الاقتباس

10.1K 169 19
                                    

تركض بسُرعتها الفائقة ولأول مرة تهرول هكذا بهذه الطريقة ، إندفاع الإدرينالين ساهم في إمداد الطاقة لها حتى تهرب منه هذه المرة ، رغم انهيارها من قسوة ما رأته ومحاولتها في قتله لكنه ... لعين!! تهرب لأن حياتها تقف على هذه اللحظة وعليها المجاهدة في سبيل إنقاذ نفسها من الموت ... هذه هى فرصتها الوحيدة وينبغي ألا تُضيّعه هباءاً.
هربت الى الغابة وتركض بلا تفكير نحو المجهول ، تتعثر تارةً وتصطدم بالشجيرات والجذوع البارزة تارةً أخرى ، تلهث وكأن النفس لا يطاوع رئتيها ليمد جسدها الخائر بالأكسجين ، تُواصل التحرك والتعب بدأ يسري في أطرافها ، تسمع ارتطام قدمه بالأرض وهو يركض خلفها ... اللعنةُ عليه! انه سريع جداً وبُنية جسده طاوعه في الركض.
وكأنهم يركضون في المراثون يتنافسون على من يصل الى النهاية ... نهاية الهاوية ، تسمع الى صوته المخيف الذي يناديها ويأمرها بالتوقف عن الركض ، لا! لا تريد التوقف وتجاهلته وواصلت ما تفعله ، هل انت مجنون لترغمني على التوقف؟ بل هل انا مجنونة لأنصاع لك ؟ هذه المرة محال أيها المختل ، لن تمسك بي وتسجنني ثم تعذبني ، انا لم اعد دُميتك التي تتسلى بها وقت ما تحب ، سحقاً لما الطريق طويل؟

بعد بضع خطوات عمّ الصمت ، مازالت تركض ولم تعد تسمع صوته أو حتى صوت خطوات قدمه ، بث الرهبة في قلبها من اختفاءه ، لا يا 'كارين' لا تتوقفي ولا تنظري خلفك ، لربما يزجك في احدى فخاخه كي تقعِ تحت قبضته ، لن أُخدع هذه المرة أيها المختل!
خرجت من الغابة ووجدت نفسها في مكان آخر ، سيارات مدمرة وقديمة ، مُصطفة بطريقة عشوائية وغير منظمة ، أيقنت انها في مستودع الخردوات الخاص بالسيارات ، توقفت عن الركض وبدأت تتمشى لكن بخطوات مُسرعة ، إلتفتت حولها ما إذا كان موجوداً أو لا ، تراقب بخوفٍ وقلق لدرجة انها كادت ان تصاب بوسواسٍ قهري من رؤيته ... وقعت عيناها على يسارها حيث يتواجد فيها سيارات مُهشمة ثم ناولت منها عمودٍ حديدي وحملته ... رفعته في وضعية الاستعداد لإبراح احدهم ضربة ، تمشي نحو البوابة الذي يتواجد في الخارج طريقٌ رئيسي خالي من أي كائن حي ... بينما تترقب بحذر من ظهوره الساحر لها.
سمعت صوت تضارب السيارات بالاقدام ، اغلقت عيناها بقسوة وجسدها الخائن تحجر في مكانه ، تحرك يا جسدي ارجوك اتوسل إليك ربما قطة او كلب يركض ، كفاكِ عبثاً وواصلي الفرار بحياتك وإلا ستسجني مُجدداً.

" كارين!!!"

