تعد مملكتنا من أجمل المدن في العالم، فهي تعج بالحياة والحركة على مدار الساعة لتضيء وسط ضوء القمر.
وفي أطرافها، بعيدا عن الضوضاء يقع منزلنا، يعيش داخله عدد هائل من الأفراد لا تربطهم أي علاقة، إلا أننا نعتبر أنفسنا عائلة واحدة، في هذه الأسرة يسعى أكبرنا سنا لتسخير وتوفير لقمة العيش و تهيئة صغار السن للانطلاق في الحياة.
إلا أن اللحظات الآمنة كان غطاء يتستر لمآس شتى!
فدون سابق إنذار يتم اقتحام منازل السكان من قبل الجيش، و منح الشباب خيارين:
الأول هو الإنضمام لصفوفهم
والثاني هو إعدامهم أمام كافة الشعب ليصبحوا عبرة لمن يليهم
وبالطبع جاء هذا اليوم المشؤوم، فرغم بعد منزلنا عن أعين الجميع إلا أنه لم يكن كافية للهرب من مخالب الملكة القاسية.
ففي أجمل مملكة بالعالم تقنط أجشع ملكة، تهتم بالمظاهر، وتزيح ناظريها عن آلام شعبها.
بعد أسر الجيش للأفراد الكبار يبدأ المهرجان الغير مرتبط بتاريخ معين.
لتصبح المدينة في هذا اليوم أجمل من أي يوم آخر ،وتمتلئ الطرقات بأشهى الأطعمة، و يخرج المهرجون للترفيه واضحاك الجميع.
وأخيرا يختتم المهرجان بأجمل أمسية لدى الملكة..
الإعدام
فجميع من رفض الإنضمام للجيش يصبح برنامج هزلية لامتاعها.
لن أنسى أبدا وجهها السعيد الضاحك وتعابير صديقي العزيز عند اعدامها لأفراد عائلتنا ، فرغم صعوبة العيش في أطراف المدينة إلا أننا عملنا بجهد كل يوم لكسب لقمة العيش.
وللأسف تناثر كل شيء كالغبار..
فبعد موت الأعضاء الكبار أصبحنا أنا وصديقي من نليهم في المسؤولية.
فبيوم واحد فقدنا أناس عزيزين علينا و أصبحنا رأس العائلة.
لم نملك أي خبرة..فعادة يتم تعليم طريقة كسب المال عند بلوغ سنن معين، أما نحن فلم تتسنى لنا الفرصة لتعلم أي شيء.
ولكن لم يشتكي أي منا، فالعائلة تعتمد علينا ولا يوجد مجال للتذمر.
بحثنا باستمرار عن وظيفة للعمل، و بعد محاولات عدة استطعنا إيجاد عمل وسط المدينة، نتيجة هذا أصبحنا نشاهد المهرجان بكثرة، فعيشنا بالريف كان نعمة بالفعل.
فالحفل الختامي ليس أمرا قد يتطلع إليه المرء!
إعدام بأمطار من الرصاص بلا رحمة ..
