اختبار التحمل

8 1 0
                                    

‏كل يوم عذاب
نستيقظ باكرا للتدريب على مختلف العقبات و حفظ كم هائل من المعلومات والخطط.
ولأكون صريحا لم أكن يوما جيدا بالدراسة،
إلا أن صديقي لم يكن كذلك.. لقد بدا مختلفا.
كأنه ولد ليكون هنا بالفطرة!
سريع البديه، مخطط جيد، ماهر في الأسلحة
لم يكن هناك شيء واحد لم يجده، لم أكن المنبهر الموحيد، فنظرات إعجاب الملكة به كانا واضحا للغاية.
وفي أحد الأيام، تم اخراجنا من موقع تدريبنا المعتاد لمكان آخر..
لن انسى هذا المكان مهما حييت!
كان هذا المكان هو ساحة الإعدام .
لكن هذه المرة كنا أقرب إليها ولا يفصلنا عنها سوا جدار بسيط يمنع وصول طلقات الرصاص إلينا.
كان هذا اختبارنا في التحمل
في هذا اليوم ولأول مرة تمكنت من الوقوف بجانب صديقي، كان وجهه خاليا من المشاعر، وأنا كالعادة عكسه تماما.
فقد وجدت نفسي مندفعا للأمام اصرخ بإيقاف هذه المهزلة، رغم علمي جيدا بأنني لن اساعد بشيء، فصوت صراخي لم يكن سوا همسات لمن يقف في الجهة المعاكسة.
وبعد انتهاء الإعدام بحثت عن مكان معزول بعيد عن الجميع للجلوس وحدي قليلا.
و بهدوء اقترب مني ظل اعرفه جيدا ليضمني إليه..
كان هذا صديقي العزيز
لم نعانق بعضنا منذ أن كنا صغارا، فلسبب ما يصبح الموضوع محرجا عند الكبر.
رغم أنه كان يقف بصمت في تلك اللحظة إلا أنه اندفع لرؤيتي عندما اختفيت عن ناظريه.
لا تقلق.. نحن اليوم لسنا كما كنا عليه من قبل،
الآن نحن بينهم و لسنا ضعيفين !
هذا ما وشوشني به، لينصرف بعدها بعيدا تاركني وراءه،  وبسبب صراخي كالأحمق لم اتمكن من الرد عليه، لتضيع فرصتي في خوض حوار معه رغم كونها محادثتنا الأولى منذ أشهر.
وبالطبع
تم ايصال كلام للملكة عن تصرفي ليتم عزلي في تلك الليلة في أحد السجون التأديبية، وباليوم التالي تم إخراجي وتكريم الناجحين بالاختبار.
وبين هذه الصفوف يقف صديقي و الملكة فخورة بنجاحه.
لقد كنت أراقبها جيدا، فمنذ انضمامنا وعيناها تلاحقه، لم ينتابني سوا مشاعر القرف آنذاك.
بعد فترة الاختبارات،  وصدور النتائج تم تعيين أعضاء جدد لجيش الملكة
ومن هنا افترقنا، وما يلي.. المرحلة الأصعب
فكون صديقي جزء من كلاب الملكة سيتم وبكل تأكيد تسليمه بمهامها القذرة..
وفي الوقت ذاته بفضل نيله لمركزة عالية في الجيش، تمكنا من إرسال مبلغ هائلة من المال لعائلتنا، فمن يعمل تحت جناح الملكة يتم تكريمه بمبالغ طائلة..

مملكة الرصاصWhere stories live. Discover now