جَسِيّم.

280 12 1
                                    

-
أنت إرتَدي الأَبيّضَ دَائِمًا وَآنا سَأنسَى لَون الغُيُّوم..
-


خَرَج مِن صَالَة العَمليّات مُتوجِهًا لِكافِتيريّا المَشفى ، بَيّنَما تِلك العَينيّن المُحَبَبة لَه' تُلاحِقانِه..

تَنهد ديمتري حيّن اختَفت هَيئَةُ نيجيل مِن أَمامَه تَمامًا
فَكر كَثيرًا ، يَّذهبُ لَه؟ آم لا!

لَكن اتَاهُ الرَد سَريعًا حيّثُ لَمَعَ إسمُ نيجيل عَلى شَاشَة هَاتِفه
وَنيجيل الّذي يبغَض التَواصُل بِشَتى أنواعِه ، إكتَفى بإرسَال رِسَالة قَائِلاً فيّها
"أنَا آسِف"

"بإمكَانِك العَودة قَبلي ، سَأتَأخر هُنا"

تَنهد ديمتري ليُّحَدق دَاخل حُجرة العَمليّات حيثُ خَرج نيجيل قَبل قَليل

"أحقًا الأن؟"

"إنها اوَل عَملية لَه مُنذ قدومِه هُنا ، بالإضَافة إلى إنهُ يومُنا ! حُبًا بالرَّب ألَم تَستطع روحَك الإنتِظَار حَتى الغَد لِتُغَادِر"

-
أَنْ أَرسِم سَّمَاءً زَرقَاء ..
رُغمًا عَن غُيّومي الرَمادية

أَنْ اُلَطِخ صورَتي بِالألوَان ..
غَيّر إنَ جَميّع لَوحَاتي بِالأبيّض والأسوَد

وَلا يُّمكِنُني تَغييّر ذَلِك..
-

تَنهَد سَائِرًا نَحو شُرفَة غُرفَتِه ، وَقف ضِد السّور مُستَنِدًا عَليّه بكوعيّ يَّديه..

حَدّق بِالنُجوم مُطَولاً
تَظاهَر أمام نَفسِه' بِأنَهُ يُّحب النُجوم مِرَارًا وتِكرَارًا

لَكِنَهُ في الحَقيقة مُدرِكٌ تَمامًا إنَهُ يُّحب عَينيّ ذَلِكَ القَمحي ، لا النُجوم..

بِالتفكيّر بالآمر.. لا فَرق بيّنَهما ، عَدا إن تِلك النَجمتَيّن ، بَاتت مِلكَه..

تَنهَد مُجَددًا ليَّحمِل هَاتِفُه مُرسِلاً "الَقليّل" مِن شُعورِه للآخَر..

"لا مُرادِف لِروحَك"
"أشبَاهَك في العَدم"
"لَم يَّصِلوا لِدُنيّانا بَعد"

"آقولُ هَذا وانا اتَأمَلُ النُجوم التي تَقتَرِبُ كَثيّرًا هَذِه الليّلَة.. فَقط لِأَن وَجهَك مَازالَ حَزينًا.."

دَقائِقٌ قَليّلَةٌ مَرت لتُطرَق بَاب شُقَته مَرةً وَاحِدة
مَرةً وَاحِدة ، هَادِئة ، مُختَصرة
تَجعَلَهُ يَّعرِفُ تَمامًا ، إن روحَهُ مَن تَقبَع خَلف هَذا البَاب..

فتّانٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن