_______________

ذهب خالد مع محمد إلى الحلاق، بينما تركوا مكرم و كُريم معًا في المتجر كي ينهوا حسابات اليوم قبل الذهاب إلى الزفاف، كان مكرم شاردًا كثيرًا، في عقله تدور الكثير من الأفكار حتى قرر أخيرًا أن ينهي صراعاته و يتحدث مع أخيه بصراحة.

ليتحمحم حتى يجذب إنتباه كُريم قائلًا:
_ و الله يا كُريم يا أخويا بقالي كام يوم ما بنامش بسبب موضوع شاغل تفكيري و كنت عايز أخد مشورتك.

ترك كُريم القلم الذي كان بيديه ليولي بصره إلى أخيه باهتمام:

_ خير يا أخويا إن شاء الله!

رد مكرم بجدية و حزن:

_ طبعًا إنت عارف يا كُريم يا أخويا إن خالد دا أمانة في رقابتي من ساعة ما والده و والدته ماتوا، بس أنا بقيت حاسس إني مش قد الأمانة.

رد عليه كُريم بلهفة:

_ متقولش كدا يا حاج، دا انت عمرك ما فرقت بين خالد و محمد في المعاملة، و كانوا الاتنين ولادك.

أجابه مكرم بإرهاق:

_ بس خالد عامل فرق ما بينا، بس أنا جيت النهاردة علشان أشيل الفرق دا.

مط كُريم شفتيه السفلية دليل على عدم فهمه، ليكمل مكرم مفسرّا:

_ بصراحة كدا، خالد كان عايز يطلب أيد ابتهال، بس هو مش عايزة مساعدة مادية من حد يعني، بس أنا مش هستنى لحد ما ابتهال تضيع من ايده، أنت أكيد عارف إني مش هقصر مع ابتهال، دي بنتي زي ما هي بنتك.

رد عليه كُريم بعتاب:
_ كدا أنا زعلت يا مكرم، أنت ازاي تفكر كدا بس! دا أنا أجيبلك ابتهال لغاية عندك بشنطة هدومها و الله.

ليستكمل كُريم حديثه بجدية:
_ خلينا بس نتطمن على محمد النهاردة، و الخميس اللي جاي نتجمع كلنا و نشوف موضوع خالد و ابتهال.

أشرق وجه مكرم و كأنه عاد شاب صغير، كان الذنب يثقل قلبه و الآن فقط إنزاح هذا الهم من على صدره.

_______________

وقف أمام المرآة يعدّل رابطة عناق محمد، ما إن انتهى حتى ضمه إليه بقوة يمنع دموعه أن تتسرب إلى وجنتيه يحاول مراضاتهم ليظلوا عالقين بعينيه، ليقول بصوت مختنق:

_ خلاص يا محمد كدا هتسافر و مش هشوفك تاني؟!

تعالت ضحكات محمد في الأرجاء و هو يضم خالد إليه بقوة، على الرغم من مشاكلهم الدائمة إلا إنه سيظل في مثابة شقيقه الصغير مهما حدث، قال محمد بمرح:

_ يا أخي أنا رايح أتجوز مش أحارب، و لو إن الجواز حرب برضو.

فصل خالد ذلك العناق الأخوي اللطيف، قائلًا:

_ و لما إنجي بتيجي بتبقى شبه الكتكوت المبلول.

عدل محمد ياقة قميصه بفخر، قائلًا:

كيف تصطادين عريسًا!Where stories live. Discover now