تهشمت افكارها الذي يُهدئها صوته المرعب ، يناديها بغضب ، بحدة ورهبة ... فتحت عيناها بلمح البصر ، شئٌ ما طرأ لها ، الخوف قد انطفئ ، مخزون الادرينالين الذي يزود جسدها بالطاقة للهروب قد أنهى مهامه ، قدميها عجزت عن العمل لمواصلة فروضه الهامة وهى فرض الركض ، تفكيرها بشأن الهروب قد انسحب كلياً ، إلتفتت ببطئ وكإنها تعلم ما سيجري بعدها ، وقعت زمرديتها الخضراء على ذاك الواقف فوق قمة السيارات المتكتلة ، 6 أمتار تفصلها عنه وعن الموت بذاته ، تواصلهم البصري لم ينقطع عنهما ... انه اشبه بحرب على طراز العصبي والنفسي ، توسع بؤبؤ عيناها الخائفة وعاد سريان الادرينالين في مكانه من الخوف ... أم من الغضب؟
تنظر له بكره ، بحقد ، بضغينة ... تضارب نبضات قلبها بجنون أرغم رئتيها على شفط أكسجين بعمق ، ينظر لها ببريق عينيه القاتمة ، ذاك البريق تعني الكثير وتحمل معاني يصعب تفسيره ، يحمل خنجرٌ حاد اسود ، تهبط منه قطرات الدماء بسبب مافعله قبل قليل ... قتل وبكل عادته والذي تعتبر بالنسبة له لعبة مسلية ، دون تفكير او ماشابه ، فكُل مايريده 'كارين'! يريدها واللعنة لما تهرب تلك العاهرة وتنظر له وكإنها تُغيّر الأدوار لصالحها وتصبح هى القاتلة لتنهي حياته ، رائع!

"لا داعي للهروب مني يا 'كارين' ... توقفي عن محاولتك البائسة في النجاة من يدي"

قالها ببرودٍ مرهب بينما الرد هو الصمت ، رفعت رأسها حتى تتضح رؤيتها له ، اخفضت العمود الذي بيدها الى الأسفل ، قالت وهى على وشك الانهيار رغم قوتها:

"صحيح ... يكفي هروباً منك وها انا واقفة يا 'فيكتور' "

ما ان استمع لها راضخة بإستسلام ابتسم ، قفز الى الأسفل وهو يتقدم نحوها وهى لم تتحرك شعرةً من موضع وقوفها ، قال وهو يأتي اليها بينما يخبئ خنجره في خصره:

"لقد اتخذتي الخيار الصحيح يا 'كارين' "

ما إن أراد ضمها الى صدره لتُفاجئه ضربة خاطفة لم يتوقعها بواسطة العمود الحديدي على رأسه ، ضربته وقد انخفض ليصبح راكعاً من قوة الألم ، الضربة تسطرت على رأسه ثم اصبح جيداً لينهض ، لكنها لم تسمح له بضربة  أخرى مُفاجئة على ظهره جعلته طريحاً على الأرض ، لقد فعلتها أخيراً وحان الوقت لتُنهي الكابوس!
التفت لها ولم يقم من مكانه رغم إمكانية فعله وأخذها لكنه عجز عن هذا ، وقفت أمامه بينما يداها الذي تحمل العمود رفعتها للأعلى وهى تعرف جيداً كيف ستختم الموضوع ... نظر خلفها حتى رأى شخصاً يصوب بندقيته عليها لتكون هدفاً بالنسبة لذاك الشخص ، ما ان ارادت ضربه حتى دفعها بعيداً عن اعين الصيد وأسفرت عن تلقي رصاصةً في مكانها.

••••••••••••••••••••••••••••

اهلاً اعزائي القُراء
نظراً بما ان رواياتي مستهدفة للحذف ولا ادري لماذا وليس لدي مشاكل مع احد

قررت ان اتحدى كل من يحاول محو رواياتي وان لدي نسخة احتياطية لرواية ظل الشيطان بعدما خسرت اعداد المشاهدة والتصويت

ونظرا لابتعادي التام عنكم بسبب ظروف خاصة قررت ان يتم تحميل هذه الرواية والروايات المحذوفة الأخرى لذا احتاج لدعمكم أحبائي

الى اللقاء🌺🌺

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil Onde as histórias ganham vida. Descobre agora