الفصل التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

أنهت زهرة إعداد الغذاء وتركت المطبخ متجهة إلى جناحها للصلاة و الاستحمام و تبديل ملابسها مرتدية فستانا محتشما ذو لون كحلى و اساوره من الدانتيل الكحلى أيضا وعلى أحد أكتافها شالا حريرى أصفر اللون و قد تركت لشعرها العنان وأرتدت حذاء مسطح بلون مشابه للشال ثم غادرت جناحها مسرعة فقد أوشك أصلانها على الوصول .

قابلت زهرة أصلان الذى دخل للتو يلحقه أسامة ومحمد فأسرعت فى نزولها على السلم .. ألقت السلام على الجميع و أقتربت برقة من أصلانها الذى ضاع تجهم وجهه منذ أن رآها تنزل مسرعة على السلم فى استقباله و ترتدى فستانا ألوانه زاهية عكست رقتها و جمالها و جعلت الابتسامة ترتسم على وجهه من جديد و هو يراها تقترب منه برقة
- حمدالله على السلامة أصلان ...
- الله يسلمك يا رورو ..
- "ثم قالت بهدوء له " أنا حضرتلك الحمام .. غير هدومك على ما
       نحط الأكل على السفرة .
- آه يا ريت .. تعبان جدا و محتاج آكل و أنام .

ألقى التحية على الجميع واتجه إلى جناحه تتبعه زهرة بعد أن شعرت بعدم راحته و أن هناك ما يشغل باله .. و فى جناح أصلان تناول الملابس التى جهزتها له زهرته وهى جلباب بيتى باللون الرصاصى و معه بنطلون بنفس اللون و إتجه إلى الحمام الاغتسال و بعد أن انتهى خرج واضعا منشقة على صغيرة على رأسه يجفف بها شعره الكثيف .. وجد يدان تمتدان على يديه تساعده فى تجفيف شعره بالمنشفة و التى يعلم أنها لقطته التى أستغرب وجودها فهى عادة فى هذا الوقت تكون مشغولة بوضع الطعام على السفرة .. أزالت زهرة المنشفة عنه ووضعتها جانبا ثم أجلسته دون كلام على الكرسى الخاص بطاولة الزينة و مشطت له شعره الكثيف و هى تضع كل تركيزها بهذا الأمر بينما هو ينظر لها مبتسما بمحبة على تلك القطة التى تدلله كحبيب و تتجاهل تماما ببرائتها ضئالة جسدها أمام ضخامة حجمه .. انتبهت زهرة له و هى تنظر له من خلال المرآة ثم اتجهت إلى زجاجة المسك التى تحرص دائما على التعطر به ووضعت منه على يديها و تمسح به على أماكن النبض عند حبيبها ثم أعادت على وجنتيه و رقبته الأمر الذى جعل الأصلان يغمض عينيه استمتاعا برائحة المسك و استنشق منه نفسا عميقا ثم أخرجه .. بعدها فتح عينيه و امتدت يداه لخصرها يجلسان على قدميه فضمته لصدرها فترة قلقا عليه .. خرج من بين ذراعيها و قبلها على جبينها و شفتيها حبا لتلك الصغيرة التى ملكت قلبه و ليس شغفا فهو يعلم يقينا أنه ليس هناك من وقت لذلك حيث ينتظرهم أفراد الأسرة على الغذاء لكنه سألها بعد أن وجدها تتأمله بحب
- مالك رورو .. فيكى إيه ؟؟
إلا أن قطته أجابته بسؤال آخر ينم عن قرأتها له جيدا :
- حزين ليه أصلان ؟ .. إيه اللى ضايقك ؟
- أجابها متنهدا : مشاكل فى الشغل .

مسحت بيدها على صدره قائلة بابتسامة رقيقة
- إن شاء الله مش هيحصل إلا كل طيب .. الأول تأكل و تريح شوية
  و بعدين نشوف إيه موضوع المشاكل ده " ثم أكملت ببراءتها و صدقها"
  متخافش أصلان أنا هفضل صاحية معاك مش هسيبك إلا أما أتأكد أن
   الموضوع أتحل .

زهرة اصلانWhere stories live. Discover now