحة وجهه بعيدا
فما غفلت عيناي عنه سابقا انكشف وبدا واضحا..
نعم ..
إنه وجهه الباكي بصمت أثناء لحظات الشدة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 13, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مملكة الرصاصWhere stories live. Discover now